نزاهة سياسية هولندية..صفعة تاريخية لـ"البكائية اليهودية"!

1707550098-916-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 مع إصدار الأمم المتحدة تقريرها عن المجاعة في مدينة غزة، وما سيكون في مختلف مناطق القطاع جراء حرب الفاشية اليهودية منذ 687 يوما، بأهمية مجتمعية - قانونية، كانت القنبلة السياسية التي أطلقها وزير الخارجية الهولندي فيلد كامب بتقديم استقالته، ومعه وزراء حزب "العقد الاجتماعي الجديد".

استقالة وزارية في بلد أوروبي غربي، كانت مسببة فقط بحرب الإبادة على قطاع غزة، وليس أي قضية أخرى تمس الداخل الهولندي، قال فيلد كامب (عجزت عن التوصل إلى اتفاق بشأن "إجراءات ملموسة" رداً على أفعال إسرائيل في غزة)، وتلك سابقة لم تشهدها أي بلد منذ قيام دولة العدو الاحلالي.

استقالة كامب ووزراء تحالفه الحزبي في هولندا، يمكن اعتبارها "قنبلة سياسية" بالمعنى العام، تزامنت مصادفة مع التقرير الأممي حول مجاعة غزة، لتزيد من القيمة التاريخية لحادثة يمكنها أن تفتح باب جديد لتطوير أدوات المطاردة الإنسانية، بعيدا عن الشعاراتية السائدة في البلاد العربية وما يسمى العالم الإسلامي، تحت يافطات نطالب نحذر ندعو، دون أن يقدموا خطوة عملية واحدة يمكنها أن تربك المخطط الإبادي، بل ربما البعض منها يقوم بتغذيته وتمويله خلاصا من "عقد الفلسطنة".

خطوة وزراء حزب "العقد الاجتماعي" في هولندا، تعيد الاعتبار لتلك الروح التي كانت سائدة انتصار للحق السياسي بعيدا عن المصالح الخاصة، تعزيزا لتنامي قوة الغضب العالمي من دولة لم تعد تقيم وزنا للمنظومة الدولية، كونها السابقة الأولى التي لا ترتبط ببعد داخلي، أو تشكيل حكومي، ما قد يؤدي إلى نشوب أزمة أعمق للحكم، أو الذهاب لانتخابات مبكرة في ظل أزمة كبرى، وبذا تكون فلسطين وغزة عنصر فعل جديد في واقع أوروبي متحرك.

خطوة وزراء "العقد الاجتماعي" في هولندا ستعزز لاحقا نمو صدام سياسي علني بين دول أوروبية ودولة الكيان، خاصة فرنسا وبريطانيا، وكلاهما دولتي تأسيس الكيان ذاته، وعدا ودعما وحماية، وتلك من المظاهر التي لم تكن ضمن الحسابات السياسية المتوقعة، ما يشير أن الفعل الحصاري يتنامي، بتنامي الإبادة الجماعية.

من أهم استخلاصات الحدث الهولندي والغضب الأوروبي المختلف التعبير، أنها أسقطت إلى غير رجعة "البكائية اليهودية" التقليدية، التي عاشت عليها لتمرير جرائمها المتتالية منذ عام 1948، فلأول مرة لم تجد تلك "البكائية" قبولا، رغم ما نالته فرصة يوم مؤامرة 7 أكتوبر 2023، فما يحدث الآن ليس فقط رفضا لحرب إبادة وجرائم حرب، وصناعة مجاعة دفعت الأمم المتحدة لإعلانها، بل مواقف تتبلور لرفض جوهر "الرواية اليهودية" الكاذبة.

سقوط "البكائية اليهودية"، بالتوازي مع نمو الفاشية اليهودية داخل الكيان وتعاظم قوى الفصل العنصري والتطهير العرقي، لم تعد عبارات تقال من فلسطيني أو عربي، بل باتت واقعا يتم التعبير عنه دون ارتباك أو ارتعاش، بل هناك من بين اليهود يدركون مخاطرها على مستقبل كيانهم، أي كانت نتاج الحرب الإبادية الراهنة، عناصر لها أن تصنع فعل مضاد، بعيدا عن الشعاراتية الفارغة السائدة منذ زمن بعيد.

تراكم حركة التعديل الفكري – السياسي العالمية حول دولة اليهود والبكائية التاريخية، لا يجب أن تذهب ريحها، فهي فرصة مفصلية لا يجب مرورها عابرا، بعدما دفعت فلسطين ثمنا لا مسبوق عربيا في صراع مفتوح، أرضا وإنسانا، وليكن مؤتمر "حل الدولتين" في سبتمبر 2025، نقطة تحول لصياغة موقف يتوافق والتعديل السياسي الجديد، رغم المشهد الانهزامي الرسمي العربي السائد.

استقالة وزراء حزب "العقد الاجتماعي" في هولندا، أعادت القيمة الكبيرة لمعادلة أن النزاهة السياسية هي منتج فكري إنساني لا يرتبط بمسميات بعدما غرقت في مظاهر خادعة.

ملاحظة: شي مستغرب خالص، أن بلاد لها شنة ورنة.. وبجرة قلم بتهز سوق النفط والمال في الكون.. قال مش قادرين يهزوا دولة مخوخة من جواتها..لا والمصيبة لما تسمع أولي الأمر فيهم يقلك يا ناس اعملوا شي عشان أهل غزة..معقول انتو منا وجماعة البرتقالي منهم..أهو دا اللي مش ممكن يكون ..انتم مش منا خالص..

تنويه خاص: لو فرقة الحركة الأخوانجية "حماس سابقا" تعمل صفقة تهدئة برم كم يوم مع حالها والناس..لانه أهل غزة مش ناقصين همكم وسخف برمم فوق هم اليهود..نازلين فكح حكي عن الصمود والناس فاتحة مش ايديها بس تتلقف قنينة ميه من مظلة يمكن تكسر رقابهم..بتصدقوا سكوتكو أرحم لهم..انخرسوا..