الاحتلال يقرر تدمير "الانفاق العميقة" التابعة لحماس بعد ان استلم الأسرى الأحياء

تنزيل (19).jpg
حجم الخط

وكالة خبر

 اتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي قرارا مصيريا بتركيز جهود واسعة لتدمير ما وصفه بـ "الأنفاق الاستراتيجية العملاقة" التابعة لحركة حماس والتي اعتبرها "منجم الذهب" للتنظيم، وذلك بعد الإعلان عن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا محتجزين لدى الحركة.

وذكر الجيش، وفق تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية، مساء اليوم الإثنين، أن الجهد يتركز على أنفاق ضخمة تمتد بطول نحو أربعة كيلومترات من غرب قطاع غزة إلى شرقه، وتصل أعماق أجزاء منها إلى 30- 40 مترا تحت سطح الأرض.

وتحتوي هذه الأنفاق، بحسب المصادر الإسرائيلية، على غرف قيادة وسكن لقيادات حماس، وقاعات إنتاج للصواريخ، وغرف اتصالات، وممرات لنقل المقاتلين تحت الأرض.

وقالت المصادر إن موقع هذه الشبكة كان معروفا منذ شهور لدى الجيش وجهاز المخابرات (الشاباك)، لكن القيادة العسكرية امتنعت عن استهدافها سابقا خشية المساس بسلامة أسرى كانوا محتجزين داخلها.

وبعد الإفراج عن كافة الأسرى الأحياء اتخذت "قيادة الجنوب" في الجيش الإسرائيلي قرارا بتركيز الجهد على معالجة هذه الأنفاق، التي يجد الجيش أن أجزاء منها تقع شرق "الخط الأصفر" وفي مناطق تقع الآن تحت السيطرة الإسرائيلية.

وأضاف التقرير، أن الأعمال الميدانية لم تقتصر على نفق واحد؛ إذ يعمل الجيش بالتوازي على معالجة عدة أنفاق مركزية أخرى كانت حماس قد احتجزت فيها أسرى سابقا، ما حمل العملية صفة التعقيد الشديد بسبب طريقة البناء وحجمها وضرورة العمل وفق قواعد قتال محكمة عند كل مقطع يُعالج.

وفي الأيام الماضية، نفذت وحدات هندسية عمليات تدمير متتابعة لقطاعات من أحد الأنفاق الرئيسة قرب المستشفى الأردني في مدينة غزة؛ حيث أعلن الجيش أنه أحرق جزءا من النفق مطلع الشهر، ثم فجر ودمر أجزاء مركزية منه خلال الأيام الأخيرة.

وأكد التقرير أن هذه العمليات تُعد من أصعب المهام الهندسية والقتالية التي ينفذها الجيش في القطاع.

وأشار التقرير إلى أن الجهد المُركز يُنفذ بواسطة الألوية العاملة على محيط "الخط الأصفر" بالتعاون مع وحدات الهندسة القتالية، بما في ذلك الكتائب النظامية ووحدة "يهالوم" المتخصصة.

كما أشارت المصادر إلى أن قوات الهندسة دمرت مسارات تحت أرضية بطول يزيد عن كيلومتر واحد في شمال القطاع.

من جهة أخرى، أنهت الفرقة "99" في جيش الاحتلال مهمتها القتالية في شمال غزة بعد أربعة أشهر من القتال، وخرجت أمس الأحد للاستراحة، ودخلت بدلا منها الفرقة "252".

وقد شاركت الفرقة "99" في مناورات واسعة وشكلت، إلى جانب الفرقتين "162" و"143"، التوزيع والانتشار على طول "الخط الأصفر".

وبحسب الجيش فقد عملت تحت قيادتها سبعة ألوية نظامية واحتياطية، ودمرت مئات مستودعات ذخائر ومواقع مراقبة ومجمعات قتالية وبنى تحتية للمقاومة فوق وتحت الأرض، كما أحبطت مئات التهديدات واستهدفت قيادات ميدانية، بينهم خمسة قادة كتائب وتسعة قادة سرايا ونوابهم في حماس.

وفي نشاط مشترك مع الشاباك وتحت قيادة "اللواء الشمالي"، نفذت قوات الاحتلال عمليات استهدفت "مسلحين" وقادة بارزين في حماس جنوب بيت حانون، وقد صنّف الجيش بين المستهدفين اثنين من قادة سرايا القدس في كتيبة بيت حانون المتهمين بالمسؤولية عن عشرات الهجمات ضد قوات الاحتلال.

ورغم ذلك، لم يُصدر المستوى السياسي في إسرائيل إعلانا رسميا عن انتهاء الحرب التي أطلقت عليها تل أبيب اسم "السيوف الحديدية"، لكن الجيش قام اليوم بخطوة وصفها المسؤولون بأنها رمزية لإعلان تحول في الوضع العملياتي؛ إذ دعا رئيس الأركان أيال زامير إلى منتدى عملياتي ضمّ جميع قادة الوحدات العملياتية من رتبة مقدم فما فوق، إلى جانب قيادة الأركان العليا. وحمل الاجتماع عنوانا عاما هو "تعديل النظر"، وعرّفته القيادة بأنه جلسة لتلخيص مرحلة و"مراجعة عامين من الحرب" في غزة وسائر الجبهات، في وقت يجري فيه ضبط الأسس والروتينات داخل الجيش.

وأوضح بيان الجيش أن المنتدى سيعرض أمام الحضور بيانات ومراجعات عملياتية واستخباراتية عبر عرض قدمه رئيس شعبة العمليات ورئيس شعبة البحث وقائد قيادة الجنوب وقادة آخرون، كما يتضمن البرنامج حلقة حوار مع الأسرى العائدين وعائلات القتلى.

وشدد الجيش الإسرائيلي على أنه لا ينتظر قرارا سياسيا لإجراء "تعديلات ميدانية" في توزيع القوات، وأنه سبق أن وجه رئيس الأركان، بتشاور مع وزير الجيش يسرائيل كاتس، بتشكيل لجان للترتيبات والاستحقاقات وتكييف التفاضلية بين الجبهات، مع إبقاء حالة "الحرب" في غزة وفي سلاح الجو وفق الحاجة، ما يمكّن الجيش من تعديل هيكل الوحدات وبناء القوة فورا عند الحاجة.