أبو عبيدة: معركة طوفان الأقصى كانت ملحمة تاريخية بدأت من تخوم غزة وغيّرت وجه المنطقة

08142237837740031733332362336333.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام؛ الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، مساء اليوم الأحد، إن معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة، لكنها غيّرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الاحتلال.

وأضاف "أبو عبيدة"، أن المقاومة والشعب في غزة قدموا نموذجًا فريدًا في القدرة على الصمود وصناعة التاريخ، رغم مواجهة غير متكافئة من حيث القدرات القتالية والأخلاقيات القتالية.

واوضح أن الهزة التي تعرض لها الاحتلال الإسرائيلي في معركة طوفان الأقصى أضعفت أسس نظريته الأمنية وأسقطت نظرية الردع، بعد أن أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من جنوده وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية عسكرية من الخدمة.

وأكد أبو عبيدة أن المقاومة تمكنت من إصابة أسس ما يسمى بأمن العدو القومي، وفرضت التهجير والنزوح على مناطق واسعة، في وقت تم فيه فتح جبهات قتال متعددة، مؤشرات على زوال هذا الاحتلال الحتمي.

وأضاف أن الحصار البحري على العدو، واضطراره للاستنجاد بقوى دولية للدفاع عنه، هي دلائل واضحة على ضعفه وانكساره.

ولفت "أبو عبيدة" أن معركة طوفان الأقصى كانت ملحمة تاريخية، حيث قدم الشعب الفلسطيني قافلة عظيمة من الشهداء على مدار أكثر من 15 شهرا من أجل حريته وأرضه ومقدساته، وأن هذه التضحيات لن تضيع هدرًا.

وأوضح "أبو عبيدة"، أن المعركة فتحت جبهات قتال جديدة، وأجبرت الاحتلال على اللجوء إلى قوى دولية لمساندته، مشيدًا بالوحدة التي ظهرت بين فصائل المقاومة، حيث قاتلوا صفًا واحدًا في كل مكان من قطاع غزة ووجهوا ضربات قاتلة للعدو.

وأشار أبو عبيدة إلى أن 471 يوما مرت منذ بداية معركة طوفان الأقصى التاريخية، التي أشعلت شرارة تحرير فلسطين ودقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال.

وأضاف: "مقاومتنا في غزة وشعبها الأبي العظيم قدموا الحجة على كل العالم وأظهروا قدرة أصحاب الأرض والحق على الفعل الكبير المؤثر وصناعة التاريخ، وقهر المحتلين وإسقاط أوهامهم".

وأشاد "أبو عبيدة" بتضحيات الشعب الفلسطيني، وقال: "قدمنا قافلة عظيمة من الشهداء في أعظم موكب بين الأرض والسماء على مدار أكثر من 15 شهرا، ورغم ذلك فإن هذه التضحيات والدماء العظيمة لها ما بعدها ولن تذهب سدى".

وأوضح أن المجاهدين والصابرين قدموا كل ما يملكون في ظروف غير قابلة للتصور، مؤكدًا: "تمثلتم بسنة نبي الله موسى عليه السلام، حين قال قومه إنا لمدركون، فأجابتم بكلمات الواثقين: كلا إن معي ربي سيهدين".

وأكد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن معركة طوفان الأقصى تمثل محطة فارقة في تاريخ شعبنا وقضيتنا، مشددًا على أن صمود أبناء غزة كان نموذجيًا وأذهل العالم.

وقال أبو عبيدة: "لقد فتحتم في كل بيت كتابًا مشاهدًا في العظمة والفداء، كتابًا يغني عن ملايين الكتب"، مؤكدًا أن هذه البطولات تسجل في الذاكرة كرمز لصمود الأمة.

وأضاف أن التضحيات والدماء التي قدمتها غزة هي أغلى وأقدس من كل شيء، قائلاً: "حق لكل حجر في المسجد الأقصى أن يحمل اسم شهيد أو شهيدة من غزة، وأن تضحياتهم هي نور لتحرير الأرض والمقدسات".

وأثنى أبو عبيدة على الشعب الغزي قائلًا: "سلام عليكم بما صبرتم وما ضحيتم، سلام عليكم بما قدمتم". وأكد أن تضحياتهم هي التي تشرف كل بيت من بيوتنا، مشيرًا إلى أن الشهداء الأطهار سيكونون شفعاء لأهلهم ولتحرير الأرض والمقدسات.

وختم أبو عبيدة حديثه بالتحية للشعب الفلسطيني في غزة، قائلاً: "طاب سعيكم أيها المجاهدون والصابرون الذين بذلوا كل شيء من أجل هذا النصر العظيم".

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، عند الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد، لينهي 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع مخلفةً أكثر من 157 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.