أضرحة للمواطن الغزي المجهول ..واجب إنساني!

1707550098-916-3.jpg
حجم الخط

كتب حسن عصفور

 بعد إعلان اتفاق شرم الشيخ يوم 9 أكتوبر 2025 لتنفيذ خطة ترامب حول حرب غزة، استمر المشهد الإنساني الأقسى في تاريخ البشرية، رغم الفرح الكبير بوقف الموت، خلال رحلة "العودة" لمناطق كانت تسمى سكنية، بيوتا ومحال، ولكن الأهم البعد المصاحب لها.

وسط البحث عن بقايا حياة إنسانية، قد يطول زمن الوصول لها، أو تحقيقها، تعود للواجهة أحد القضايا التي تترك أثرا مختلفا من كل نواحي الحياة، فيما يعرف إعلاميا بمن فقدوا حياتهم، ولم يتم الوصول لهم، أو التعرف عليهم، ويكتبون إعلاميا بالمفقودين "تحت الركام"، تختلف الأرقام كثيرا، بين عشرات المئات وآلاف، وهنا الرقم لم يعد القضية بذاتها، فلاحقا وبعد سنوات سيتم تحديد المفقودين.

ولكون المفقودين تحت الركام، ظاهرة جديدة تحدث للمرة الأولى في فلسطين، وتحديدا في قطاع غزة، رغم كل ما مر عليها، فيجب التعامل معها بطريقة جديدة، تحمل كل الأبعاد المرتبطة بها، تكريما وتقديرا لهم ولذويهم، بطريقة قد يكون بها بعض تمايز عن ضحايا جرائم حرب الإبادة الجمعية التي نفذتها فاشية دولة الاحتلال.

من تجارب تاريخ الشعوب، كثيرا ما يمنح رمزية خاصة لما عرف بالجندي المجهول، نسبة لكل من قاتل عدوه دفاعا عن وطنه وقضيته، وفي قطاع غزة كان نصب "الجندي المجهول" أحد معالم قطاع غزة، قبل أن تحاول الحركة الإخوانجية حماس تشويهه، ترضية لجماعتها الأم خلال حكمهم بقرار أمريكي لمصر، قبل الثورة التي قذفت بهم إلى خارج الزمن السياسي.

الحديث عن اعتبار قضية "المفقودين" تحت الركام قضية إنسانية خاصة، قد تكون بعضا من تعويض لأسرهم التي لن تعرف لهم مكانا، وعدم قدرتهم عن تخصيص مكان لدفنهم، للزيارة في مناسبات متعددة، فزيارة المقابر تقليد مجتمعي فلسطيني، كما غيرهم من شعوب ترى بذلك التقليد علاقة روحية خاصة، لا تتوقف.

انطلاقا من تلك الحالة الإنسانية الارتباطية، يجب البحث عن طرق متنوعة لتكريم المفقودين وتخصيص مناطق خاصة في كل من محافظات قطاع غزة، وتسمى "أضرحة المواطن الغزي المجهول"، تكون حديقة عامة ومكان زيارة وتلاقي تبقى بعضا من صلة تواصل روحية بين أهل الفقيد ومن غادرهم.

قد يبدو الحديث عن جزئية أضرحة المواطن الغزي المفقود غريبا وسط آثار جرائم حرب الإبادة الشاملة في قطاع غزة، وما تركته من فقدان مقومات الحياة الإنسانية ذاتها، وتحتاج سنوات وسنوات كي تعيد ترميم ذاتها، فيما لو تم تنفيذ ما تم التوافق عليه في شرم الشيخ، رغم أن بعضه قد يكون أكثر تعقيدا مما يعتقد، لكن الإشارة للمفقودين هو جزء من التعامل مع بعض نتائج تلك الحرب غير المسبوقة، ما يتطلب ذلك من جهد خاص لتحديدهم، وبعضهم قد لا يتم نظرا لخروج عائلات بكاملها من السجل المدني.

بناء أضرحة المواطن الغزي المفقود، كمواقع رمزية خاصة تكريم لكل أهل قطاع غزة، شهداء وجرحى ومكسوري الحال بعد خسران ما كان لهم..مسألة معنوية تبقى البعد الإنساني قائما وسط الظلام الغريب.

ملاحظة: مسارعة ميلشيا الحركة الإخوانجية لاستعراض قوتها بارتكاب جرائم قتل تحت ذرائع وهمية لن يمنحها رضى دولة العدو ولا رضى ترامب..فعل الرصاصة سترتد على رأس من فكر بها..أحفاد مجمع "أبو صبري" لا مستقبل لهم بعدما انتهت خدمتهم لمن أطلق سراحهم يوما..حماس بح..

تنويه خاص: طوشة فريدة بين الصهيوني الكاهاني سفير الأمريكان في دولة الكيان هاكابي وبين وزيرة إنجليزية..الغلبانة حاولت تقول أن بلدها كان لها دور في اتفاق غزة..وهاكابي هاج وماج..الغبي مش عارف "الصلة الروحية" بين أحفاد البنا في غزة وبين الإنجليز..الغباء مش تخصص جنسية ..الغباء مالتي ناشوينال كمان..