في عالم السياسة، هناك دائمًا لاعبون خلف الكواليس، أشخاص ليسوا وزراء أو دبلوماسيين، لكنهم يملكون مفتاح الأبواب المغلقة. وهكذا بدأت القصة… رجل أعمال فلسطيني يجلس في اجتماع خاص مع وسيط مقرب من حماس. الحديث لم يكن رسميًا، لكنه كان مكثفًا. فجأة، يقول الوسيط جملة بدت كأنها مفتاح صندوق مغلق: “أخبر الأمريكيين أن 90% من اللاءات التي يسمعونها عن حماس غير صحيحة.” كانت هذه الجملة وحدها كفيلة بإشعال شرارة فكرة لم تخطر ببال أحد: ماذا لو كان هناك طريق آخر غير الوسطاء التقليديين؟ عندما نقل رجل الأعمال هذه الفكرة إلى المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى، لم تكن الرسالة فقط أن حماس منفتحة على النقاش، بل أن هناك مشكلة في آلية التفاوض نفسها. فالوسطاء، رغم أهميتهم، لديهم مصلحة في استمرار دورهم كحلقة وصل لا غنى عنها، ما يجعلهم في بعض الأحيان جزءًا من المشكلة أكثر من كونهم جزءًا من الحل. هنا، سأل المبعوث الأمريكي سؤالًا مباشرًا لرجل الأعمال: “وماذا لو تحدثنا مباشرة؟” رد الرجل دون تردد: “لمَ لا؟” لكن الجملة التي غيرت قواعد اللعبة لم تكن عن الوسطاء، بل عن الأسرى. عندما طرح رجل الأعمال فكرة الإفراج عن الأسير الأمريكي المحتجز لدى حماس، كان رد الوسيط مذهلًا: “من حيث المبد حماس لا تمانع نقاش الفكرة !” كانت هذه الجملة كافية لإعادة ترتيب الأولويات، وتسريع المحادثات من مستوى “الفكرة” إلى “اللقاء”. وهكذا، في أحد أجنحة فندق فاخر في حي ويست بي الراقي في الدوحة، جلس لأول مرة ممثلون عن الطرفين وجهًا لوجه. لم يكن لقاءً مصادفًا، ولم يكن مجرد تجربة تفاوضية، بل كان بداية شيء أكبر. فبعد اللقاء الأول، جاءت لقاءات أخرى، وما بدأ كمحادثات حول أسرى، سرعان ما توسع إلى ما هو أبعد… إلى اليوم التالي في غزة بعد الحرب، إلى مستقبل القطاع، وربما… إلى خارطة جديدة للمنطقة. الآن، وبعد أن فُتحت القناة، لا يبدو أن do أحدًا يريد إغلاقها. لا حماس، ولا واشنطن، ولا حتى رجل الأعمال الذي لعب دورًا قد لا يُذكر في عناوين الأخبار، لكنه قد يكون حاسمًا في إعادة رسم خطوط السياسة في واحدة من أكثر الصراعات تعقيدًا في العالم.