اسرائيل تستفيق من أوهام نتانياهو: لماذا تحتفل غزة؟ ولماذا تبكي تل ابيب؟

تنزيل (5).jpg
حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

 يعجز العقل الغربي والعقلية الإسرائيلية عن فهم لماذا يحتفل الناس ويرقصون فرحا في غزة رغم كل هذا الموت وكل هذا الدمار . وقد شاهد العالم كله ردة فعل اهل القطاع وهم الاقدر دوما على البقاء والصمود.
وفيما يزعج الإسرائيليون أنفسهم بهذا السؤال ، الإجابة سهلة وهي ان اهل غزة يحتفلون بوقف المقتلة !!ويتساءل قادة إسرائيل باستغراب عن اهداف نتانياهو ( التي اعتقدوا انها صارت أهدافهم ) بشأن الحرب ونتائجها .
عبر ساعات من الحوارات والبث والتحليل عبر وسائل الاعلام العبرية ، نصل الى نتيجة انهم يعتبرون هذا الاتفاق سيئا ، ولكنهم يعتبرونه ضروريا لان عدم قبوله يعني انتظار الأسوأ .
تفسير هذا الموقف السلبي عند الإسرائيليين من الاتفاق يعود الى " الوهم " الذي باعهم إياه نتانياهو ومعه حفنة المتطرفين . فقد باعهم شعارات واهداف غير قابلة للتنفيذ والان يدفعون ثمن العنصرية :
- ان حل القضية الفلسطينية يجب ان يكون حلا سياسيا وان الحل العسكري سقيم ولا يمكن ان يوصل الى نتيجة أفضل .
- ان الاحتلال العسكري لقطاع غزة ولجنوب لبنان ولاي أرض عربية هي جريمة سوف يدفع ثمنها الإسرائيليون ليل نهار ولا يمكن ان توفر لهم الامن ولا الأمان .
- ان فكرة تهجير الشعب الفلسطيني او دفعه للهجرة فكرة مريضة وغبية ، وان تساوق نتانياهو مع أفكار الترانفسير وتطويعه إمكانيات إسرائيل لتنفيذها جريمة حرب سوف يدفع هو شخصيا ثمنها ، ويدفع الإسرائيليون اثمانا .
- ان مشاكل الإسرائيليين سببها نتانياهو وأفكار اليمين العنصرية . نتانياهو اعلن في 2008 وقف المفاوضات ، وبعد ان فازت تسفي ليفني بالانتخابات وقام هو بتعطيل تشكيلها الحكومة وسرق الحكم منها ، ومنذ ذلك الحين احبط نتانياهو جميع محاولات الحل السياسي أيام الرئيس الأمريكي أوباما ومبعوثه كيري ومن بعده بايدين ومن بعده ترامب .
- ان نتانياهو يلقن الرؤساء الامريكان درسا كبيرا في النذالة ، فقد خان أوباما وافشله سياسيا ، ومن ثم اخذ كل شي مجانا من ترامب ولكنه كان اول المباركين لبايدين في الرئاسة حتى قبل صدور النتائج ، واخذ كل شيء من بايدين ولكنه وقف مع ترامب . وهكذا سوف يفعل بترامب مرة أخرى وأخرى . وقد نشرت المنصات العبرية تسجيلا خاصا بنتنانياهو وهو يقول لمقربيه انه يعرف كيف يتلاعب برؤساء أمريكا !!.
- المشكلة ليست في غزة ، ولا في مخيم جنين ولا في رام الله وطولكرم . المشكلة في الحكم العسكري للاحتلال الذي يمنع أجيال من الفلسطينيين ان يعيشوا حياة طبيعية .
- تثبت الحرب الأخيرة ان الانتصار والفوز امران لا يتعلقان بكثرة السلاح ومساحة الدم، وانما يكون النصر للأكثر إنسانية وللأقل دموية .
- ان القذائف الامريكية الخارقة لباطن الأرض لم تتمكن من انقاذ اسير أمريكي واحد، وان البوارج البريطانية وحاملات الطائرات الفرنسية والألمانية والإيطالية لم تنجح كلها في فتح باب المندب .

نحن تعلمنا من التجربة أن نكره القتل ونتجنب الحروب ، ونطلب الحياة الكريمة لأطفالنا وان نحترم الثقافات الأخرى ونحترم حقوق الانسان في كل مكان ولكل انسان .
فماذا تعلمت إسرائيل ؟ وماذا ستعلم اطفالها باستثناء ان يكرهوننا؟!.