قال المحلل العسكري الإسرائيلي "عاموس هرئيل"،في مقال له بصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية , إن "العداء المشترك بين مصر والأردن وإسرائيل، لكل من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وتنظيم الدولة، سيعزز التعاون بين هذه الدول الثلاث"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" ستجد صعوبة في إقناع مصر بمنح تسهيلات اقتصادية لحركة حماس، بما فيها بناء ميناء بحري.
واضاف هرئيل إن "جهاز الشاباك نشر تقريرا قبل أيام حول طبيعة العلاقات في المثلث بين إسرائيل ومصر والأردن"، مشيرا إلى أن العلاقة بين هذه الدول الثلاث "مختلفة تماما في الكواليس"، عما تبدو عليه في الإعلام من تراجع، خصوصا بعد المقاطعة التي فرضت على النائب المصري توفيق عكاشة بعد دعوة السفير الإسرائيلي لمنزله، وغضب الأردن من سلوك "إسرائيل" في المسجد الأقصى الخاضع لوصايتها.
وأوضح هرئيل أن إعلان الشاباك كان عن اعتقال الشاب محمود نزال قبل ثلاثة أشهر، مدعيا أن نزال "هو عضو في حزب صغير انشق عن الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وانتقل إلى السكن في القاهرة في 2007 من أجل الدراسة، وهناك انضم إلى قيادة "حماس" في قطاع غزة، وقام بتجنيد الطلاب الفلسطينيين الذين تعلموا في مصر وأرسلهم إلى غزة للتدريب العسكري ومن هناك عادوا إلى الضفة"، بهدف "إقامة بنية عسكرية في يهودا والسامرة"، بحسب هرئيل.
وأشار إلى أن الشاباك، كشف قبل عامين عن خلية كبيرة لحركة حماس في الضفة، وتم اعتقال نحو 100 شخص، قدمت "إسرائيل" معلومات عنهم للسلطة، ما دفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الخروج بشكل علني ضد "حماس"، في الوقت الذي كانت فيه طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقصف غزة أثناء حرب العصف المأكول، صيف 2014.
واستدرك المحلل الإسرائيلي أن نزال، اعتقل على جسر الملك حسين، أثناء عودته إلى الضفة من مصر عن طريق الأردن، ما يدل على أن مصر و"إسرائيل" والأردن والسلطة الفلسطينية، إلى حد ما، تربطهم مصلحة مشتركة، "ليس فقط ضد تنظيم الدولة، بل أيضا ضد حماس".
وأشار هرئيل إلى أن المصريين "أكثر تصلبا" من "إسرائيل" تجاه قيادة "حماس"، خصوصا بعد زعم المصريين أن "حماس دربت أعضاء الإخوان المسلمين الذين قتلوا المدعي العام المصري هشام بركات، في حزيران/ يونيو الماضي".
وتسبب تصاعد العداء المصري لحركة حماس في استمرار الحصار على غزة، وإغلاق معبر رفح معظم أيام السنة، كما أن "إسرائيل ستجد صعوبة في إقناع المصريين بمنح التسهيلات الاقتصادية الكبيرة، مثل إقامة ميناء في غزة، التي نوقشت مؤخرًا على المستوى السياسي والأمني في إسرائيل".
وخلص المحلل العسكري إلى أن الظروف الجديدة في الشرق الأوسط تتغير بسرعة وبشكل غير متوقع، منها أن السعودية أوقفت دعمها الاقتصادي للبنان، وأعلنت حزب الله منظمة ارهابية، في وقت "جاء متزامنا مع الإعلان الإسرائيلي الذي اعتبر حزب الله منظمة عسكرية"، بحسب هرئيل.
واختتم هرئيل مقاله بالقول إن "قصد الجيش الإسرائيلي كان تسليط الضوء على التحولات التي مر بها حزب الله"، مستدركا بأن هذا لا يعني أن "حزب الله سيتوقف عن توجيه نيرانه نحو السكان المدنيين في إسرائيل، إلا أن على إسرائيل أن تحدد بشكل أدق نظرتها أمام المجتمع الدولي للتمييز بين التعريف المهني وبين الموقف الأخلاقي"، بحسب قوله.