انقلاب دبلوماسي.. ترامب يدعم مقترح بوتين ويُربك حسابات الغرب

2070c6e34ed33b176df4481c20b7a8ff-1747052507.jpg.webp
حجم الخط

وكالة خبر

أدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعمه لمقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا، إلى تطورات جديدة في المشهد الدبلوماسي الدولي، متراجعًا بذلك عن اتفاق سابق مع قادة أوروبيين، في حين أن هذا التحول المفاجئ أربك الجهود الغربية المشتركة لتقديم جبهة موحدة لدعم كييف في مواجهة روسيا، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. 

تناقض الموقف الأمريكي

قبل أقل من 24 ساعة من إعلان ترامب الجديد، كان قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا اجتمعوا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وطالبوا بوتين بقبول هدنة لمدة 30 يومًا تبدأ اليوم الاثنين أو مواجهة زيادة في العقوبات، وانضم ترامب إليهم في هذا المطلب آنذاك، في تطور اعتُبر حينها مهمًا في مسار الأزمة.

لكن الرئيس الأمريكي فاجأ الجميع عندما كتب عبر منصته "تروث سوشال"، أمس الأحد، داعمًا مقترح بوتين بإجراء محادثات مباشرة في إسطنبول، الخميس المقبل، قائلًا: "على أوكرانيا أن توافق على هذا، فورًا"، 

وأضاف ترامب: "على الأقل سيتمكنون من تحديد ما إذا كان اتفاقًا ممكنًا، وإذا لم يكن كذلك، سيعرف القادة الأوروبيون والولايات المتحدة موقفهم، ويمكنهم التصرف وفقًا لذلك!".

رد فعل زيلينسكي

رد زيلينسكي على تصريحات ترامب بعد لحظات، مؤكدًا أن كييف لا تزال تتوقع هدنة لكنه أبدى استعداده للقاء بوتين، الخميس المقبل، ما قد يمثل محاولة من زيلينسكي لوضع بوتين في موقف اختبار حقيقي، خاصة أن الرئيس الروسي اعتبر منذ فترة طويلة أن زيلينسكي رئيس غير شرعي لنظام نازي جديد، على حد تعبيره.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا اللقاء المحتمل بين زيلينسكي وبوتين سيكون الأول، منذ بدء الحرب، عام 2022، وإن كان من غير الواضح ما إذا كان بوتين نفسه سيشارك في هذه المحادثات.

الهدنة قبل المفاوضات

على إثر إعلان ترامب، سارع القادة الأوروبيون لتأكيد موقفهم الثابت بضرورة إقرار هدنة قبل أي محادثات، إذ غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على منصة "إكس": "في كييف وإلى جانب الرئيس ترامب، قدمنا اقتراحًا واضحًا: هدنة غير مشروطة لمدة 30 يومًا تبدأ اليوم الاثنين. لا يمكن إجراء مفاوضات بينما الأسلحة تتحدث. لا يمكن إجراء حوار إذا كان المدنيون يتعرضون للقصف في نفس الوقت. هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار الآن، حتى تبدأ المحادثات. من أجل السلام".

ومن جانبه؛ أوضح المستشار الألماني فريدريش ميرز، موقفه، قائلًا: "الجانب الروسي يشير الآن إلى استعداده للتحدث. هذه خطوة أولى جيدة. لكنها ليست كافية على الإطلاق. نتوقع من موسكو الموافقة الآن على وقف إطلاق النار. هذا أمر ضروري قبل بدء حوار حقيقي. لا يمكن أن تبدأ المحادثات حتى تصمت الأسلحة".

ارتباك في إدارة ترامب

يبدو أن منشور ترامب فاجأ حتى مبعوثه الخاص للأزمة الأوكرانية، إذ كان الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، لا يزال يروج لإعلان السبت الماضي حتى صباح أمس الأحد، إذ أعاد نشر تغريدات ماكرون وتغريدة مماثلة من رئيس وزراء نيوزيلندا كريستوفر لوكسون، مُعلقًا: "حتى رئيس وزراء نيوزيلندا يفهم ذلك".

 وأضاف: "كما قال الرئيس ترامب مرارًا وتكرارًا، أوقفوا القتل!! هدنة غير مشروطة لمدة 30 يومًا أولًا، وخلالها، الانتقال إلى مناقشات سلام شاملة. وليس العكس".

الدور التركي

ذكرت واشنطن بوست، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن أمس الأحد، أنه تحدث مع بوتين وأبدى استعداده لاستضافة المحادثات في إسطنبول، واصفًا الحظة بأنها "نقطة تحول تاريخية" نحو إنهاء الحرب.

ومع ذلك، بدا أن أردوغان يدعم أيضًا مطالب القادة الأوروبيين بوقف إطلاق النار قبل المحادثات، مشيرًا إلى أن الهدنة يمكن أن تخلق الظروف المناسبة لإجراء مفاوضات بناءة.