بعد أكثر من 600 يوم حرب

تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة

سرقة المساعدات في غزة
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - مارلين أبو عون

مر اليوم الستمئة وما يزيد على حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على كل شيء في غزّة، هذا الجيش الذي أثبت للعالم أجمع أنه الجيش الأقل أخلاقاً في العالم بما فعله ويفعله بكل شيء حي وغير حي في القطاع الذي أصبح عبارة عن كومة من الحجارة والرماد وبقايا أسلحة محرمة دولياً نزلت كالمطر على أرواح أبرياء زاد عددهم عن 200 ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود.

تكالبت الهموم والمصائب على شعب أعزل مل وضاق ذرعاً من عدد مرات النزوح الطويلة والتي أرهقته مادياً ومعنوياً فلم يعد يملك من المال المدخر شيئاً ولم يعد يملك الصحة اللازمة كي يواصل رحلة الهروب تحت النار من منطقة إلى أخرى، فمنذ إعلان الهدنة المؤقتة قبل أكثر من ثلاثة أشهر وبعد أنّ عاد لمنطقة سكناه إما مشياً على الأقدام لا يملك شيئاً من بعض فراشه وخيمته عله يجد منزله ما زال صالحاً للسكن أو عبر عودته عن طريق مركبات تجرها الدواب أو مركبات مهترئة بالكاد تستطيع نقله عبر شوارع مُهدمة وبنى تحتية مقصوفة، بعد  تلك الظروف وبعد أنّ عاد وبالكاد استطاع أن يُأقلم نفسه على حياة لا تشبه الحياة ولا يملك أيّ من مقومات تلك الحياة وبعد مرور 3 أشهر على أيام لم يعرف فيها طعماً للراحة ولا للأمان، يعود الجيش الذي لا يملك أخلاقاً لقوانين الحروب في العالم ليستهدف الأبرياء من جديد ويقوم بترويعهم وقتلهم بإلقاء القنابل التي لم يستخدموها في أي مكان بالعالم وجاءوا ليلقونها على بشر لا حول لهم ولاقوة، بالإضافة لإجبارهم على مغادرة بيوتهم تحت أزيز الطائرات وصوت المدافع فتركوا كل شيء خلفهم وهربوا بأرواحهم وأرواح أطفالهم وليتهم نجوا من ذلك إلا أنَّ يد الغدر الإسرائيلية استهدفتهم وهم يركضون من مكان إلى مكان حتى وطائراتهم تقوم بتصوير هؤلاء المدنيين الهاربين من الموت وهي تعلم جيدا أنهم مدنيين إلا أنها تقوم بقنصهم وقتلهم وقصفهم دون رحمة.

جميع المناطق الحدودية مستهدفة وكل شي مستهدف، وبعد أن عاد الاحتلال لتحديد الأماكن التي يجب إخلاء السكان منها والتي تمثلت بالأحياء الشرقية الشمالية والجنوبية من القطاع فأعاد قصف تلك المناطق لإفراغ السكان منها كمناطق بيت لاهيا وجباليا والسلاطين والعطاطرة والكرامة والسكة في الشمال،ومثل مخيم البريج في الوسط ومدينة خانيونس في الجنوب، تلك المناطق صُنفت من قبل الاحتلال على أنها مناطق قتال عنيفة  ومَنْ يبقى فيها سيكون مصيره الموت لا محالة.

عاد المواطن ليركض من جديد تاركاً كل شيء خلفه، لا يملك شيئاً من المال، خائفاً جائعاً كيف لا وهو لم يتذوق طعاماً منذ أسابيع طويلة سوى ما يتوفر من فتات الطعام الذي حصل عليه من هنا وهناك.

عاد ليهرب لمناطق يقول عنها المحتل إنها آمنة في غرب مدينة غزة، وبالطبع تلك المعلومة كاذبة فلا أمان في غزة وكل شيء فيها مباح والأمثلة كثيرة على استهداف الطائرات لأماكن قال عنها إنها آمنة فقتل مَنْ قتل منهم.

عشرات الآلاف من المواطنين يلجأون للمناطق الغربية من القطاع على ساحل البحر يكتظ المكان بهم بعيداً عن أيّ خصوصية أو حياة.و مازالت آلة الحرب مصوبة عليهم من البر والبحر والجو.

قبل نحو ثلاثة شهور أغلق الاحتلال المعابر ورفض السماح لآلاف الشاحنات التي تنتظر على المعبر بالدخول منذ أكثر من سنة ونصف حتى فسدت وجاع أهل غزة وأصبحت أجسادهم نحيلة ويعانون من سوء التغذية الحاد كباراً وصغاراً وحتى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاة أكثر من 60 طفلاً نتيجة سوء التغذية، وحوالي 300 مسن ومسنة توفوا بسبب عدم توفر العلاج.

وقد سارع برنامج الأغذية العالمي للإعلان عن الوضع الإنساني الكارثي في غزة وحذّر المجتمع الدولي بأنَّ القطاع يخرج عن السيطرة  
نتيجة إغلاق المعابر والجوع واليأس كل ذلك جعل إيصال المساعدات لغزة غير مستقر.

مراسلة وكالة "خبر" التقت المواطنين واطلعت على أحوالهم، ونقلت معاناتهم والتي جاءت كالتالي:

"نص ولادي مات من الصواريخ والنص التاني مات من الجوع"

"السيدة أم حسين" النازحة من شمال القطاع لمدينة غزّة، تقول بكل حسرة وألم: "شو ضل اشي ما شفناه موت وماتوا أولادي وجوع وجربناه مرة بالشمال وحاليا بنعشيه، صحيح أقل من المرة الي فاتت بس بيضل جوع وقهر". 

وتُضيف: "كل العالم شايفنا من سنتين بنموت بننقصف وبننزح وبتنزل بيوتنا على روسنا وما حدا محرك ساكن، أنا فقدت أطفالي الاثنين قبل سبع شهور وهما واقفين ع تكية الطعام في الشمال، قصفوا التكية وهما واقفين مشان ياكلوا، أنا خسرت أولادي واحتسبتهم عند ربهم شهداء واليوم فقدت ابني محمد ابن 9 أعوام نتيجة سوء التغذية، كان كل يوم بضعف أكثر وبهزل وكل ما أعرضوا ع طبيب يخبرني إنه محتاج ياكل ويشرب، لكن من وين بدي أجبله، المعابر مسكرة والبضاعة والأكل الموجود في غزة غالي وما بقدر أشتريه لهم، لما يوصل كيلو البندورة لـ50 شيكل وحبة البصلة الوحدة لـ40شيكل !كيف أنا بدي أطعمي أولادي".

وتختم في حديثها لمراسلة "خبر": "قولوا للعالم يوقفوا الحرب لأنه تعبنا مادياً ومعنوياً ونفسياً، طلعنا من الشمال ما معنا شيكل ولا خيمة ولا كان معنا وقت نخلع الشوادر مشان ننصبهم برحلة النزوح الجديدة بغزة، ما معنا ناكل ولا ملابس ولا أغطية ولاشي، حقيقي ولاشى معنا مشان نعيش".

"كل يومين بناكل أي شي بيتوفر لنا"

"رائد مسعود" وهو نازح من حي الدرج في مدينة غزة، يقول: "أنا واحد من الناس عايش يوم بيومه، لا عندي وظيفة أستند عليها ولا مصدر دخل يساعدني على تحمل أيام الحرب، وبهيك وضع صعب بنعيشه بغزة الي صارت غابة الكل بينهش في بعض وسرقة الشاحنات صارت على عينك ياتاجر من ورا مجموعة من اللصوص التابعين لبعض العائلات والعشائر الي بتاخد حقي وحق أولادي وبتأخر استلامنا للمساعدة اللي أعلن عنها برنامج الأغذية العالمي".

ويُتابع: "نتيجة هيك سرقات أخرت استلامنا للمساعدات وبالتالي حرمت أطفالي السبعة من الطعام، تخيلي موقفي كأب أشوف أولادي مش عارفين يناموا من الجوع وبيتقلبوا طول الليل وبيطلبوا الأكل ومش عارف أشتريلهم رغيف خبز الي وصل حقه 7 شيكل للرغيف الواحد يعني لو بدي اشتري 7 أرغفة أقل شي لأطفالي مشان يفطروا بدي 50 شيكل مشان ياكلوا رغيف خبز حاف ما بيشبعهم، طيب أنا الي متلي شو يعمل؟ كيف يتصرف؟ لمين يروح ويشكي؟، وصل فينا الحال ناكل كل يومين مرة أو لما يتوفرلنا صحن طبيخ من تكية أو من الجيران والقرايب، مش مكفيهم بيوتنا تدمرت ونزوح نزحنا بدل المرة 9 مرات وبرغم هيك بنقول بكرة بتخلص الحرب، لكن مش باين لها ملامح كل يوم بيعدي بيدمروا غزة أكثر وبيموتوا فينا أكثر".

مركزين لتوزيع المساعدات وفخ لقتل المدنين

بعد أنّ أعلن جيش الاحتلال عن فتح مركز في منطقة موراج في رفح عبر شركة يدعي أنها أمريكية توجه إليها الآلاف من الجياع لاستلام طرداً غذائياً ولكنها لم تكن سوى فخاً لقتل مزيداً من المدنيين الجائعين الذين توجهوا لها من عدة مناطق في القطاع ليسدوا جوع أطفالهم ولكن بعضهم لم يعود، فإما كان مصيره القتل أو الأسر وهو ما دفع الجهات الأمنية في غزة للإعلان عن أنَّ هناك بعضاً من الشبان تم فقدهم والبعض الآخر كان عرضة للطائرات المسيرة أو قناصة الاحتلال، ودعت المواطنين لعدم التوجه لمركز رفح لما فيه من خطورة على أرواحهم ولكن المواطن لم يُلقى بالاً لهذه النصائح أو التعليمات وتوجه لمكان توزيع المساعدات الأمريكية ونتيجة للاكتظاظ في أعداد الباحثين عن لقمة العيش فقد تجاوزوا كل الحدود وقاموا بأخذ تلك المساعدات بالقوة بل وصل بهم الحال لأخذ الطاولات والسياج المحيط بالشركة الأمريكية وكل ما وجدوه أمامهم للاستفادة منه وخصوصاً هؤلاء الذين لم يحصلوا على المساعدات فقاموا بتكسير كل شي وسرقته وهو ما دفع بالقائمين على تلك الشركة للإعلان مؤخراً عن التوقف عن تسليم المساعدات لحين الانتهاء من صيانة ما تم تخريبه من قبل المواطنين الجائعين وبعد أيام أخرى أعلن الاحتلال عن فتح نقطة جديدة لتوزيع المساعدات قرب حاجز نتساريم ليتسنى للمواطنين القاطنين في المحافظات الوسطى وغزة الانتفاع من تلك المساعدات، ولكن وعلى ما يبدو أنَّ تلك المحاولات المستميتة من الاحتلال للتفرد بتوزيع المساعدات بعيداً عن أيّ تنظيم كما يدعي وبعيداً عن وكالة الغوث والأمم المتحدة قد باءت بالفشل فأعداد الجياع يفوق أي تصور والحالة العشوائية في توزيع المساعدات لا تُجدي نفعاً فتلك الطريقة التي تتبعها الشركة الأمريكية في توزيع المساعدات لم تُجدي نفعاً وحرمت آلاف العائلات من الحصول عليها.

"إطلاق نار وصراخ وإصابات" 

ما أنّ يحل الليل على النازحين في مدينة غزة وجنوبها حتى تبدأ معاناتهم مع الاحتلال تارة ومع اللصوص تارة أخرى، فيبدؤون بالاختباء في خيامهم علهم يسلموا من رصاصة طائشة أو شظايا صاروخ يسقط هنا وهناك.

يُذكر أنَّ شارع البحر ودوار النابلسي مروراً بنتساريم مروراً بدير البلح في الوسط وحتى خانيونس ورفح في الجنوب هو الشارع الذي تمر منه الشاحنات التي تنقل المساعدات لبرنامج الأغذية العالمي وهو الطريق الذي صنفه الاحتلال على أنّه آمن وطلب من المواطنين التوجه إليه فأصبح مكتظاً بآلاف العائلات في خيام ملاصقة بجوار بعضها البعض. 

هذا الشارع تمر كل ليلة منه تلك الشاحنات فيتوجه الأفراد من الناس الجائعين لاعتراضها والحصول على بعض من الدقيق أو الأرز أو ما يتوفر لهم لإطعام أطفالهم فيواجهون الموت من قبل طائرات الكواد كابتر التي تقوم بقصفهم كل لحظة أو من قبل بعض اللصوص المسلحين والذين يتفردون بهؤلاء الجياع ويجبرونهم على ترك ما أخذوه بقوة السلاح وكل من يُعصي أوامرهم يقومون بإطلاق الرصاص عليه أو ضربه ومن ثم سرقة ما حصلوا عليه، كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع الاحتلال الذي يوفر لهم غطاءً لكي يتمادوا في سرقاتهم ويبيعونها للمواطن بعشرات أضعاف ثمنها الحقيقي دون وجه حق أو رحمة.

"كل ليلة نرى الشاحنات وهي تُسرق"

"كمال البيك"، يقول: "نرى يومياً الشاحنات وهي تمر من شارع البحر ولا تكاد تبعد عن المكان حتى تصبح المنطقة كساحة حرب اللصوص يستولون على الشاحنات ويقومون بأخذ بعض المعونات من الشباب الجائعين الذين جاءوا ليحصلوا على بعض منها فيبدأ الصراخ والضرب والتكسير فتبدأ معاناتنا كوننا نقطن على جانب الطريق الذي تحدث فيه تلك الحرب كل ليلة فنبتعد قدر المستطاع عن الخيمة أو نختبأ داخلها لكي لا يصيبنا الأذى، هذا الأذى الذي أصبح مضاعفاً علينا من اليهود ومن بني جلدتنا الذين يسرقوننا ويبيعون حقنا في تلك المساعدة بعشرة أضعافها، هؤلاء يعلمون جيداً أننا لا نجد ما نطعم به أطفالنا وكنا ننتظر بفارغ الصبر أن تعلن الجهات الرسمية عن فتح المعابر لدخول المساعدات والسماح للمؤسسات الدولية لتوزيعها ولكن هيهات مع وجود هؤلاء اللصوص بيننا، هم كروشهم تزيد من سرقة المعونات ونحن نموت من سوء التغذية وقلة الأكل".

"فلتان أمني وشاحنات تنقل شباباً للسرقة"

ولعل من أكثر المشاهد التي تترك غصة في الروح هي رؤية الناس الذين أصبح طريق الحرام  مستساغاً لهم، فيكررون المرة عدة مرات وهم يتوجهون لسرقة تلك المساعدات، صحيح أنَّ الغالبية منهم لا يجدون قوت يومهم ويطعموا أطفالهم الصغار الذين يتضورون جوعاً ولكن هناك فئة استساغت الحرام فأصبحوا يتوجهون نحو طريق الشاحنات يومياً ويأخذوا ما يأخذونه لسرقته وبيعه باليوم التالي في الأسواق بأضعاف سعرها الأصلي. 

الحال أصبح لا يُطاق والفلتان الأمني يزداد يومياً وعدد كبير من الشبان يحملون الأسلحة المتعددة الاستخدام منها الرشاش والمسدسات والسلاح الأبيض والهراوات لرفعها على بعضهم البعض وقتلهم في سبيل الحصول على مزيد من تلك المساعدات التي لاتصل للمواطن المغلوب على أمره والذي رفض أن يعترض سير تلك الشاحنات وفضل أن يأخذ نصيبه عبر المؤسسات الداعمة فقط، وحتى كتابة هذا التقرير لم يحصل هذا المواطن على شيء ليسد جوعه وجوع أولاده في حين أنَّ عشرات الشاحنات سُرقت من فئة يزداد عددهم يوماً بعد يوم، وهو ما دفع بعض العائلات لحث شبابهم على عدم اعتراض الشاحنات والسماح لها بالعبور، داعينهم لعدم الوقوف متفرجين على ما يحدث من سرقات أو تجاوزات بل بالدفاع مستميتين عن حقوقهم في الغذاء والدواء الذي يدخل عبر تلك الشاحنات.

شاهد: كيفية نقل مُصاب جراء إطلاق النار على المواطنين اثناء انتظار حصولهم على المساعدات غرب رفح.

 

تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة
تقرير: غزة.. فلتان أمني وعصابات تسطو على شاحنات المساعدات ومجاعة في كل بيت وخيمة