هذا الجاهل الدعي الشقي الأرمل من كل مروءة ووطنية وانتماء، لا يمكن مقارنته، بأنطوان لحد، لأسباب أهمها؛ أن أنطوان لحد، كان عسكريا فخان وطنه في ظرف شديد التعقيد، وربط مصيره بمصير عدوه، قبل أن يدرك أن عدوه لم يره ندا أو حليفا أو صديقا أو إنسانا أصلا، فمات مكروبا مهموما محروما من كل حق، حتى في العلاج، وأكثر ما تركه لأهله، هو العار الأبدي، ومطعم من الدرجة الثالثة.
أما "زلمتهم الصنيعة"، فهو حرامي، قاطع طريق، لص خفيف اليد والعقل والشرف، مهما حاولت الصحافة الإسرائيلية، نفخه وتعظيم قوته، لأسباب لها علاقة بالحرب النفسية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.. فلا هو عسكري، ولا هو متعلم، ولا هو متكلم، ولا هو موثوق حتى لمن عاملوه، كما أنه لا ينحاز لشيء، حتى لو كان طائفة كما فعل أنطوان لحد، لتبرير خيانته.
مخطئ من يظن أن هذا الهالك، ولو بعد حين، سيكون مهضوما لدى الشعب الفلسطيني، لساعة واحدة، بعد الإبادة، ومخطئ أكثر، لو ظن الهالك، أنه لن يدفع ثمنا كبيرا، في اللحظة الأولى لتوقف العدوان، إذ سيكون هدفا لكل من يريد أن يثأر من إسرائيل فيمن فقد، ليقتص منه ومن زمرته، في الدماء التي سالت والأوجاع التي مرت بالناس، إلا في حال شحنته إسرائيل مع عتادها، وهو أمر مشكوك فيه، أو غير مؤكد بأي حال.