خلال ما يزيد عن 3 أسابيع، قامت قوات جيش الفاشية اليهودية بأكبر عملية تجريف تطهيري في شمال قطاع غزة، ترافقت مع ارتكاب جرائم إبادة إنسانية، وحملة اعتقالات، وأصرت بشكل "فريد" أن تبث كل ما فعلته على الهواء مباشرة، دون أدنى اهتمام لما تعنيه تلك المشاهد من "وثائق إثبات" بأنها ترتكب جرائم حرب موثقة.
عمليات جيش الفاشية اليهودية في شمال قطاع غزة، هي الرسالة الأشد وضوحا، على جوهر أهداف الحرب العدوانية على جنوب دولة فلسطين (المعتقلة بين أدراج المقاطعة في رام الله)، بأنها تعمل على ترتيبات لتغيير جوهري في قطاع غزة، بتهويد جزء هام من مساحته المعلومة بـ (365 كم مربع)، وخلق واقع جديد لا يكون بالإمكان أبدا عودة ما كان صباح يوم 7 أكتوبر 2023.
تغيير الواقع الجغرافي في قطاع غزة، يكسر "النظرية السائدة" بأن القطاع ليس جزءا من "النظرية التلمودية" التهويدية، ليكشف أنها مجرد مقولة تم طيها لصالح السياسي، تكتسب "شرعية دينية" وفقا للمصالح التي تراها الطغمة الحاكمة، والتي لم تنتظر كثيرا لتنفيذها واقعا، لا يمكنها التخلي عنها دون فرض واقع معاكس.
التهويد الجديد في قطاع غزة، له بعد سياسي مضاف ينطلق من تغيير ملامح قطاع غزة سكانا ومساحة، والهدف المباشر سيكون قضية "المخيم" بكل ما لها رمزية تاريخية، لشطبه من "الجغرافيا" ولتبقيه في "تاريخ الذكريات السياسية"، تطويرا لفكرة شارون عام 1971، التي حاولها وأسقطها أهل القطاع، بفضل قوة الثورة الفلسطينية.
حاولت دولة الكيان استخدام البث المباشر للجريمة لتكريس "الأمر كبعد إنساني" بكل ما له من آثار، وتخفي ضمنا هدفها المركزي لإزالة المخيم من جغرافيا قطاع غزة، ما يمنحها وقتا مضافا لاستكمال خطتها العامة، كونها لا تقف كثيرا أمام "الصرخات الدولية"، أو "حملات التنديد" التي لا تتوقف، لكنها تعلم أنها باتت فقاعات لغوية لا أكثر.
ويتضح تماما، أن دولة العدو الاحلالي، فرضت نظريتها على المشهد العام، بأن تطمس أخطر عملية تجريف وتهويد في قطاع غزة، بما ترمي إليه أهدافا سياسيا، وأدخلت الجيمع في نفق الحديث عن صفقة تهدئة وتبادل، وصنعت منها "الهدف الكبير"، الذي أصبح وكأنه "الحلم الإنساني"، بل وقد لا يكون هدفها المخفي جزءا من أسئلة المواطن الغزي، الذي بات هدفه الوحيد راهنا أن يتوقف الموت..وليكن بعده ما سيكون.
ولذا جزء رئيسي من حرب الإبادة والتجريف العام في قطاع غزة، ليس انتقاما أو رد فعل، أو حتى عشقا للقتل كما يحلو للبعض القول وصفا، لكن الحقيقة التي باتت ناطقة، ان هناك مشروع سياسي متكامل يشمل تعديل مفهوم البعد التهويدي على قطاع غزة، بالتوازي مع نظرية طمس المخيم، وإزاحة رمزيته الخاصة، لفرض ترتيبات سياسية انطلاقا من هنا..وليس من هناك الذي كان، كمقدمة لمخيمات الضفة والقدس.
وخلال عملية الإزاحة والتهويد، بدأت دولة الاحتلال العمل بتكريس واقع قانوني يقطع الطريق على أي محاولة لاحقة لوجود دولة فلسطين، وفقا لحدودها المعترف بها في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، ما سيكون عنصر ضغط على أي حكومة للكيان قادمة، ومحاولة استباقية لما يقال عن صفقة ممكنة بين ترامب والعربية السعودية "التطبيع مقابل مسار دولة".
مناورة الغرق في قضية "صفقة التهدئة والتبادل" التي تقوم بها حكومة دولة الفاشية اليهودية، ليس لمصالح نتنياهو الخاصة فقط، بل هي جزء من مناورة أوسع كثيرا من حصرها في مربع الذات النتنياهووية، ما يجب أن يفسر كل تراجع كلما تقترب من لحظة الاتفاق، بل ويفسر رفض حكومة الطغمة في تل أبيب لقرار مجلس الأمن 2735 وهو مقترح أمريكي كامل.
تجاهل التعديل المستحدث للفكر التهويدي في قطاع غزة، والاستمرار في عدم تطوير الرؤية وجمودها عند حدود "ثابت قديم" يمثل خطيئة سياسية، تساعد دولة العدو لتمرير مخططها الإزاحي لـ "المخيم" رمزا ووجودا.
ملاحظة: يوم 30 ديسمبر 2006 تم إعدام الرئيس العراقي صدام حسين بعد مهزلة فريدة، اعتقد مؤيدوها، أي كانت لغتهم ضادا أم مش..أنها لحظة الفوز الكبير ببلاد الرافدين..ولكنهم طوال 18 سنة لساتهم بيدروا على بلدهم وحالهم...يا ناس افهموها المتغطي بالأمريكان بلبوووص خالص..
تنويه خاص: ما فعلته حكومة الإنجليز مع المريضة بالسرطان أسماء الأسد، تمثل جريمة مركبة، أولا لأنها مواطنة لها حق..وثانيا مريضة بمرض خطير صار لها حقين..تعاملها كزوجة لرئيس هارب جريمة أكبر...جد عار الغرب مالوش زي غير رسميات العرب..رغم كل برم الأنسنة..