أبو هولي يبحث مع مركز الملك سلمان سبل دعم "الأونروا" وتعزيز الشراكة

أبو هولي
حجم الخط

الرياض - وكالة خبر

التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، مع مساعد المشرف العام للعمليات والبرامج بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أحمد البيز،  بمقر المركز في العاصمة السعودية الرياض.

بحث اللقاء، سبل تعزيز التعاون في مجالات العمل الإنساني ذات الاهتمام المشترك، وزيادة دعم الأونروا مالياً لمواجهة العجز المالي الكبير في ميزانيتها الاعتيادية، وتعزيز الشراكة الإنسانية وتلبية الاحتياجات الطارئة والتنموية للاجئين الفلسطينيين.

وأطلع أبو هولي، البيز على آخر التطورات السياسية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وتصاعد سياسات التطهير العرقي والتهجير القسري والتوسع الاستيطاني وعمليات الاستيلاء على الأراضي والضم وتدمير المخيمات شمال الضفة، وتهويد مدينة القدس التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الحرب المالية التي تقودها ضد دولة فلسطين لتدمير مؤسساتها وعرقلة عملية التنمية باحتجازها أموال المقاصة.

واستعرض أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عمليات الأونروا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وفي الأردن وسريا ولبنان، والعدوان العسكري الإسرائيلي على مخيمات شمال الضفة الغربية وتداعياته الخطيرة، علاوة على الازمة المالية التي تعاني منها الاونروا محذرا من خطورة العجز المالي المزمن في ميزانية الأونروا الذي بلغ 200 مليون دولار للفترة الممتدة حتى نهاية الربع الأول من عام 2026، والذي يهدد بـحرمان 600 ألف طالب من التعليم بإغلاق 702 مدرسة، وتوقف 140 عيادة طبية تخدم 2 مليون لاجئ سنويا، وقطع شريان الحياة عن 1.7 مليون لاجئ يعتمدون على مراكز الإغاثة والخدمات الاجتماعية

ونقل أبو هولي، تحيات وتقدير الرئيس محمود عباس، إلى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، مثمنا الدور التاريخي والريادي للمملكة العربية السعودية ومواقفها الثابتة ودعمها غير المحدود في إسناد ودعم شعبنا الفلسطيني وقصيته العادلة وحقوق المشروعة في العودة وتقرير المصير، وقيادتها للمؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة مع فرنسا والذي تمخض عنها اعلان نيويورك لحل الدولتين والذي تم اعتماده بأغلبية ساحقة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

وأكد أنّ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يمثل صمام أمان للعمل الإغاثي في فلسطين، مشددا على استقلالية المركز وريادته العالمية التي وصلت إلى 105 دول، نفذ فيها أكثر من 2400 مشروع، استفاد منها ملايين الأشخاص.

وأشار إلى أن المركز شريك استراتيجي وممول رئيسي لوكالة "الأونروا"، منوهًا لأهمية المساهمات المالية الضخمة التي قدمها المركز مؤخرا، وخصّ بالذكر مساهمة الـ 15 مليون دولار في نوفمبر 2023، ومبلغ الـ 40 مليون دولار الذي قُدم في مارس 2024، والتي كان لها الأثر البالغ في استجابة الوكالة لنداءات الاستغاثة العاجلة في قطاع غزة.

ولفت رئيس دائرة شؤون اللاجئين إلى أن المركز يتبع استراتيجية فعالة في تقديم الدعم غير المباشر لدولة فلسطين عبر شراكات وثيقة مع الهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمات الأمم المتحدة، لتنفيذ مشاريع تنموية وطبية وإغاثية في كافة الأراضي الفلسطينية.

وأكد أبو هولي، أن مشاريع المركز في قطاع غزة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية تمثل نموذجا للاستجابة العاجلة والنوعية. مشيدا بالتدخلات الميدانية القائمة حاليا، ومنها إنشاء محطات تحلية المياه، وتسيير قوافل السلال الغذائية، وتوفير الخيام الإيوائية للنازحين في ظل الظروف المناخية القاسية، فضلاً عن الدعم المستدام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالة الأونروا داعيا الى شمول عمليات الإغاثة مخيمات شمال الضفة الغربية.

وشدّد على أهمية إقامة شراكة مستدامة بين دائرة شؤون اللاجئين ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ترتكز على التدخلات الطارئة والمشاريع التنموية في المخيمات الفلسطينية، تشمل تطوير شبكات الكهرباء والمياه، ترميم المنازل، وتزويد مضخات المياه وإنارة أزقة المخيمات بالطاقة الشمسية، ودعم مشاريع التمكين الاقتصادي للشباب الخريجين والنساء المعيلات والأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى دعم تغطية الرسوم الجامعية للطلبة الأيتام والأشد فقرا في المخيمات، وإنشاء مراكز متخصصة لرعاية المسنين وهي مشاريع تطويرية لا تقع ضمن تفويض الأونروا المباشر.

وطالب أبو هولي مركز الملك سلمان تقديم مساعدات طارئة وصرف "بدل إيواء" لأكثر من 40 ألف لاجئ (8000 أسرة) نزحوا من مخيمات شمال الضفة الغربية مؤخرا، بالتوازي مع استمرار دعم النازحين في قطاع غزة، مطالبا إدارة المركز بزيادة التمويل الموجه لوكالة "الأونروا" لتغطية العجز المالي المتوقع بـ 200 مليون دولار للربع الأول من عام 2026.

من جهته، أكد البيز دعم المملكة العربية السعودية المستمر والدائم لدولة فلسطين وشعبها، مشددا على أن توجيهات القيادة السعودية تقضي ببذل كل الجهود الممكنة لتخفيف المعاناة الإنسانية، لاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة والمخيمات المنكوبة، من خلال البرامج الإغاثية المستمرة التي ينفذها المركز بالتعاون مع الشركاء الدوليين والمحليين.

وشدّد على دعمه لأية شراكة تدعم العمل الإنساني في فلسطين، مشددا على استمرار المركز في دعم الأونروا وبرامجها الإنسانية لتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.