شارك آلاف الأشخاص الخميس، في تشييع الشقيقتين يسر (21 عاماً) ورزان (19 عاماً) ابو صالحة وضياء شادي بركات (23 عاماً) زوج يسر والذين قتلوا بالرصاص في شقتهم مساء الثلاثاء في تشابل هيل جنوب شرق الولايات المتحدة بيد رجل معاد للأديان في جريمة أثارت استنكاراً واسعاً .
وأكد محمد أبو صالحة والد الشقيقتين الخميس "نحن واثقون تماماً بأن ابنتينا قتلتا بسبب ديانتهما" . وأضاف وهو يقف أمام النعوش الثلاثة "إنها جريمة كراهية منذ البدء"، موضحاً أن يسر اشتكت من مضايقة القاتل لها، وأنه كان يكلمهم ومسدسه على خاصرته" .
وقال مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض إن "الناس قلقون جداً إزاء ما حصل ويعتقدون أنها جريمة كراهية مدبرة" .
وفي عدد من الدول الإسلامية، عبر مسؤولون أو قادة سياسيون عن استنكارهم الشديد وانتقدوا التغطية الإعلامية المحدودة مقارنة بما يحصل عادة في حالة جريمة يرتكبها مسلم . واعتبر إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية المصرية أن الجريمة "هجوم إرهابي"، مندداً ب"صمت الإعلام الأمريكي" .
ومن جهته , اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الطلاب المسلمين الثلاثة الذي قتلوا في الولايات المتحدة يمثلون "أفضل قيم المواطنة العالمية"، بينما دان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجريمة الوحشية.
وبعد 4 أيام على مقتل ضياء بركات (23 عاما) وزوجته يسر أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان في نورث كارولاينا، استمرت ردود الفعل المنددة بالجريمة التي اعتبر البعض أنها تحمل "دوافع كراهية دينية".
وفي أول تعليق على جريمة القتل التي لم تحسم دوافعها بعد، قال أوباما في بيان صادر عن للبيت الأبيض "لا أحد في الولايات المتحدة، يجب أن يكون هدفا لما يشكل في ذاته أو لمظهره أو لطريقة ممارسته إيمانه".
ولم تحدد الشرطة ما إذا كان طالب طب الأسنان في جامعة نورث كارولاينا وزوجته وأختها وهي طالبة جامعية، قتلوا بسبب ديانتهم أو لخلاف مع جارهم القاتل كريغ هيكس، الذي سلم نفسه للشرطة بعد إطلاق النار.
وأكد الرئيس الأميركي "نحن جميعنا نشكل عائلة أميركية واحدة كما شاهدنا من خلال مشاركة العديد من الأشخاص في جنازة هؤلاء الشبان الأميركيين"، في إشارة إلى التشييع الذي شارك فيه آلاف الأشخاص الخميس. بدوره، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة في بيان تلاه المتحدث باسمه، ستيفان دوغاريتش، بالضحايا، قائلا إنهم يمثلون أفضل قيم المواطنة العالمية وإنه تأثر بشدة بمشاهد آلاف من الناس شاركوا في تشييع جثامينهم.
وقال "في وقت سادت فيه التوترات المثيرة للقلق التي يذكيها من يحاولون لي عنق تعاليم الدين وبث الفرقة، كان هؤلاء الشبان الثلاثة مثالا لأفضل قيم المواطنة العالمية والتعاطف المجتمعي الفعال من أجل بناء عالم أفضل للجميع".
وكانت الشرطة قد وجهت لستيفن هيكس تهمة القتل، ويقول محققون إن النتائج الأولية للتحقيق تشير الى أن خلافا على صف السيارات هو الدافع إلى قتلهم، لكنها تجري تحريات لمعرفة هل كان السبب هو كراهيته للضحايا لأنهم مسلمون.
كما يجري مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف.بي.آي" تحقيقا موازيا لتحقيقات الشرطة، في وقت تخطط مجموعات مسلمة للضغط على السلطات، من أجل فتح تحقيق في الجريمة على أنها تتعلق بالكراهية بأداء صلاة الجمعة أمام البيت الأبيض.
ودعت وزارة الخارجية الأردنية جميع المواطنين الأردنيين في أمريكا إلى الحذر في ظل الظروف الحساسة والدقيقة . وجاء في بيان رسمي صادر عن الوزارة أن وفداً من السفارة الأردنية في واشنطن توجه إلى أسرة يسر ورزان محمد أبو صالحة اللتان تحملان الجنسية الأردنية فضلاً عن متابعة حيثيات التحقيق والوقوف على تفاصيل الجريمة البشعة بالتنسيق مع السلطات المعنية .
وتداعت قوى شعبية إلى وقفة احتجاجية في عمّان للتعبير عن الاستهجان الشديد حيال "جريمة العداء والكراهية" والتعبير عن التضامن مع أسر الضحايا .
وفي قطاع غزة، تظاهر عشرات الأشخاص احتجاجاً على التغطية الإعلامية للجريمة . كما خرجت تظاهرات مماثلة في باكستان وأفغانستان وماليزيا .
من جانبه، أعرب رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بن كيران عن استنكاره "للحملة الوحشية" التي يتعرض لها المسلمون في بلاد غربية، فيما ندد أيضاً بحادث تعنيف طفل مغربي من طرف الشرطة في السويد، وقتل مواطن مغربي طعناً بالسكين في فرنسا، ودعا ابن كيران "الذين يستنكرون أي عمل إرهابي إلى أن يقفوا أيضاً موقفاً واضحاً وحازماً إزاء مثل هذه الأعمال"