حالة من "الواقع والخيال" تسود تصريحات إسرائيل وحماس

واقع وخيال
حجم الخط

يعيش مواطنو الضفة الغربية حالة من التأهب للدفاع عن أنفسهم وأرضهم أمام غطرسة الاحتلال الإسرائيلي، الذي مازال مستمراً في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، كما يعيش أهالي قطاع غزة حالة تخوف من إخماد لهيب الانتفاضة بالضفة وتحويلها إلى القطاع، خاصة في ظل  تزايد التصريحات الإسرائيلية الهادفة إلى ضرب قطاع غزة ضربة موجعة.

وشهدت الساحة الاسرائيلية تصريحات مناقضة لسابقتها، مبرهنة بأن القوات لا ترغب بشن عدوان جديد على غزة، كما أنه ليس بمقدروها ذلك، ولم يقتصر الأمر على هذا المشهد، بل شوهد تضارباً في تصريحات حركة حماس، ما ينتج تساؤلاً حول تلك التصريحات بأنه "هل سيشهد قطاع غزة حربا في القريب العاجل؟!"

لا حرب قادمة

في سياق التصريحات المتناقضة حول حرب جديدة على قطاع غزة، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. رياض العيلة لوكالة "خبر"، أن التصريحات الإسرائيلية تشهد حالة من التناقض الصريح والغير صريح، مما خلق نوعا من الغموض في الموقف الإسرائيلي حول توجيه ضربة استباقية على القطاع، ردعاً للشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأضاف العيلة، "الاحتلال يرى أنه لم يحن الوقت لاندلاع حرباً على غزة، نظراً لعدم قدرة قواتها البالغ عددها (40) ألف جندي على ردع الهبة السلمية الفلسطينية في الضفة"، موضحاً أنه بالرغم من عدم وجود دلائل صريحة تؤكد على قرب حرب فعلية على القطاع، إلا أنه من الممكن أن يفاجئ الاحتلال قطاع غزة بضربة قوية دون إنذار مسبق.

واتفق المختص في الشؤون الإسرائيلية "ناجي البطة" مع" العيلة" على أن الاحتلال ليس لديه الرغبة بشن عدوان على قطاع غزة، ولكن احتمالية ذلك مرتبط بخطوة استباقية من قبل المقاومة الفلسطينية وتنفيذها ضربة ما صوب الاحتلال، ويأتي هذا بالتزامن مع قلق الاحتلال من استهداف المقاومة  للمدن و البلدات التي تعد الاكثر أماناً بإسرائيل "المناطق السياحية".

أحاديث حول تحول البوصلة من الضفة إلى غزة

 وعن محاولة اسرائيل الهروب من فشلها في مواجهة الانتفاضة بالضفة وتوجيه ضرباتها إلى قطاع غزة، إرضاءً للرأي العام الإسرائيلي، أكد العيلة على أنه في حال قام الاحتلال بتحويل البوصلة إلى قطاع غزة، فسوف نشهد ضربة قاسية لا تشبه سابقاتها.

واعتقد  البطة أن الطرفين لا يفكران بالمواجهة في المنطقة، مشيراً إلى أن حديث يعلون حول توجيه ضربة استباقية لغزة، يعطي مؤشراً واضحاً بأن إسرائيل ليس لديها القابلية بشن أي عدوان.

وفي إطار تزايد الحديث حول تحول الانتفاضة من شعبية إلى مسلحة،  شدد البطة على ضرورة إبقاء المقاومة خارج إطار هذه الانتفاضة، و تركها هبة شعبية ذاتية، معتقداً أنه إذا دخلت المقاومة في المواجهة خلال الهبة، فستتغير المعادلة ويخسر الجانب الفلسطيني ثمار الانتفاضة.

تصريحات حماس بين الواقع والمجهول

ووصف البطة تصريحات حركة حماس بالغموض وعدم التجانس، حيث أن بعض قيادة الحركة صرحوا بأنهم يمتلكون أنفاقاً تتجاوز خط التعايش، في حين نفى آخرون ذلك، موضحاً أن هذا التضارب خلق الشكوك، خاصة وأنه من المعتاد أن يمثل الحركة تصريحاً وموقفاً واحداً.

واعتبر البطة التضارب في تصريحات حماس، أنها مؤشرات واضحة على وجود صراع واختلال في القاعدة الأساسية لحركة حماس.

أما في الحديث عن تصريحات حماس في الوقت الحالي حول اندلاع حرب، قال العيلة إنها ل"ا تؤخذ على محمل الجد"، مضيفاً بأن الجميع يعلم أن القطاع الآن يأخذ شكل المدافع وليس المهاجم، لأن حماس غير قادرة على ذلك نهائياً، حيث إنها في ظل اتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي، تصنع المستحيل من أجل الالتزام به.

وأوضح العيلة أن ما يدفع حركة حماس الالتزام بهذه الهدنة، هو عدم رغبة الحركة بأن تخسر حلفائها القطريين والأتراك، كون الاتفاق بكفالة الطرفين، ولهذا ستمنع تدهور الأوضاع الأمنية في غزة حتى تتيح الفرصة من أجل تنفيذ رغباتها.