رغم الهدنة السراب مع لبنان.. كلنا نحو الشر المستطير

لقطة الشاشة 2024-11-11 101549.png
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

بعيداً عن التفاؤل أو التشاؤم، المبني غالباً على الرغبات والأهواء، فإن كل شيء على الإطلاق يصرخ بصوت جلي إن أمور الشرق الأوسط عموماً، والصراع العربي الإسرائيلي خصوصاً، تذهب نحو التصعيد ومزيد من التفجير والشر المستطير، بعكس ما يحب البعض خداع نفسه بأننا نقترب من نهاية الموجة الحربجية التوحشية التي دخلت سنتها الثانية، بل أستطيع التجرؤ لأزعم أن السنة التي مرت بما حملت من خسائر بشرية ومادية ثقيلة ومؤلمة، لن تكون إلا مقدمة لما هو أسوأ، شهوراً وسنيناً. حتى لو بدت هناك في الأفق هدنة مع لبنان، فهذا مجرد سراب. لماذا سراب؟ لأن نتنياهو هو نفسه نتنياهو الذي حكم الحقبة، بل لقد عزز موقعه داخلياً وأجهز تقريباً على منغّصيه، وذلك بفضل التعزيز الأعظم بالنسبة له، فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة، والهدنة المزعومة مع لبنان لن يهديها ولا بأي حال لجو بايدن الذي سيطويه الزمن خلال بضعة أسابيع إلى غير رجعة. 

 

الهدنة مع لبنان، لن تحل الصراع مع حزب الله الذي عرّضه نتنياهو لخسائر فادحة دون أن يجهز عليه، ولن تكون الهدنة إلا مكافأة له لكي يعيد تنظيم نفسه وقيادته وعتاده.

 

الهدنة مع لبنان ليست الهدنة مع فلسطين، عنوان الصراع الممتد منذ ثمانية عقود، تحولت فيها إسرائيل إلى دولة من الجيش والعسكر والسلاح والأمن والتجسس، دولة أبقى فيها الفرد الإسرائيلي، ذكراً أو أنثى، على بسطاره العسكري في قدمه، وخاضت فيها الدولة نحو عشرة حروب، بمعدل حرب كل عشر سنوات، مع مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق، اليوم تضاف اليمن وإيران. وغداً لا تعرف من سينضم إلى هذه السلسلة.

 

هل تسقط الهدنة مع لبنان أطماع نتنياهو وأضرابه في الحكومة والمجتمع أن يبسط سلطانه على قطاع غزة وتحقيق أحلام نظيره العمالي اسحق رابين في أن يرى البحر وقد ابتلعها، أو في ضم الضفة الغربية وتحقيق أحلام ربه يهوة في منحها أرض ميعاد لشعبه المختار.

 

هل تسقط الهدنة المزعومة مع لبنان، سواء في أيام بايدن أو ترامب، حقيقة أن نتنياهو مجرم حرب وأن جيشه، جيش الدفاع الإسرائيلي، قد أدرج على قائمة العار السوداء العالمية، وأن دولته، واحة الديمقراطية اليتيمة في المنطقة، دولة إبادة جماعية وتطهير عرقي وتمييز عنصري.

 

قبل حوالي سنة، كان التحدي، أي زعيم في العالم يقبل أن يزور إسرائيل ويلتقي نتنياهو ويضع يده في يده، وكان ان لم يقم بذلك أي زعيم، أما اليوم فإن التحدي أن يقوم هو بزيارة أي عاصمة ليلتقي زعيمها فيضع هذا الكلبشات في يده.