صفقة التهدئة في غزة و"شروط" الثلاثي المفاجئة

1707550098-916-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

كتب حسن عصفور أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حرارة النقاش "الساخن" حول صفقة التهدئة والتبادل في غزة، بعدما أعلن عن تحقيقه "نصرا خاصا" بضربه المنشآت النووية في بلاد فارس، أي كانت نسبة الضرر، وكسر محاصرة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الرافضة لخطوته معتقدا أنها ستمنحه قوة مضافة في معاركه الداخلية.

سريعا تجاوبت قطر مع "النداء الترامبي" حول صفقة التهدئة، فخرج رئيس حكومتها محمد بن عبد الرحمن مؤكدا أن الجهود مع مصر تذهب نحو إتمام صفقة التهدئة، وتذكير حركة حماس بما عليها من فرض إطلاق سراح الرهائن.

"حماس" ترامب لفتح ملف صفقة التهدئة بعد ضرب المنشآت النووية في بلاد فارس، ارتبط وللمرة الأولى بمحاكمة رئيس حكومة دولة الكيان نتنياهو، معتبرا أنها مهزلة ويجب وقفها فهو "بطل"، تصريحات اعتبرتها الأوساط الإسرائيلية المعارضة بأنها تدخل سافر في الشأن الداخلي والقضاء، تصريحات ربما غير مسبوقة من أي رئيس أمريكي حول قضية داخلية في الكيان.

أي كان الشأن الداخلي في الكيان، فتصريحات ترامب عمليا ترمي إلى تقديم "رشوة خاصة" لنتنياهو، كي يكمل مسار صفقة التهدئة في قطاع غزة، ليس "حبا" في انقاذ الرهائن، ولكن جزءا من سياسة الرئيس الأمريكي حول دور "البطولة" الذي يبحث تكريسه، بأنه القادر على تحقيق "حلول العقد السياسية"، كما سيكون في أوكرانيا وإيران.

شرطية ترامب لصفقة التهدئة وضعت "عقدة" مضافة، يبدو أنها شجعت حماس على تقديم "شروط" جديدة تعرضها للمرة الأولى، وإن كانت عبر وسائل إعلامية وليس بشكل رسمي، لكنها لم تخرج نافية ما نسب لها، فما نشر "شروطا" من الحركة الإسلاموية، تلخص في عدم المساس بمكتبها السياسي أو التعرض لأعضائه في الخارج أو فرض قيود عليها، وعدم مصادرة أو احتجاز أموالها.

وخلافا ما أعلنته سابقا، وبشكل رسمي عادت للحديث عن وجود ممثلين للحركة في إدارة غزة وعناصر في الأمن المستقبلي لقطاع غزة، بالإضافة إلى ضمان أميركي بإنهاء الحرب وبحث سبل تطبيق ذلك خلال فترة وقف القتال لإتمام الصفقة والمتوقعة لمدة 70 يوما.

دون مسألة "ضمانة ما" حول إنهاء الحرب، فكل ما أعلنته حماس "شروطا" للصفقة هو جديد بالكامل، ويبدو أنها تحاول استغلال مطالبة ترامب بوقف محاكمة نتنياهو كي يخرج "بطلا" لعقد صفقة غزة، فأقدمت على جديدها، دون ان تدرك الفارق بين رغبات ترامب وقدرتها المكسورة جدا على تحديد إطار "الصفقة"، وفقا لشروط بعضها يكشف "سذاجة" غريبة، وتحديدا قضية الشراكة في لجنة غزة المدنية وشرطتها الأمنية.

الحقيقة التي تقف خلف "شروط" حماس، لا يتعلق بمستقبل قطاع غزة، بل بمستقبل قيادة الحركة في الخارج، وجودا وحراكا وأموالا، والتي أضيف لها مئات الملايين بعد نكبة أكتوبر الكبرى، دون أن تقدم منها ما يستحق الذكر لأهل القطاع، الذين جمعت باسمهم.

"شروط" حماس الجديدة، هي البحث عن اتفاق "خاص" مع الولايات المتحدة على مستقبل قيادتها الخارجية، وهي تعلم يقينا أن حركتها باتت محصورة جدا وفي مناطق محددة، بعدما خسرت الأردن، كمحطة تمتلك القدرة الاستعيابية لبعض منها، ولذا "الضمان الممكن" الذي باتت تبحث عنه قيادة الحركة لمستقبلها الوجودي، حياة ومالا، قد يأخذ زمنا، ما لم تتدخل قطر لوضع صيغة "ترضية" والتعهد بأن تستمر في استضافة المستضافين عندها راهنا.

فيما يرى رئيس حكومة دولة الفاشية اليهودية، أن انتهاء صفقة التهدئة، وهو بين قبضان المحكمة، قد تطيح به من دور "البطولة المشتركة" مع ترامب إلى قضبان سجن ينهي حياته بسواد غير مسبوق.

"ثلاثية" الشروط الترامبية النتنياهوية الحمساوية المفاجئة هي العقبة أمام عقد صفقة تهدئة وتبادل في قطاع غزة..فهل من يكسر عقدها..تلك مسألة أخرى.

ملاحظة: فتاة أسترالية قررت أن تكمل مصداقيتها في الدفاع عن الناس الغلابة..وتنطيف البيئة من كل تلوث تنتجه الفاشية المستحدثة..خرجت مع آلاف تعلي الصوت ضد حرب الإبادة..فكان نصيبها فقدان العين..هيك ناس همو اللي بنحطوا على الراس يا إعلام عربان الزمن التهويدي.. توماس انت الهنا الإنساني يا هنا..

تنويه خاص: مع التقدير لعمل بعض منظمات أهلية وشبكتهم..بس مرات بيحرجوا الواحد وبيخلوه يسأل ليش غالبهم خاصة مدعي "حقوق الإنسان" عن اللي بيصير في غزة من حماس..وأكتر ليش بيحكوا عن شي وبيسكتو عن شي..معقول في "تضارب مصالح" بتحكم الكلام يا "شبكة ..بدها منكم حكي بس يكون صح الصح..وغزة صغيرة رغم عظمتها اللي كانت يوما..