نتانياهو لا يريد العودة للحرب ولا يريد تنفيذ الاتفاق .. يريد بقاء الوضع الحالي

تنزيل (5).jpg
حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

نجح نتانياهو في تمرير رؤية ترامب من دون ان يخسر شركائه المتطرفين ، وهذه بهلوانية نادرة في السياسة الراهنة . قد لا تكون لائقة أخلاقيا ولكن من غير الزعماء العرب يهتمون بأخلاقهم السياسية الخارجية امام الغرباء !!

حافظ نتانياهو على نفس الحكومة بنفس الأفكار ونفس الصراخ ونفس الأدوات ونفس الجرائم دون ان يدفع أي ثمن لا داخلي ولا خارجي . وعلى العكس تدخل ترامب وطلب له العفو من رئيس إسرائيلي " الفخري " حتى ان نتانياهو يريد الحصول على العفو من دون ترك الحياة السياسية ومن دون الاعتراف .

لا يريد رئيس وزراء إسرائيل دفع أي ثمن مقابل أي شيء ، ويريد من العرب ان يدفعوا كل الاثمان مقابل لا شيء ، حتى ثمن الصواريخ والقنابل التي قتل بها اهل غزة يريد ثمنها ويرجح ان يطلبها من الدول العربية عن طريق ترامب .

لا أرى حربا جديدة على لبنان لان الحرب لها ثمن ونتن ياهو لا يريد دفع أي ثمن مطلقا ، ولكن هذا لن يمنع مواصلة الغارات . وكذلك غزة لن يقدم نتانياهو على حرب جديدة لان الواقع الحالي مناسب جدا جدا لطموحاته السياسية. فهو يواصل الغارات والاغتيالات والاقتحامات في غزة وسوريا ولبنان والضفة الغربية ، ويواصل العمليات الأمنية ضد ايران واليمن وضد كل الدول التي تقف ضد إسرائيل بكل أريحية ومن دون أية التزامات .

وفيما ينشغل العرب في سؤال : ماذا يفعل نتانياهو ننسى السؤال : ماذا يجب علينا نحن ان نفعل ؟؟؟؟

على القيادة الفلسطينية ان تتمسك بشعار الانتقال بأسرع وقت للمرحلة الثانية من اتفاق ترامب ( الوحيد على الطاولة ) .

وعليها ان ترفق هذا الشعار بعدة خطوات ضرورية وهامة للبقاء السياسي الناجح :

- تعزيز المحور الدبلوماسي وعدم الارتهان للحملة العالمية السابقة والإبقاء على الدعم لفكرة الاعتراف بدولة فلسطين على كل الساحات وهذا دور السفارات وقادة الجاليات . وصولا الى تدويل الصراع بشكل منهجي وبارع من خلال الأمم المتحدة والبرلمانات وتكرار طلب الحماية الدولية والاهم تحريك قضايا قانونية ضد الاستيطان وضد الاعتداءات امام المحاكم الدولية .

- توسيع التحالفات والشراكات مع الاتحاد الأوروبي ومع الولايات الامريكية على أساس انساني بحت واستنادا الى مبادئ حقوق الانسان .

- عدم الكف عن التواصل مع المعارضة الإسرائيلية وهذا دور منوط ببعض المؤسسات في السلطة التي من مهماتها تنفيذ ذلك بما يليق بحقوق الشعب الفلسطيني وكرامته .

والاهم وفي نفس الوقت منع الانهيار الأمني والاعتماد على قوة المجتمع الفلسطيني وعدم تفتيته بالاختلافات السياسية وبالإجراءات الاعتباطية . وتنسيق اية خطوات مع وعي اعلامي كبير أساسه ان الجمهور حريص اكثر من الوزارات على المصلحة العامة وليس العكس .

وأخيرا العمل وبسرعة ودون تردد على تجديد الشرعية من خلال الانتخابات ، وهذه ليست مهمة اختيارية بل مخرج اجباري يقود الى توحيد الساحة الداخلية وتشكيل حكومة أوسع واشمل ما استطاع السياسيون .

ودون خجل يجب دعم المقاومة الشعبية والقانونية والدبلوماسية والابتعاد عن أدوات العنف حتى يصار الى سحب الذرائع من حكومة اليمين وكف عدوانها على المدن والقرى .

والطلب من مؤسسات دولية ودول صديقة المساهمة في أفكار اقتصادية واقتراحات لحل قضايا عالقة مثل العمال والمزارعين والظروف الاقتصادية الصعبة التي يصمد فيها المواطن . والدول التي لا تدعم الفلسطينيين ماليا وماديا لا يضرها ان دعمت الفلسطينيين بالخبراء والاقتراحات والمساعدات اللوجستية .

وتتويجا لكل ذلك، اّن الأوان لخطاب واضح ومباشر من الرئيس للشعب على اعتاب الدخول في المرحلة الثانية وهي مرحلة إعادة اعمار ما تهدم وتوزيع المسؤوليات على أساس الكفاءات وليس على أساس الولاءات .