بينما أعلنت إسرائيل قبولها الصريح بمقترح التهدئة الذي صاغه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، لم ترفض حماس المقترح ولم تؤكد قبوله، وبين الضباب الإعلامي وتضارب التصريحات، تتكشّف بنود اتفاق غير مسبوق، يحمل في طياته صمتًا دبلوماسيًا قابلًا للاشتعال في كل لحظة.
صمت فلسطيني حذر
أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لمخطط التهدئة الجديد الذي عرضه المبعوث الأمريكي الخاص، فيما لم ترفض حركة حماس المقترح بشكل رسمي حتى الآن.
مصادر إعلامية أخرى، تحدثت عن احتمال أن ترد حماس بـ"نعم ولكن"، وهو ما أكده مصدر داخل الحركة لوكالة "فرانس برس"، وصرّح باسم نعيم، القيادي في الحركة، بأن "المقترح لا يتوافق مع مطالب شعبنا"، مع الإشارة إلى أن الحركة لا تزال تدرس تفاصيله.
وأبلغ خليل الحية، رئيس وفد الحركة في المفاوضات الجارية، الوسطاء أن ردهم سيكون "نعم ولكن"، إلا أن هذه التصريحات تبقى دون تأكيد رسمي حتى لحظة نشر هذا التقرير، وفق ما أكده البيت الأبيض.
في المقابل، نقلت "يديعوت أحرونوت" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده خلال اجتماع مع عائلات المحتجزين والقتلى أن إسرائيل وافقت على الخطة، وأكدت الإدارة الأمريكية من جهتها أن الخطة التي وافقت عليها إسرائيل هي نفسها التي قدمها ويتكوف.
تفاصيل خطة ويتكوف
وفقًا لما نقلته "يديعوت أحرونوت"، تنص الخطة التي صاغها ويتكوف ووافقت عليها إسرائيل على ما يلي:
1. مدة وقف إطلاق النار
60 يومًا من التهدئة الكاملة، بضمانة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
2. إطلاق سراح المحتجزين
يتم الإفراج عن 10 محتجزين من الأحياء و18 جثة من "قائمة الـ58" على مرحلتين: الأولى في اليوم الأول (5 أحياء و9 جثث)، والثانية في اليوم السابع (5 أحياء و9 جثث).
3. المساعدات الإنسانية
فور موافقة حماس، تبدأ قوافل المساعدات الإنسانية في دخول غزة بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، مع التزام استمرار هذا الدعم طيلة مدة الهدنة.
4. وقف النشاط العسكري
تتوقف العمليات الهجومية بالكامل، كما يتم تقليص نشاط الطيران العسكري والاستطلاعي فوق غزة إلى 10 ساعات يوميًا، و12 ساعة في أيام تبادل الأسرى.
5. إعادة الانتشار العسكري الإسرائيلي
اليوم الأول: انسحاب جزئي من شمال غزة وممر نتساريم.
اليوم السابع: انسحاب إضافي من جنوب غزة، وفق خرائط سيتم التوافق عليها لاحقًا.
6. بدء مفاوضات الحل الدائم
تنطلق مفاوضات فورية برعاية وسطاء حول:
- تبادل الأسرى والمحتجزين بشكل شامل.
- ترتيبات إعادة الانتشار والانسحاب الإسرائيلي.
- مستقبل "اليوم التالي" في غزة.
- إعلان وقف إطلاق نار دائم.
7. رعاية أمريكية مباشرة
ترامب يتابع الالتزام ويشرف على مجريات المفاوضات، ويؤكد أن نجاحها سيؤدي إلى اتفاق نهائي.
8. إطلاق سراح أسرى فلسطينيين
- 125 أسيرًا محكومين بالمؤبد.
- 1111 أسيرًا من سكان غزة معتقلين بعد 7 أكتوبر.
- 180 جثة لفلسطينيين تُسلّم على مرحلتين.
9. كشف مصير المحتجزين والأسرى
في اليوم العاشر، تقدم حماس تقريرًا طبيًا مفصلًا عن كل من تبقى من المحتجزين، بينما تقدم إسرائيل معلومات عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين وعدد الجثامين لديها.
10. تحرير باقي المحتجزين
إذا تم التوصل لاتفاق نهائي، يُفرج عن المحتجزين الباقين (أحياء وأموات) ضمن "قائمة الـ58"، وفي حال تعثرت المفاوضات، يمكن تمديد الهدنة بشروط متفق عليها.
11. الضمانات الدولية
مصر وقطر والولايات المتحدة تتولى ضمان التزام الطرفين بالاتفاق.
12. إشراف ويتكوف
المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيصل إلى المنطقة للإشراف المباشر على تنفيذ الاتفاق والتفاوض حول تفاصيله.
13. الإعلان الرئاسي
يُعلِن ترامب شخصيًا عن الاتفاق، مع تعهّد بلاده بضمان استمرار المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق دائم.
مشهد قد يحسم مستقبل الحرب
كشفت "يديعوت أحرونوت" أن الخطة الجديدة مشابهة جزئيًا لعرض سابق قُدِّم قبل ثلاثة أشهر، تضمن إطلاق سراح 10 محتجزين و19 قتيلًا في اليوم الأول، بينما ينص العرض الحالي على تقسيم العملية على مدى أسبوع، مع تمديد وقف إطلاق النار من 50 إلى 60 يومًا.
ووفقًا لمصدر سياسي إسرائيلي رفيع، فإن الخطة لا تحدد بشكل دقيق مواقع إعادة انتشار القوات الإسرائيلية أو آليات توزيع المساعدات الإنسانية، وتوضح المصادر أن إسرائيل ستبقى في محور فيلادلفيا، لكنها قد تنسحب من محور موراج، خلافًا للتقارير التي تحدثت عمّا يُسمى "فيلادلفيا 2".
تقدّر إسرائيل أن نحو 20 من أصل 58 محتجزًا لا يزالون على قيد الحياة، بينما يُعتقد أن نحو 38 شخصًا لقوا حتفهم، وقد أكدت مصادر إسرائيلية وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مروان البرغوثي لن يكون ضمن المفرج عنهم ضمن الصفقة الحالية.