حزب الله.. هل هو حزب الشيطان ؟

لقطة الشاشة 2024-11-11 101549.png
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

    لا أعرف من هو الحزب بالتحديد الذي قصده الشاعر الكبير مظفر النواب عندما قال : (هذا حزب يتخوزق مختارا ، لا إكراه و لا بطيخ ، بمحض إرادته) ، لكن، على الأغلب انه حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، على اعتبار ان الشاعر ينتمي الى هذه البلاد العظيمة ، و هي وفق الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك البترول و المياه معا ، في حين ان بقية الدول تمتلك هذا او ذاك فقط .
    و بغض النظر إن كان المقصود هذا الحزب او أي حزب آخر ، هذا النظام او أي نظام عربي آخر ، فإن إختيار "الخوزقة" ذاتيا ، تنسحب على الجميع ، من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي "الفارسي" ؛ سواء كانت الدولة جمهورية او ملكية او أميرية ، و الحزب حزب البعث او التقدمي او الشيوعي او الإسلامي او القومي او التحريري او الاخواني او الداعشي .. الخ ، فهي جاءت محملة بالوعودات و البشائر كغيمة مثقلة بالمطر على أرض عطشى ، و سرعان ما دالت او بادت ، دون ان تسقط قطرة واحدة على أرض العروبة و الإسلام . لم يكن هناك أي نظام او حزب او جماعة ، لم يتضمن نظامه الداخلي بندا بالبنط العريض ، يتوعد بتحرير فلسطين من النهر الى البحر ، حتى الذين وقعوا اتفاقيات السلام مع من يحتل هذه الأرض ، ظلوا يرفعون هذا الشعار سرا او علنا ، و عندما نادى أبو عمار بالجهاد في أحد مساجد جوهانسبيرغ ، تمت مراجعته إسرائيليا و أمريكيا و عربيا ، و عندما زل لسان أبو مازن في احدى المرات  بلفظة "العدو الصهيوني" تمت مراجعته بدوره على ان لا يعود لهذا المصطلح اللا سلامي مرة أخرى .
     إن ما تتعرض له غزة اليوم في حرب إبادتها من الوريد الى الوريد ، و على مدار أربعة عشر شهرا ، ما عادت تتعرض له وحدها ، فهناك لبنان الجمال ، و سوريا الحضارة ،  و عراق العظمة بنفطه و مائه ، لم تعد المسألة مقتصرة على  مليوني شخص في قطاع غزة ، بل على حوالي مئة مليون انسان مرة واحدة . في الماضي القريب ، كانت كل دولة تتعرض للاعتداءات و المؤامرات ، كل على حدة . لم يكن السبب طوفان الأقصى ، عندما تعرض لبنان الى ما تعرض له بسبب من احتضانه للثورة الفلسطينية الخارجة لتوها من أيلول عمان ، حتى وصل اجتياح جنوبه الى احتلال عاصمته بيروت عام 1982 ، ثم جاءت العراق التصنيعية بدءا بقصف مشروع مفاعلها النووي "تموز" عام 1981 ، و انتهاء باحتلال عاصمتها بغداد عام 2003 ، ثم جاءت سوريا بالعدوان الكوني التكفيري عليها فيما عرف بالربيع العربي و الوصول الى عاصمتها دمشق عام 2011 . أما الضفة الغربية ، فإن الاعتداءات عليها رغم اتفاقية السلام ، لم تتوقف يوما واحدا ، إن لم يكن بالقتل والاعتقال و الهدم ، فبالاستيطان و قضم الأرض ، حتى بات مشروع ضمها ، أمرا علنيا و رسميا  . 
    حزب الله ، الذي لم يكن موجودا عند احتلال عاصمة وطنه عام 1982 ، و هو تقريبا الحزب الوحيد الذي ساند غزة قولا و فعلا ، تجري المفاوضات اليوم على تجريده من سلاحه للانضمام الى طحش الأحزاب السياسية العربية ، كما لو أنه نبت شيطاني او حزب الشيطان .