صداقة بوتين وشي.. "حائط صد" أمام محاولات ترامب الإيقاع بينهما

0e8842e0-3a80-11ee-aeca-abe6f356825c-file-1692003216860-689779780.webp
حجم الخط

وكالة خبر

في مكالمة استمرت أكثر من ساعة، أجرى الرئيس الصيني، شي جين بينج، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مكالمة هاتفية، في وقت تستعد فيه موسكو، بعد الاتفاق مع واشنطن، لإنهاء الحرب الأوكرانية وإحلال السلام بين البلدين.

وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث كانت التكهنات تشير إلى محاولات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للإيقاع بين موسكو وبكين. إلا أن الرئيس الصيني أكد أن بلاده وروسيا "صديقتان حقيقيتان مرّتا معًا في السراء والضراء"، ليدحض بذلك كل هذه الادعاءات،حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز". 

محاولات فاشلة

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، يبذل ترامب جهودًا للتقرب من بوتين، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحجيم العلاقة المتنامية بين روسيا والصين، التي يعتبرها البعض تهديدًا للمصالح الأمريكية، وفقًا للصحيفة الأمريكية.

ترامب، في تحركاته المختلفة، سعى إلى إضعاف الروابط بين الدولتين عبر إبراز التباين في مصالحهما، لكن على الرغم من هذه المحاولات، استمرت الصين وروسيا في تعزيز علاقتهما بشكل أكبر. وهو ما أكده شي جين بينج لبوتين، حيث أشار إلى أن السياسة الخارجية لكل من الصين وروسيا هي "طويلة الأمد" ولن تتأثر بأي طرف ثالث، في إشارة إلى الولايات المتحدة، حسبما ذكرت الصحيفة الأمريكية.

وترى "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من محاولات ترامب لدفع روسيا نحو التحالف مع الولايات المتحدة ضد الصين، فإن محللين دوليين يرون أن هذه الفكرة لا تعكس الواقع. فالصين وروسيا تدركان جيدًا أهمية تعاونهما المتبادل، وأشار سيرجي رادشينكو، أستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، إلى أن فكرة التلاعب ببوتين ضد الصين هي "فكرة ساذجة".

ومن خلال هذه العلاقات المتنامية، باتت موسكو وبكين في وضع أقوى من أي وقت مضى، وأصبحت علاقاتهما أكثر متانة من ذي قبل.

وقالت مجلة "ذا ديبلومات" الآسيوية إن المكالمة استغرقت أكثر من ساعة ونصف الساعة، وتأتي بعد أكثر من شهر من مكالمتهما الأخيرة، مشيرًة إلى أن تكرار وطول محادثاتهما في حد ذاته دليل على أن موسكو تبذل قصارى جهدها لإبقاء بكين على اطلاع بالتطورات الجديدة، لتجنب أي اضطرابات في العلاقات بين الصين وروسيا.

شراكة استراتيجية شاملة

على الرغم من اختلاف بعض وجهات النظر بين البلدين في قضايا معينة، إلا أن الصين وروسيا حققتا شراكة استراتيجية قائمة على التعاون الوثيق. فقد دعمت بكين روسيا اقتصاديًا من خلال شراء النفط الروسي، بالإضافة إلى تصدير التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، بحسب موقع "جلوبال تايمز" الصيني.

كما أن البلدين يتشاركان في معارضتهما للهيمنة الغربية، خصوصًا تلك التي تقودها الولايات المتحدة. ويُظهر ذلك توافقًا كبيرًا بينهما على المستوى الاستراتيجي والجيوسياسي، كما أشار إلى ذلك سيرجي رادشينكو، أستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، وفقًا لـ"نيويورك تايمز".

وفي سياق هذه العلاقة المتينة، من المتوقع أن يزور، شي جين بينج، موسكو في مايو المقبل، حيث سيحضر الاحتفالات بالذكرى السنوية لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز". وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث يسعى الطرفان لتعزيز علاقاتهما بشكل أكبر، بينما يشير الكرملين إلى استعداد الصين للمساهمة في إيجاد تسوية سلمية للنزاع الأوكراني.