الحوار معه فيه الكثير من الصدق والحقيقة الواضحة التي تعكس بشكل واضح شخصيته التي تتّصف بالتعقّل والعاطفة الموزونة. يتقبّل الرأي والرأي الآخر بكل رحابة صدر. نشأ على الهدوء والنظام، فتجده دقيقاً في إبداء رأيه. لا يجامل على قناعاته. مرن عند اللزوم، لكن لا مجال للمساومة في كل ما يمسّ كرامته. في حديثه مع "سيدتي" تكلّم صابر بكل صراحة وشفافية وعن ذوقه ونظرته للحياة وأشياء خاصة
بعد مشاركتك في المواسم الثلاثة من برنامج «ذا فويس»، ما الذي تغيّر بصابر؟
أنا نفسي لم أتغيّر، هذه حقيقتي. بطبعي أحب المرح، لكن الذي تغيّر أن الجمهور تعرّف عليّ عن قرب لأنه اعتاد أن يراني من خلال الحفلات و«الفيديو كليب». في «ذا فويس» كنت أنا صابر أتصرّف بعفويتي، وهذا ما اعتبره الجمهور تغيّراً في صابر.
من من أعضاء اللجنة يعتبر «الدينامو» (المحرّك) في البرنامج وتحديداً في لجنة التحكيم؟
التلقائية التي تميّز تصرّف أعضاء اللجنة هي «الدينامو». وهذا الموسم كنا مرتاحين في تصرفاتنا أكثر من السنوات السابقة، وأحياناً كثيرة عندما كنا نشعر أن الحلقة هادئة كنا نعمل على إيجاد صيغة «مهضومة» تعطي جواً مرحاً. وأكيد عاصي هو البادئ في أي حركة فكاهية، وكان الاتكال عليه في خلق جو من المرح. فهو أكثر شخص بيننا يستفزّ الآخرين ولاسيما عندما يقول شعراً. ولولا تصرّفات عاصي وخفّة دمه في اللجنة، لكانت تصرفات أعضاء اللجنة هادئة وبطيئة.
عفوية الفنانة شيرين أوقعتها عدّة مرات في المحظور وانتقدتها الصحافة، هل حاولت أن ترشدها لتنتبه لتصرّفاتها العفوية؟
شيرين عفوية في طباعها وتصرّفاتها، ولا تستطيع أن تكون غير ذلك. وإذا حاولت أن تغيّر من طباعها ستبدو مصطنعة، وهذا لا يليق بها. البعض اعتبر تصرفاتها العفوية عادية والبعض الآخر فهم عفويتها في منحى آخر، لكن هذه هي شيرين عفوية وصادقة في أي تصرّف تقوم به دون سابق تخطيط. وهذا ما يميّزها ويجعلها قريبة من القلب.
كيف تصف الفنانين كاظم الساهر وعاصي الحلاني بعد تجربة طويلة معهما في لجنة تحكيم «ذا فويس»؟
الفنان كاظم الساهر يعيش في داخله طفل ولديه ذكاء قوي في التعامل مع النساء. بينما عاصي شقي «ما تعرفيش منين يطلع ليك»، ولديه سرعة بديهة.
أنت كصابر، ألست ذكياً في تعاملك مع النساء؟
لا للأسف، ليس لديّ هذا الذكاء في التعامل مع النساء لأنني واقعي ومشاعري يحكمها العقل.
مَن مِن نجوم الساحة الفنية تعتبره صديقاً لك وتعتبره قريباً منك؟
أكيد إلى جانب عاصي وكاظم وشيرين، هناك الفنانة نجوى كرم. وهناك تواصل دائم بيننا وأفرح كثيراً عندما ألتقيها.
من باب خبرتك الفنية، كيف تحكم على المرحلة الفنية الحالية للفنانة نجوى كرم؟
نجوى دخلت مرحلة الذكاء الفني، فهي تعمل حساباً لكل أغنية تطرحها. وهي لم تعد بحاجة لأكثر ممّا أخذته من الشهرة والنجومية ومحبّة الناس لها. مطلوب منها اليوم التركيز والحفاظ على المكانة التي وصلت إليها.
ما رأيك بكل من الفنانين؟
نوال الزغبي؟
متجدّدة دائماً.
الفنانة يارا؟
يارا الهدوء والرصانة، هي ليست فوضوية وخطواتها محسوبة وبطيئة.
هل يمرّ الفنان بحالة ملل من عمله المقتصر على الغناء والحفلات؟
بالضبط، كلامك صحيح. لقد مررت مؤخراً في حالة الروتين هذه. فالحفلات هي نفسها. لذلك أخوض تجربة عمل آخر بعيداً عن الفن، لكن خطوتي هذه أخطوها رويداً رويداً. أريد أن أهيّئ نفسي لهذا التحوّل والتغيّر لدخول عالم آخر بعيد عن الفن.
لهذا السبب أفكّر بالتمثيل
هل تفكّر بدخول عالم التمثيل؟
أفكر بهذا الأمر بشكل نسبي بهدف زيادة أرشيفي الفني، وليس هروباً من الغناء.
هل تابعت مسلسلات في شهر رمضان الفائت؟
لم أتابع بشكل يومي، لكن شاهدت بعض الحلقات من مسلسليّ «طريقي» و«ذهاب وعودة». لقد هنّأت شيرين التي فاجأتني بسلاسة أدائها.
ما الإصدار الغنائي الذي طرح مؤخراً ولفت انتباهك؟
أغنية «انتي باغية واحد» للفنان سعد المجرد، لقد أعجبني موضوعها وأسلوبها الغنائي، وأغنية «بشرة خير» جميلة جداً وتوقيتها مناسب. وهي أغنية «ستايل» جميلة جداً.
سأعتزل في هذه الحالة
لقد سبق وصرّحت أنك ستعتزل الغناء بتصريح جريء من فنان بقيمتك الفنية، لماذا هذا الشعور وما هو الدافع الذي قد يوصلك إلى مرحلة الاعتزال؟
لا يحمل تصريحي معنى الاعتزال الآني، لكن ما قلته إنه عندما سيحين الوقت وأشعر أن عطائي الغنائي قد خفّ عن السابق وخفّت قدرتي على تسجيل صوتي في الاستوديو أو لم أستطع تقديم حفل غنائي في المستوى الذي اعتدت على تقديمه، حينها سأعتزل حفاظاً على تاريخي وعلى جمال صوتي في أذهان الجمهور، فأنا مقتنع بأني لن آخذ وقتي ووقت غيري في الفن من الأجيال القادمة. لذلك، أفكّر في السنوات المقبلة بتأمين مصدر إنتاج آخر غير الفن، كي أحافظ على مستوى معيشتي ومعيشة عائلتي بكرامة دون حاجتي لأحد.
ما هي المشاريع التي تريد العمل فيها بعيداً عن الفن؟
بدأت العمل في مشاريع عقارية، لكن حالياً أفكّر في تأسيس شركة عقارية.
لا أخاف العمر
هل تخاف التقدّم في العمر؟
لا أبداً، لكن أخاف من الزمن بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية وأخاف على مستقبل أولادي.
هل خوفك على مستقبل أولادك من الأزمات السياسية والاقتصادية قد يحول دون إنجابك طفلاً ثانياً من زوجتك إخلاص؟
هذا تسهيل من رب العالمين، ومن حق ابني أن يصبح لديه أخ أو أخت لكن واجبي أن أوفّر لأولادي حياة كريمة كلّها راحة واطمئنان.
هل أبوّتك الثانية لابنك جود هادي أعادتك طفلاً مثله وهل تلاعبه؟
ألاعبه وألعب معه كما هو يريد وأدلّله، لكن لا أخفيك مشاغل الدنيا ومشاكل العالم العربي تجعلني في حالة توتر. ثم شدّد صابر على كلامه قائلاً I’m stressed متوتر، لم أعد أفكّر أو أخطّط للغد.
هل صابر رجل مرتّب ومنظّم في البيت؟
جداً، فأنا أكره الفوضى حتى ابني ورغم أنه صغير أعلّمه الترتيب، وأي ورقة قد يرميها على الأرض أعلّمه أن يلمّها ويرميها في سلة المهملات، حتى عندما يصبح شاباً يكون قد اعتاد على النظافة والترتيب.
من علّمك أصول الترتيب؟
والدتي الله يطوّل في عمرها علّمتني منذ كنت طفلاً أن أرتّب سريري قبل ذهابي إلى المدرسة.
هل زوجتك إخلاص لديها حب الترتيب مثلك؟
إخلاص مرتّبة أكثر مني.
هل أنت وإخلاص شخصيتان متناقضتان؟
قوة علاقتنا في تناقضنا. أنا صبور جداً وإخلاص «كن فتكون». هي عملية جداً وأنا متعقّل في عملي، أتمهّل في أخذ قراراتي في أي مشروع أتناقش فيه مع إخلاص لحين أن تتوضّح لي الصورة، علماً أني على علم مسبق أن نظرة إخلاص ورؤيتها إلى المشروع صحيحة. فهي من مواليد برج الميزان، شفّافة ومحبة ومنطقية.
عمليات التجميل
هل أجريت عمليات تجميل غير زراعة الشعر؟
ما قمت به فقط زراعة شعر، وقد ارتاحت نفسيتي بعد عملية زراعة الشعر والحمدلله نجحت. أما في ما يخصّ عمليات التجميل كشدّ الوجه أو البوتوكس، فأنا ضدها ولا أقبل أن أخضع لها. وإن قالوا صابر كبر في السن، فأمر عادي بالنسبة لي، ومن الطبيعي أن أتقدّم في السن، لكن أحافظ على بشرتي باستخدام كريم مغذٍ ومنشّط للبشرة وأمارس الرياضة يومياً.