هل يمكنك الولادة الطبيعية دون مخدر؟

9998695791
حجم الخط

عندما تصل المرأة الحامل للشهر الأخير من الحمل تصارعها العديد من المشاعر المتناقضة، منها الفرحة الغامرة بقرب وصول مولودها الجديد والقلق والخوف الشديد الذي ينتابها بسبب عملية الولادة والخوف من التعرض للآلام التي تسمع عنها من جميع من خضعن لعمليات الولادة من قبل.

ولكن تختلف دائمًا آلام الولادة من أم لأخرى فهي تعتمد على طبيعة جسم الأم وقدرته على تحمل الآلام، وحجم ووضع الجنين وقوة انقباضات الرحم في أثناء الولادة وخبرة الولادة السابقة إن وجدت، فماذا لو علمتِ أن هناك أمهات خضعن للولادة الطبيعية ورفضن تناول أي مسكنات أو حقنة الأبيديورال طيلة فترة الولادة دون أن يشتكين من الألم أو الإزعاج.

هذا ما سنسلط عليه الضوء اليوم في محاولة لتوضيح فكرة الولادة دون استخدام أي أدوية أو مسكنات فقط التركيز على الاسترخاء والهدوء حتى تتم عملية الولادة بنجاح.السيطرة على ألم الولادة قرار يرجع للأم وقدرتها على التحكم في نفسها، هناك بعض الأمهات يكتفين باستعمال طريقة الشهيق والزفير في أثناء الولادة، وهناك من لا يكتفين بها ويحتجن للمسكنات أو حقن التخدير حتى تتم عملية الولادة بنجاح.

وتتم عملية الولادة الطبيعية دون الاستعانة بأدوية مهدئة للألم، عن طريق رفع الروح المعنوية للسيدة الحامل ودعمها وتدريبها على الاسترخاء والتنفس بعمق في أثناء حدوث الطلق.

ويعتقد البعض أن هذا النوع من الولادة يكون غير مؤلم ولكنه غير ذلك، فأي ولادة تكون مؤلمة ولكن هذا يتطلب قوة عقلية كافية حتى تتمكن الأم من التحكم في الألم فهي تهيئ نفسها للولادة وآلامها وتستعد لها بكل إيجابية، ويجب أن تكون الأم تتمتع بصحة جيدة وتعيش حملها دون اضطرابات حتى تتمكن من اللجوء لهذا النوع من الولادة الطبيعية.

تحضر المرأة الحامل دورات تدريبية لتعلم تقنيات التنفس والاسترخاء، للتخفيف من ألم المخاض والتوتر المرافقين للولادة الطبيعية، حيث تتدرب على كيفية الاسترخاء واتباع طرق التنفس العميق والتركيز على متعة إنجاب طفل جديد.

وتعتبر عمليات الولادة تحت الماء من العمليات المنتشرة في الخارج، وقد انتشرت في الوطن العربي منذ سنوات قليلة، حيث تسترخي المرأة الحامل في حوض من المياه الدافئة، وتحفز المياه إفراز هرمون "أندورفون" وهو مسكن طبيعي خلقه الله للجسم، وهرمون "أوكسيتوسن" المحفز لانقباضات الرحم، ما يساعد على تسريع الولادة وتوسيع الرحم وتخفيف الضغط عن المعدة والظهر، وبشكل عام يعمل الماء على تهدئة الأم ويجعلها تركز على عملية الولادة بصورة أكبر ويساعدها على التحرك في أوضاع مختلفة، وخلال هذه العملية تخضع الأم للرقابة الكاملة والعناية الطبية الفعالة لمتابعة حالتها وحالة الجنين.

هناك بعض الخطوات التي تساعد على تحفيز الولادة الطبيعية دون مخدر أو مسكن:  الجلوس في وضع القرفصاء لتخفيف الألم والمساعدة على دفع المولود، على عكس ما هو شائع بنوم السيدة على ظهرها في أثناء الولادة.التنفس بعمق.الجلوس على كرة اليوجا والتحرك بها.

تدليك الظهر بمجموعة من الزيوت الأساسية، وهذا يساعد على تهدئة حدة الانقباضات.الرقص الهادئ مع الزوج على الموسيقى.الاسترخاء وجعل السيدة تركز في عملية الولادة نفسها، ما يساعدها على تجاوز الآلام.الحركة وعدم الثبات في وضع واحد.هل هناك دور للزوج في هذه العملية؟من اللازم أن يقدم الزوج لزوجته الدعم ومساندتها في جميع مراحل الحمل وعند الولادة بالأخص، من خلال مشاركتها في الذهاب إلى الدورات الخاصة بالولادة بالتنويم المغناطيسي وعملية التوليد، كما يساعد زوجته في التخفيف من الآلام التي تشعر بها في أثناء الولادة، عن طريق تحويل مشاعر الألم بطريقة عقلية إلى مشاعر تتسم بالراحة، فقد يساعد في تدليك ظهر الزوجة أو يجفف لها العرق أو يمسح جبهتها بفوطة رطبة بماء بارد، وهذا يساعد على تهدئتها ويقدم لها الدعم النفسي والعاطفي أيضًا في هذا الوقت ويقدم لها عبارات الشجاعة والمؤازرة التي تساعدها خلال مرحلة دفع الجنين.

لا شك أن المرأة الحامل التي تقرأ وتعرف عن مراحل الولادة وكيفية التعامل مع ألم التقلصات تكون أكثر هدوءًا في أثناء الولادة وذات معنويات مرتفعة، بعكس المرأة التي تواجه هذه الآلام دون معرفة كيف تتعامل معها أو كيف تحاول تهدئة نفسها، لذلك من الضروري لكل امرأة حامل أن تقرأ لتتعرف على كل ما هو جديد فيما يخص عمليات الولادة، فهذا سيساعدها بشكل كبير على تحمل الألم خلال الولادة إلى أن تضع مولودها بسلام.