"عمر النايف.. أنتَ الذي هزمتهم "

348237A
حجم الخط

بكل حقد قتلوكَ، إلا أنكَ أنتَ الذي هزمتهم باسمكِ .. فأنتَ بقيتَ طيلة حياتكَ شامخا في حبِّكِ لوطنكِ، رغم أنّكَ كُنتَ تعيش بعيدا عنه، ولكنْ بقي الشّوق فيكِ يؤلمك، لأنّكَ أردتَ أنْ ترى الوطن والأهل بعد غيابٍ طويل عنهم، لكنهم نالوا منك الجبناء في تلك الليلة..

لقدْ هزمتهم حتّى بعد استشهادكِ، وكل من عرفكَ يدركُ كم كُنتَ رجلاً ومناضلاً محبوباً في بلغاريا وفي فلسطين، فأنت ذهبتَ إلى هناك رغما عنكَ، لأنكَ لمْ ترد أنْ تهان خلف قضبان السجون، وحسنا فعلتَ حينها، حينما أردت أن تبقى طليقا، فكُنتَ تحلم دائما بالعودةِ إلى وطنِكَ بعد دحر الاحتلال.. فأنتَ استطعتَ أنْ تظلَّ بفلسطينيتكِ المبتسمة أن تبقى مدافعاً عن وطنكِ الجريح، رغم بعدكَ عنه.. لقدْ نالوا منكَ يا عمر، لأنّكَ كنتَ شوكةً في حلوقهم..  فنمْ قرير العين، ولا تعتقد بأنّهم هزموكَ، لا، فكنْ واثقا بأنّكَ أنتَ الذي قمتَ بهزمهم ذات ليلةٍ صرخَ فيها القمر وقال: هذا عُمر النايف، لقد قتلتموه بدمٍ بارد..
فهو أرادَ مكانا آمناً، لكنّ المكان لمْ يتخيل عمر بأنه لن يكون آمناً ذات يوم، فالعيون ظلّتْ وراءه حتى نالتْ منه، واستشهد من غدرهم الحاقد، ولكنّ الشّعب والأهل لنْ ينسوك وستظلُّ في ذاكرتهم..