رشح الناشط الحقوقي الأرجنتيني (ادولفو بيريز اسكيفيل) والحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1980 الاسير النائب والقائد مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام وذلك خلال تسليمه كتاب الترشيح لسفير دولة فلسطين في الارجنتين حسني عبد الواحد، مع لوحتين فنيتين من انتاجه تجسدان نضال الشعب الفلسطيني من اجل الحرية والاستقلال.
هي مبادرة تربط بين انهاء معاناة الاسرى داخل سجون الاحتلال وبين السلام العادل والحقيقي، وهي رؤية تستند الى ان السلام لا يمكن ان يلتقي مع بقاء الاحتلال والسجون والمعسكرات.
أرشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، وذلك للانتصار للانسان المناضل وللحرية المذبوحة على ارض فلسطين، والانتصار لقيم وثقافة العدالة الانسانية وتمكين الشعب الفلسطيني من الحياة الحرة والكريمة على أرضه وحياته دون ملاحقة قتلا وإعداما واعتقالا.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، لأن الاسرى هم جنود السلام الذين قاتلوا وضحوا باعمارهم من اجل الحق والحرية والكرامة ، الرافضون للعبودية والاذلال، والمتمردون على الاضطهاد والقمع الاسرائيلي، والمدافعون عن الهوية الوطنية والانسانية لشعبهم.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، كي لا يبقى الاسرائيليون سجناء داخل عقليتهم الاحتلالية، لا يفكرون الا بالسيطرة على الآخرين وبالحروب المتتالية، حتى اصبح مفهوم السلام سجينا او مقتولا في الحياة الاسرائيلية ثقافيا وفكريا وتربويا.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، حتى ينتفض القيد في وجه دولة اسرائيل التي تسير نحو الانحدار الاخلاقي والفاشية والعنصرية، مما اصبح يشكل خطرا على الامن والسلم والحياة الانسانية في المنطقة برمتها، دولة تتضخم بجنونها وهوسها العسكري وتطرفها وباستهتارها بالقانون الدولي الانساني وبالحق بالحياة والكرامة.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، كي اقول لقادة اسرائيل الذين تمنوا له ان يكون مقتولا وليس اسيرا، والذين دفنوه خلف الف باب وزنزانة ، وفي خمسة مؤبدات قاسيات، ان الجدارة بالحياة والسلام اقوى من الموت والسجن، لنا ولكم، وللعالم الذي لا يرى اسرائيل إلا فوق دبابة.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام ، كي لا يبقى يحمل ذلك الرقم الحديدي على قميصه البني (7508043) في سجن هداريم، بعد ان عبر الف يوم في زنزانة العزل الانفرادي ومائة يوم في أقبية التحقيق، وظل وجهه متجها نحو القدس، يصلي في المسجد، ويقرع اجراس الكنيسة، يفتح ابوابها السبع على الفضاء.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، لكي اطلق صوته من جديد، عندما اعلن ان محاكم الاحتلال غير شرعية وباطلة، وان الاسرى الفلسطينيين هم اسرى حرية ناضلوا من اجل السلام وأن الاحتلال الى زوال.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، كي افتح النوافذ المغلقة على آلاف الاسرى المحشورين خلف القضبان، النساء والنواب والاطفال والمرضى والمعزولين ،والذين قطعوا المسافة الزمنية باعمارهم واجسادهم اكثر من 35 عاما وراء تلك الظلمات، وكي اقرأ على تلك الحيطان الرمادية اسماء مئات الشهداء والمعذبين، واحيي صرخاتهم المدفونة حتى لا ينتصر النسيان والسجان .
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، لأنه الذي قال بصوته العالي: اليوم الاول للسلام هو اليوم الاخير في عمر الاحتلال، وعاهد نيلسون مانديلا في زنزانته ان لا يخيب ظنه ، وان لا يجعل زنزانة الاحتلال قبرا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته ونيل الاستقلال.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام ، فهو الوحيد الذي حول محكمته الى محكمة للاحتلال، ظل رافعا يديه الى الاعلى، معتبرا ان محاكم الاحتلال هي محاكم سياسية غير شرعية، ليحول ساحة المحكمة الى كفاح سياسي ينبض بصوت الشعب الفلسطيني.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، لأن هذا السلام لا ينبثق الا من هناك، من إرادة الاسرى الاسطورية، ومن ارواح الشهداء الذين سقطوا واعدموا وصعدوا الى السماء، ولأن البرغوثي مدرسة وطنية ، حول باحات السجن الى جامعة، والقى بالاقفال في وجه الجلادين قائلا لهم: اذهبوا وتحرروا من قيودكم ومن لباسكم العسكري اولا حتى يكون بيننا حوار او سلام او مفاوضات.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، لأنه ينبغي ان يكون هناك معنى للالام والمعاناة، فالآلام والمعاناة جزء من الحياة ويتعذر الخلاص منها، كالقدر والموت، وبدون المعاناة وبدون الموت لا تكتمل حياة الانسان، وكما قال ( دستو يفسكي) ذات مرة( يوجد شيء واحد فقط يروعني وهو الا اكون جديرا بآلامي).
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، لأنه قدم دليلا كافيا على ان كل شيء يمكن ان يؤخذ من الانسان عدا شيئا واحدا : وهو ان يختار المرء تجاهه في ظروف معينة، ان يختار طريقه، وقد اختار مروان حريته الداخلية والروحية، وتحرر من قوانين السجن، وانطلق مغردا للسلام وللحب، سمعه الناس في رام الله وغزة والقدس والناصرة.
ارشح مروان البرغوثي لجائزة نوبل للسلام، لأنه لا زال يردد فينا ومعنا قول الراحل الشاعر محمود درويش:
وفي السجن متسع للجميع..
من الشيخ حتى الرضيع..
ونحن هنا ثابتون..
هنا فوق خمسة آلاف عام من المجد والحب..
مهما يمر الظلام..
وعاش السلام..