بالنسبة لعلي مواسي و«خدش الحياء العام» أيضاً

21
حجم الخط

أقدمت بلدية «باقة الغربية» على فصل الكاتب والمدرس في مدرستها الثانوية علي مواسي، رئيس البلدية المحامي «مرسي أبو مخ» اتخذ القرار وبرره إثر اجتماع طارئ لمجلس البلدية بحضور نوابه وأعضاء المجلس ولجنة الآباء والمستشار القضائي..، حيث تضمن قرار المجتمعين فصل مواسي من عمله وحرمانه من العمل في أية مدرسة في باقة الغربية. «مواسي» وهو كاتب وناشط سياسي، إضافة إلى عمله كمدرس في ثانوية باقة الغربية، كان قد قام بعرض الفيلم الفلسطيني «عمر» للمخرج هاني أبو أسعد أمام طلابه، ما جلب عليه غضب بعض المتزمتين في «المدينة»، رغم أن الفيلم عرض عشرات المرات، وفي باقة الغربية نفسها، كما شكل علامة في السينما الفلسطينية عندما رشح للأوسكار. الغضب تجاوز وسائل التعبير المكتوبة وتحول إلى تحريض عنيف واعتداء جسدي، وهو ما دفع مواسي للتوجه لـ «القضاء»، كما جاء في موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي: «مجدّدًا، أؤكد عزمي وإصراري على التصدّي للتطرّف والترهيب مهما كانت هويّته، ومواجهة التّحريض باسم أيّ فكرٍ أو معتقدٍ أو مذهب. سنواصل التصدّي للكذب والتحريف والتهويل والتشهير، واستغلال منابر مساجدنا الطّهورة ومؤسّسات باقة العامّة للتّحريض وخدمة مخطّطات وأهداف جماعةٍ معيّنةٍ ذات فكرٍ معيّنٍ على بلدٍ كاملٍ ومجتمعٍ كاملٍ، معتمدةً في ذلك على منطق الإشاعة والتّجييش والتّضليل”. نادي «الهداية»، هذا هو اسم الجهة التي تصدرت الهجوم على مواسي والفيلم، وتبنت الذود عن «قيمنا» و»أخلاقنا» العربية، أصدرت بيان انتصار طويل في مديح البلدية وقرارها مستخدمة تعابير وصفات يمكن اضافتها للقاموس «القومي» في بلادنا، بما يشبه اكتشافا ثوريا لشرائح اجتماعية من نوع «أعداء العفّة»، ليست ثمة مبالغة أو تجنٍ هنا على الإطلاق، اضافة إلى فكرة تحديد «الأغراب»، وهم حسب بيان «نادي الهداية»، كل من هو خارج المجتمع «الباقوي»، نسبة إلى باقة الغربية، كما يبدو. هذا يؤدي مباشرة إلى المطالب التي رفعها بعض «الأئمة» في مدينة «الطيبة»، في العام الماضي، الذين احتجوا على تسمية أحد شوارع المدينة باسم الشاعر الراحل محمود درويش. ويذكر أيضا بهجوم نفس المجاميع على المدرس في «أم الفحم» الذي درس قصيدة «خبز وحشيش وقمر» لنزار قباني. نفس «المجاميع» التي لم تحتج على صهينة المناهج التعليمية في المدارس العربية، أو على تغيير الأسماء العربية للشوارع بأسماء عبرية ولافتات عبرية، ولكنها تجد في عرض فيلم يتصدى لأساليب الاحتلال وسياساته ما «يخدش الحياء العام»، وتعتدي وتطارد مدرسا وطنيا وتسلبه حقه في ممارسة عمله مستخدمة صلاحيات منحتها إياها السلطات العنصرية في «إسرائيل».   وتجد في تسمية شارع باسم محمود درويش خروجا عن «العرف»، بينما خارج مخيلتها الضيقة تتآكل اللغة العربية وتصادر الأرض المتبقية من النقب وحتى الجليل، وتطارد القوانين العنصرية «الهوية» بكل ما تحمله من أعراف وتقاليد وأخلاق وذاكرة، بحيث تتحول، هذه المجاميع، بوعي ودون وعي، إلى أداة فاعلة على تفكيك المجتمع وتبديد قواه وإنهاك مشروعه الثقافي والوطني عبر حروب صغيرة لا قيمة ولا معنى لها.