"الباقة" الغزية..اسم "فريد" وجريمة خاصة

1707550098-916-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 قبل انتهاء شهر يونيو بلحظات، أقدمت قوات جيش الفاشية اليهودية، كما يفعل من 7 أكتوبر 2023، بقصف منطقة قرب ميناء غزة، أدت لاغتيال مجموعة من شباب وإصابة آخرين.

ربما الخبر لن يضيف للذاكرة كثيرا، من حيث استمرارية جرائم حرب العدو الاحلالي خلال ما يقارب الشهر العشرين، كان ضحاياها أكثر من 60 ألف فلسطيني غادر ولن يعود، منهم تحت ركام مجهول المكان، وأضعافهم منتظرين مصيرا لا زال غير معلوم، فتلك سمة لدولة أصبحت تفتخر بما ترتكب من قتل جمعي.

جريمة الحرب التي أقدمت عليها حكومة الفاشية اليهودية مساء 30 يونيو 2025، كان لها وقع وصدى تفاعلي مميز، ليس برقم من كانوا ضحية الجرم الكبير، لكنه بمسمى الكيان المستهدف، "الباقة"، اسم اشتق ذاته من تقديم خدمات أنترنتيه، في ظل الانقطاع الدائم لها، أعلن عن ذاته دون دعاية أو إعلانات خاصة، فالدلالة واضحة والحاجة لها اكثر وضوحا، فكان نقطة جذب يومية لمن يبحث نافذة تواصل، او ارسال مادة خبرية، وغيرها.

"الباقة" مكان مفتوح، معلوم كل من به تقريبا من جيل اعلامي متدفق، مكانه قرب ميناء غزة، الذي كان أملا لعبور كبير نحو عالمية كانت مغلقة، بعد قيام الكيان الأول عام 1994، فالموقع ومسماه، يحملان رمزية واقع ما حدث عما كان حلما لما يجب أن يكون.

وكأن، مشهد التفاعل الإنساني – الإعلامي لرواد "الباقة" أصاب قيادة الفاشية اليهودية بجنون مركب، كيف لهم أن يواصلوا العمل وكأن كل ما كان قتلا ودمارا وخرابا، بل وإزاحة سكانية ديمغرافية لما يعرف بقطاع غزة، لا يمثل لها "درسا" كي يختفوا عن الظهور "المستفز"، فجاء قرار التصفية الجمعية.

لا جديد بأن جيش الفاشية الحديثة ارتكب جريمة حرب، لكن الملفت بها المختلف، بأنها جريمة خارج "التبرير" الغبي لجيش تحتفظ له "الذاكرة الإنسانية" بأنه أكثر الجيوش ارتكابا لجرائم الإبادة الجماعية، والجيش الأول الذي يقدم على اغتيال عشرات من المواطنين، من أجل اغتيال شخص واحد، أي كانت صفته، اعتقادا أنهم فوق الحساب، رغم مذكرات "الجنائية الدولية" ضد رئيس حكومتهم بعدما اصبح "مطلوبا دوليا" وهاربا من عدالة معلقة، لأن من يفترض بهم أنهم "أشقاء عرب" لا يأبهون لكل ما يرونه، بل يبحثون شراء "خبرتهم" في القتل والموت.

جريمة "الباقة"، عليها أن تكون أداة مطاردة مضافة، ليس لجيش العدو الاحلالي فقط، بل كل وسائل إعلامه وإعلامييه الذي انخرطوا في تبريرها، وليت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أولا، والمؤسسة الفلسطينية الإعلامية الرسمية، أن تخاطب بشكل رسمي المؤسسات الإعلامية العربية، بالتوقف الكامل عن فتح بابها لممثلي دولة العدو وجيشها وكل مؤيدي جرائم الحرب.

دون "تبريرات" تنطق بالاستغباء، فكل استضافة لممثلي العدو على الاعلام العربي، هو خدمة تعاونية لجيش العدو، استمراره جزء من الشراكة في الحرب على فلسطين، وليس غير ذلك.

"الباقة"..المكان بات حاضرا ليس بما قدمه خدمة "فريدة"، أو بمسماه "الجاذب" لشباب غزة، لكنه حضر بجريمة فريدة..ستبقى ما بقي الوطن.

ملاحظة: ما حدث مع أيمن عودة..داخل كنيست دولة العدو من حملة غير مسبوقة..هو التلخيص الحقيقي لهذا الكيان..ولا حقيقة غيرها..فاشية اغتالت رابين لانه قال هناك فلسطينيين لهم بعض حق..فكان الموت نصيبا..أيمن عودة..ابن الجبهة والحزب كما شعبه عصى على الكسر يا هبلان..

تنويه خاص: شو قصة شلة حماس للتطبيل الإعلامي مع لا تخلي عن سلاحهم في غزة..طيب لو قطر وتركيا مثلا طلبت منكم تضبوا هالبرم بالكم شو بيصير بهيك سلاح..لاقوا شي تاني تبرموا فيه لانه الناس عارفة البير وغطاه..يا حبوبين..