صاحبة النفوذ الأكبر في إسرائيل.. سارة نتنياهو تلاحق منتقديها بالقضاء

تنزيل.webp
حجم الخط

وكالة خبر

في خطوة قانونية غير مسبوقة، تقدمت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بطلب إلى محكمة الصلح في القدس المحتلة، لإصدار أمر تقييدي ضد الصحفي أوري مسغاف والناشطة الاحتجاجية نافا روسيليو، وهي خطوة تفتح باب النقاش حول التوازن بين حرية الصحافة والخصوصية الشخصية لرموز السلطة.

طلب قضائي عاجل

ووفقًا للقناة "12" العبرية، تقدمت سارة نتنياهو، عبر محاميها أورييل نزري بطلب للمحكمة، تزعم فيه أن مسغاف وروسيليو يشنان حملة مضايقة وتهديدًا ضدها، وتشمل هذه الادعاءات نشر مواقعها الدقيقة، ومراقبة منزلها، وتوزيع معلومات حساسة تهدد سلامتها وسلامة عائلتها.

وتتضمن وثيقة الدعوى تفصيلًا للحالات التي ترى سارة نتنياهو أنها تُشكل انتهاكًا لخصوصيتها وأمنها الشخصي، من بين هذه الحالات، التقارير الإعلامية حول موكب نتنياهو، والمنشورات التي تتناول إقامتها في منزل خاص بالقدس المحتلة، إضافة إلى الانتقادات العلنية لرحلتها إلى ميامي.

ووفقًا لقناة "12" العبرية، تقدمت سارة نتنياهو، عبر محاميها أورييل نزري بطلب للمحكمة، تزعم فيه أن مسغاف وروسيليو يشنان حملة مضايقة وتهديدًا ضدها، وتشمل هذه الادعاءات نشر مواقعها الدقيقة، ومراقبة منزلها، وتوزيع معلومات حساسة تهدد سلامتها وسلامة عائلتها.

نفوذ غير مسبوق

يثير طلب سارة نتنياهو تساؤلات واسعة حول حدود الخصوصية للقيادات السياسية وأفراد عائلاتهم، خاصة في ظل التغطية الإعلامية المكثفة لحياتهم، ويرى بعض المراقبين أن هذا الطلب قد يكون سابقة قانونية تؤثر على العلاقة بين الشخصيات العامة ووسائل الإعلام، بينما يعتبره آخرون محاولة للحد من حرية التعبير والتغطية الصحفية.

وفي ديسمبر الماضي، كشف تحقيق لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن وجود "سلطة موازية" تدير شؤون الدولة العبرية من وراء الكواليس، متمثلة في سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وسلط التحقيق الضوء على النفوذ غير المسبوق لسارة نتنياهو في صناعة القرار الإسرائيلي، خاصة في ظل الحرب الحالية على غزة وملف مفاوضات الأسرى.

وأفرد التحقيق مساحة واسعة لتناول الدور المحوري الذي باتت تلعبه سارة نتنياهو، في إدارة الحرب على غزة وملف مفاوضات الأسرى، كما نقل التحقيق عن مصادر عسكرية وسياسية رفيعة المستوى تأكيدها أن زوجة رئيس الوزراء تشارك في اجتماعات أمنية حساسة، وتتدخل في قرارات عسكرية واستراتيجية، دون أن تكون خاضعة لأي شكل من أشكال المساءلة القانونية أو البرلمانية.

وأشار التحقيق إلى أن تدخلاتها في ملف مفاوضات الأسرى تسببت في تعقيد المفاوضات وإطالة أمد الحرب، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول تأثير هذا النفوذ غير المنضبط على المصالح الاستراتيجية لتل أبيب.

 

"آلة السم"

أثار البرنامج الاستقصائي العبري المشهور "عوفدا/ الحقيقة"، الذي تقدمه الصحفية إيلانا دايان على "القناة 12"، عاصفة من الجدل في إسرائيل، بعد بث حلقة جديدة، ديسمبر الماضي، حول الطرق التي تُدير بها عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلافاتها السياسية، وأهم هذه الطرق هي "آلة السم".

ولسنوات، استخدمت "آلة السم" للتنكيل بالخصوم السياسيين لنتنياهو، مثل أفيجدور ليبرمان وجدعون ساعر، والشركاء الذين يتطلعون إلى البديل مثل يعقوب ليتسمان وأرييه درعي، وكذلك المدعون القضائيون الذين يواجهون رئيس وزراء الاحتلال في المحكمة.

وذكرت الحلقة أن الأدوات التي تم استخدامها من أجل إدارة هذا الجهاز الدعائي القاتم هم دائرة من المغرّدين "أسماؤهم معروفة لكل من صادف المنطقة السياسية الأكثر قبحًا على شبكة إكس"، وأيضًا "مجموعة من المتظاهرين الذين يكونون دائمًا على مسافة نداء"، وهم من نشطاء حزب الليكود.

سيدة السر

من بين ما كشفته الحلقة الاستقصائية كان حملة المضايقات، التي طلبت سارة نتنياهو تنظيمها ضد جيرانها في مستوطنة "قيسارية"، الذين سمحوا للمتظاهرين بدخول فيلتها والهتاف والصراخ من هناك ضد نتنياهو.

وقتها، اعترضت ليفيس مديرة مكتب نتنياهو، لأن أحد أبناء الجيران قُتل خلال العدوان على غزة. فأجابتها: "بالطبع أعرف. وهل تحسبينني بلهاء. لها ابن قتل في الحرب وهو يقود طائرة، لكنهم يسببون الجنون لبيبي بهذه المظاهرات الحقيرة، ويجب أن نجننهم نحن بالمظاهرات".

والسبت، نشرت إدنا حلباني، التي كانت تُعتبر من "نساء السر" في مكتب رئيس الحكومة على مدار الخمسين عامًا الماضية، ما وصفته صحيفة "معاريف" بأنه "تغريدة استثنائية على شبكة إكس"، إثر بث حلقة "عوفدا".

ومن بين ما كتبته حلباني: "ما رأيتموه في عوفدا ليس سوى لا شيء على الإطلاق. فقط حتى الآن أنا ما زلت ألتزم الصمت".

وكتبت: "بعد النشر في عوفدا ونظرًا للضغط عليّ لفتح فمي، هل ترون كيف يعمل الأمر؟ هل ترون من يدير الحكومة؟ لست متأكدة إن كانت هذه الحكومة أرسلت لي حتى اليوم المهددين بالقتل، والسبّابين، لأنه من ناحية، هم يعرفون أنه لا ينبغي لهم استفزازي، وفي اللحظة التي يثيرون أعصابي، سأبدأ في إخراج كل شيء".

وأضافت: "من ناحية أخرى، ربما يظنون أن هذا سيمنعني من التحدث، وفي الواقع، لم تفاجئني حلقة "عوفدا"، لأنها لا شيء على الإطلاق. لكن لا تغضبوا، حتى الآن ما زلت ألتزم الصمت، لذا من فضلكم، دعوني وشأني ولا تضغطوا عليّ".