عن الدجاجات التي تدافع عن مطاعم كنتاكي

image_processing20230404-2769406-yxev3c.jpg
حجم الخط

بقلم حمدي فراج

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا عن جبهة ثامنة يخوض غمارها، الى جانب الجبهات السبع؛ غزة، الضفة، لبنان، سوريا، ايران، اليمن والعراق، وهي الجبهة الإعلامية والتي أسماها بجبهة التضليل الإعلامي، وهي هذه المرة، ليست فلسطينية او عربية او إسلامية او "لاسامية"، بل أمريكية بحتة، رأس حربتها صحيفة نيويورك تايمز والواشنطن بوست والسي أن أن. ولطالما أنه اعتبرها جبهة ثامنة، فإنه استخدم ضدها كل مصطلحات الحرب والهجوم، وكأنا به قد فتح القاموس السياسي الحربجي العدواني، متهما إياها بدون لف او دوران بأنها "نازية"، وحرفيا: "تقوم بنشر أكاذيب مستندة إلى دعاية نازية جديدة من إنتاج حماس"، وفجأة يخرج من بدلة رئيس الوزراء، ويتحول الى نقيب صحافة عربي، ويصب جام غضبه على هذه الصحف التي يفترض انها تدور في فلكه، وعلى الصحفيين الذين لحم أكتافهم من على موائده: "عار عليكم. ما تقومون به ليس صحافة، بل دعاية من النوع الأرخص والأكثر انحطاطًا.. ما تفعلونه يوازي القول: تلقينا تقارير من غوبلز – وزير اعلام هتلر– وهذا بالضبط ما تفعلونه. حماس هم نازيون جدد.. و في نهاية المطاف، حماس ستنتهي مثلما انتهت بقايا وحدات (SS) النازية في ألمانيا"، وفي السياق دفعته الحماسة الغوبلزية إلى تشبيه من يدافعون عن غزة، كل غزة ، في شوارع العالم العريضة والعريقة، دون تصنيفهم بأنهم "جبهة تاسعة"، تشبيههم بـمجرد "دجاجات تدافع عن مطعم "كي أف سي" (الكنتاكي)، غير مدرك لربما انه بهذا فتح على نفسه الجبهة العاشرة، مع هذه السلسلة من المطاعم العالمية ذات عشرات آلاف الفروع في أكثر من 150 دولة في العالم. 

و"الحقيقة" التي قال نتنياهو، انه سيخوض حرب هذه الجبهة "الإعلامية" بأسلحتها، "أسلحة الحقيقة"، هي انه توجه نحو النحر الفلسطيني، فاعتقل الزميل الكفؤ ناصر اللحام، الذي كان يسبر غور أسلحة حقيقتهم، وحقيقة أسلحتهم، وقتل في غزة أكثر من مئتي صحفي وصحفية، كلهم من غزة، وهذا العدد يعادل ثلاثة اضعاف كل صحافيي فلسطين المسجلين في النقابة مطلع ثمانينيات القرن الماضي، الكثيرون منهم قتلوا مع عائلاتهم وأطفالهم، ذلك ان صاحب "سلاح الحقيقة"، يمنع دخول أي صحفيين من خارجها على مدار عامين تقريبا. لكن تدشين هذا القتل، كان للصحفية المقدسية أمريكية الجنسية شيرين أبو عاقلة قبل ثلاث سنوات، وظل القاتل مجهولا، حتى قتلته المقاومة "النازية" في جنين قبل سنة، وهو الجندي "ألون سكاجيو" من وحدة "دوفدفان" الذي رقي الى  قائد فرقة قناصة في وحدة "خاروف"،  لكن قبل ثلاث وخمسين سنة، وفي مثل هذه الأيام، (الثامن من تموز) ذهبوا الى لبنان، وقتلوا الصحفي غسان كنفاني، الذي اصبح بمثابة سلاح فلسطين النووي، الذي لا يثلم ولا يهرم ولا يقصف