"7 أكتوبر 23" طوفان الأقصى.."19 يناير 25" طوفان المساعدات

1707550098-916-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 بعد مرور 471 يوم على المجزرة الإنسانية الأكبر في التاريخ البشري، قياسا بالمكان والزمان، فوق بقعة جغرافية مساحتها 365 كم مربع، قد تساوي أحد مزارع أثرياء الكون، تبدأ رحلة وقف الموت الجماعي في قطاع غزة، والتدمير العام، دون أن تنهي ما قد يكون "خطفا لروح أو مكان سكن روح" في طريق تنفيذ صفقة الدوحة.

من حق "بقايا قطاع غزة" حجرا وبشرا، ان لا يلتفتوا كثيرا لتحليل الاستراتيجيات الكبرى، عما كان سببا لمغامرة النكبة الكبرى، أو ما سيكون آثارا كارثية لها، فتلك مسألة لا تمثل أولوية لمن خرج يبحث عن "آثار ما كان له يوما" قبل 7 أكتوبر 2023، فهو وليس غيره من يعرف عمق الكارثة وما جلبته، وليقف "البعض المتسرع" حكما عما كان لبعض الزمن، فما قد يكون أكثر مرارة مما كان.

لكن، المفارقة التي لن تغيب عن المشهد مع اليوم الأول من تنفيذ "صفقة الدوحة" لوقف جيش العدو قصفه التدميري الشامل في قطاع غزة، سيقفز إلى الذهن استرجاع اللحظات الأولى لمشهد يوم 7 أكتوبر 2023، اللحظات التي سيطرت على الخبر العالمي من محيطه الشمالي إلى محيطه الجنوبي سائرا بين مختلف القارات وبكل اللغات، وخرج البعض صاحب "العقل المحصور" فرحا وطربا ووعدا ووعيدا، وبدأت "تكبيرات التحرير" تنطلق من كل زاوية فقدت قدرتها على النطق الإنساني..مشهد سيبقى في الذاكرة بين "لحظة اختراق خارق لسياج..ولحظة اختراق لتدمير حلم كيان".

في ساعات صباح يوم 19 يناير 2025، ينتظر أهل قطاع غزة، ومعهم تعاطفا إنسانيا "الأشقاء" في باقي الوطن الفلسطيني، وما يسمى بالجغرافيا الوطن العربي، وترقب عالم بمسميات مختلفة، لحظة وقف الرصاصة القاتلة، ومعها لحطة سماح قاتل الـ 100 ألف غزي بأن يسمح بدخول ما ينتظر دعما لمن تحمل آثار حرب الإقتلاع بالبقاء، ينتظر السماح بدخول "طوفان المساعدات".

خلال 471 يوما، حدث ما لم يكن جزءا من "خيال الإنسان الفلسطيني"، منذ أول رصاصة استيطانية في بلدة الشجرة الصفدية فوق أرض فلسطين عام 1881، أيام أصبح البقاء فيها "عجيبة الدنيا الثامنة"، تحت عواصف الجرف المتعددة من جيش دولة وجدت كل الغطاء لارتكاب جرائم اقتلاع جمعي للساكن ومقر سكنه، مرحلة قد لا تجد لها من يؤرخ يومياتها كما الجبرتي، فشهودها ما كان بينهم من يملك قدرة ذاكرة التسجيل وأدواته، ومن كان له ربما ما وجد وقتا ليمنحه لغيره قبل ان يغادر دون عودة.

مشهد اليوم الـ 471 سيكون حاضرا في الذاكرة الإنسانية، كيف أن مليوني ونصف في قطاع غزة، ممن لم تجرفهم جرافات عدو فاشي، باتوا ينتظرون متى يمكن أن يصلهم "طوفان المساعدات" المنتظرة على معابر إلى حين انطلاق "صافرة منظم مرورها" قاتلهم قبل لحظات، بعدما عاشوا لحظات "حلم الاقتحام" الذي أدخلهم نفق الأوهام الكبير.

استبدال مشهد "طوفان الأقصى" بمشهد طوفان المساعدات يمكنه تلخيص حكاية أيام 471، دون شروحات "كلام فلسفة الكلام"...مشهد تلخيص الحكاية بين مسار ضلال عام إلى مسار خنق حلم عام.

ملاحظة: من أكثر "أشكال البرم المستفزة" لما يطلعلك واحد من السلطة في رام الله ويقلك لم نترك قطاع غزة ولا أهل قطاع غزة..طيب يا وحيد قرن زمانك شو اللي مانعك تنزل جماعتك في شوارعها بدل ما هم قاعدين تحت انفاقها..الوقاحة مسموحة صحيح بس مش هيك يا حج..أه انت المقصود مش غيرك..

تنويه خاص: طلع انتشار شرطة حماس الزرقا بموافقة من أمن جيش الاحتلال..يعني لا تحدي ولا بطولة ولا يحزنون مثل ما طلعوا يهللوا...المهم ما حكوا بعد كم يوم يمكن تخلع وتغير ملابسها للون تاني..وبدنا نعرف شو كتبوا في الدوحة بالمسموح واللي مش مسموح لهم..ممكن او هذا اللي مش..مشمشة تمشمشكم روحه جيه..