ما حدث مساء يوم الجمعة 30 مايو 2025، من قبل حكومة الفاشية اليهودية بمنع وصول وفد وزاري يضم دول عربية إلى مدينة رام الله، قادمين من الأردن، يمثل قمة الاستخفاف السياسي.
الوفد الوزاري يضم دول عربية، بينها 3 لها علاقات ديبلوماسية كاملة مع دولة الكيان، هي مصر، الأردن والبحرين إلى جانب وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، والذي تناولت مختلف وسائل الإعلام، بما فيها العبرية وصوله باعتباره "حدث تاريخي ونادر"، كونها المرة الأولى التي يزور بها فلسطين.
قرار حكومة نتنياهو، جاء بعد بيان وزير جيشهم الإرهابي كاتس ضد موقف الرئيس الفرنسي حول دولة فلسطين " "أنتم تعترفون بدولة فلسطينية على الورق والورق سيُلقى إلى سلة التاريخ"، سياق يكمل مجمل قراراتهم التي تعتبر الوجود الكياني الفلسطيني "خطر وجودي" عليهم.
منع حكومة الإرهاب والفاشية في تل أبيب، وصول الوفد الوزاري لمدينة رام الله، إعلان نهائي خال من أي ضبابية، بأن الوهم الذي يراه البعض بأنه هناك فرصة "تعاون" معها ممكنا انتهى، هي حكومة لا تقيم أي وزن سياسي لأي بلد عربي، وبالطبع غير عربي لو لم يكن "خانعا" بالمعنى العام.
وكي لا تبدأ المسألة كلاما وصفيا، فقرار حكومة نتنياهو بمنع الوزاري من دخول رام الله، اعلان نهائي بعملية ضم أرض دولة فلسطين وتهويدها بشكل رسمي، تتويجا لكل ما سبق من قرارات رسمية حكومية وبرلمانية، وبعد ساعات من اطلاق أوسع عملية بناء استيطاني منذ عام 2004 في الضفة بإشراف وزيري جيش الاحتلال أ و ب ( كاتس وسموتريتش)، لتؤكد ترابط الموقف والقرار.
ولذا لو كان يراد أن يكون هناك فعل عربي حقيقي أو رد فلسطيني حقيقي، يجب أن ينطلق من نقطة الهدف التهويدي، وليس غيره، بعيدا عن محاولات تجميلية، ما يتطلب فعلا شموليا في المساواة، بأن يتم اعتبار الوجود الاحتلالي بكاملة في أرض دولة فلسطين المعترف بها بالأمم المتحدة والجنائية الدولية، عمل احتلالي إرهابي يتطلب اتخاذ كل السبل لوضع نهاية له، وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وبداية الفعل عبر خطوات متسقة متتالية متسارعة:
*فلسطينيا، سحب الاعتراف المتبادل فورا وقبل أي خطوات لاحقة، ووضع مشروع إعلان دولة فلسطين أمام قمة التحالف الدولي في نيويورك يونيو 2025.
*عقد لقاء وزاري عربي طارئ يعيد الاعتبار لقرارات قمة القاهرة مارس 2025، مع بنود مضافة تشمل:
- سحب السفراء العرب جميعا وفي يوم واحد من تل أبيب، مقابل طرد كل من لهم.
- تعليق كل العلاقات معها وبينها الاقتصادية والأمنية.
- حظر استخدام الأجواء والطيران.
- احترام قرارات الجنائية الدولية باعتبار حكومة نتنياهو مطلوبة للعدالة.
- حملة إعلانية – إعلامية بنشر صور مجرمي الحرب من قادة دولة الإرهاب الشامل وفي المقدمة نتنياهو، غالانت، كاتس، سموتريتش، بن غفير، ساعر وزامير، كمطلوبين في كل مكان من المطارات والمناطق الحدودية إلى مختلف شوارع قرى وبلدات العرب.
* تطبيق آلية العلاقة بين الموقف من دولة الكيان الإرهابي والمصالح الاقتصادية، مع كل دولة، ذلك السلاح الذي اختفى استخدامه عربيا منذ زمن بعيد، لأسباب مختلفة.
* الدفع المطلق نحو الاعتراف بدولة فلسطين في مؤتمر يونيو بنيويورك، وتعزيز عضويتها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية.
* العمل من أجل تعليق عضوية دولة الفاشية اليهودية في الأمم المتحدة وكافة منظماتها الفرعية والمتخصصة.
* إعادة العمل لاعتبار الحركة الصهيونية حركة عنصرية.
خطوات قد يراها البعض "خطة حربية"، لا تستقيم وواقع المشهد الرسمي العربي الراهن، قد يكون ذلك، لكن البديل عنها هو سيادة العصر اليهودي ليس في فلسطين كما يعتقدون، لكنه من المحيط إلى الخليج.
حقارة الفاشية اليهودية السياسية المطلقة لن تقف أبدا بفعل "الأدب السياسي العربي المطلق"..شعرة الفصل بين أن تكونوا أنتم أو تصبحوا تابعين لهم.
ملاحظة: بات مطلوبا اليوم قبل الغد، أن يعتذر امين عام جامعة العرب أبو الغيط عما قاله، بان العلاقات مع دولة الفاشية اليهودية لخدمة أهل فلسطين..الاعتذار حق وواجب ولا يجب التردد..أقله بعد الإهانة الكبرى بمنع الوزاري من دخول رام الله..مش هيك أو عندك تفسير تاني..
تنويه خاص: أخطر مراحل الانحدارية لو تمكن الجوع من إصابة العقل بعدما أصاب البطن..عندها وداعا للإنسانية..وداعا لحياة سوية..ولتبدأ مرحلة استعباد ظلامي طويل..