كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن رغبته في التوصل إلى اتفاق يمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد المعادن النادرة في أوكرانيا، مقابل استمرار المساعدات العسكرية والاقتصادية لكييف، وفق ما أوردت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

وربطت الصحيفة اقتراح الرئيس الأمريكي باستراتيجية طورتها أوكرانيا لتعميق العلاقات مع إدارة ترامب من خلال السماح للولايات المتحدة بالوصول إلى المعادن الحيوية المستخدمة في الصناعات التكنولوجية العالية.

ونقلت الصحيفة حديث ترامب في البيت الأبيض، حيث كرر الرئيس الأمريكي شكواه من أن واشنطن قدمت لأوكرانيا دعمًا أكبر من حلفائها الأوروبيين.

وقال ترامب عن أوكرانيا: "نحن نتطلع إلى عقد صفقة حيث سيتمكنون من تأمين ما نقدمه لهم من المعادن النادرة وغيرها من الأشياء".

وأشار ترامب، إلى أن حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، منفتحة على الأمر. وقال ترامب: "نحن نستثمر مئات المليارات من الدولارات. لديهم كميات كبيرة من المعادن النادرة. وأريد تأمين المعادن النادرة، وهم على استعداد للقيام بذلك".

وقال أحد المقربين من زيلينسكي لفاينانشال تايمز، إن تصريحات ترامب "تبدو متوافقة مع خطة النصر التي قدمت له في الخريف". وأضاف أن أوكرانيا عرضت على ترامب "شروطًا خاصة" للتعاون في الموارد الرئيسية، مؤكدة على ضرورة حمايتها من روسيا وإيران. وأضاف الشخص "بالطبع نحن مستعدون للعمل مع أمريكا".

وكان زيلينسكي قد قدم مخططًا للخطة إلى ترامب في نيويورك في سبتمبر الماضي، خلال الحملة الانتخابية الأمريكية. وتشمل هذه المقترحات تقاسم الموارد الطبيعية الحيوية مع الشركاء الغربيين، ومنح ترامب سلطات فحص الاستثمارات لمنع المصالح التجارية الصينية في أوكرانيا.

وتمتلك كييف احتياطيات هائلة من التيتانيوم وخام الحديد والفحم، فضلًا عن حوالي 500 ألف طن من الليثيوم غير المستغل، والتي تقدر قيمتها مجتمعة بعشرات تريليونات الدولارات. وبعض هذه الموارد معرضة لخطر الضياع أمام القوات الروسية المتقدمة في شرق أوكرانيا، أو أنها وقعت بالفعل تحت الاحتلال الروسي، وفق فاينانشال تايمز.

ونقلت الصحيفة عن مصطفى نعيم، الرئيس السابق للوكالة الحكومية الأوكرانية للترميم وتطوير البنية التحتية، إن "السيطرة على الموارد المعدنية أصبحت جزءًا من الحرب". وأضاف أن "البلاد لا تناضل من أجل أراضيها فحسب، بل أيضًا من أجل الحق في إدارة ثرواتها الاستراتيجية، والتي يمكن أن تكون عاملًا حاسمًا في تعافيها".

وتعهد ترامب بإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا سريعًا. وقال في وقت سابق، إن إدارته أجرت محادثات "جدية للغاية" مع روسيا بشأن الحرب. وقال ترامب، أمس الاثنين: "لقد حققنا تقدمًا كبيرًا بشأن روسيا وأوكرانيا. سنرى ما سيحدث. سنوقف هذه الحرب السخيفة".

ورغم دعم ترامب لحماسه لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، فإن اقتراح الرئيس الأمريكي بأنه صاغ جزءًا من خطة مع روسيا بدون أوكرانيا أثار حفيظة الزعماء في كييف.

وقال زيلينسكي لوكالة أسوشيتد برس، السبت الماضي، إن فريقه تواصل مع مستشاري ترامب ويتوقع اجتماعات شخصية قريبًا. وأضاف زيلينسكي: "قد تكون لديهم علاقاتهم الخاصة، لكن الحديث عن أوكرانيا بدوننا أمر خطير على الجميع".