عقد المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، مؤتمراً بعنوان "استشراف مآلات الحرب العدوانية على شعبنا وأثارها المستقبلية على عملية التسوية"، وذلك لطرح نقاشاً معمقاً حول مآلات العدوان، وتأثيراته على مسار التسوية، وإمكانية استعادة زمام المبادرة الوطنية.
ويأتي هذا المؤتمر في ظل الإبادة الجماعية والتجويع والحصار في قطاع غزة والاستيطان والقتل والتدمير في الضفة، والمستقبل المجهول الذي ينتظر القضية الفلسطينية،
ويفتح المؤتمر أفقاً للتفكير الجماعي للنخب السياسية والفكرية والأكاديمية، في ظل متغيرات إقليمية ودولية معقدة. كما يسعى لتجاوز الجمود السياسي عبر قراءة التحولات الراهنة وتقديم بدائل واقعية تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وتحرره من الوصاية الخارجية.
وخلص المؤتمر إلى أن اللحظة تتطلب مراجعة شاملة للخيارات الفلسطينية، في ضوء تآكل الحلول التقليدية. حيث شددت التوصيات على ضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، واستثمار الزخم الدولي والتغيرات الإقليمية لإعادة صياغة مسار سياسي يعبر عن الإرادة الوطنية.
بدوره، قال رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، د. محمد المصري: "إنَّ الحديث عن مفاوضات سلام في الوقت الراهن يبدو صعباً للغاية، في ظل استمرار العدوان وسفك الدم الفلسطيني، بالإضافة إلى وجود حكومة إسرائيلية متطرفة تدفع نحو فرض "السلام بالقوة" بدعم من سياسات إدارة ترامب السابقة".
وبيّن المصري، في حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أنَّ هدف المؤتمر هو الاستماع إلى مختلف الآراء والخروج بتوصيات عملية تقدم لصناع القرار الفلسطيني.
من جانبه، أكّد اللواء المتقاعد مهدي السرداح، المشارك في الندوة، على أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز فهم التطورات المتسارعة، وفتح الأفق أمام بلورة مسار سياسي مستقبلي للقضية الفلسطينية.
وشدّدت المدير العام للمركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، تهاني المدهون، على ضرورة التفكير الجمعي الذي يتجاوز رصد الأحداث الجارية إلى استشراف المستقبل، مُوضحةً أنَّ المؤتمر يسعى لبحث إمكانية استعادة زمام المبادرة الوطنية بعيداً عن أيّ وصاية خارجية، بالإضافة إلى إعادة بناء مسار سياسي يعبر بصدق عن الإرادة الفلسطينية.