أحمد ابو الغيط الذي انتخب الخميس امينا عاما جديدا للجامعة العربية، كان اخر وزير خارجية مصري في عهد حسني مبارك ومنفذا امينا لسياساته طوال سبع سنوات اثناء توليه هذه الحقيبة.
عين ابو الغيط، الذي يبلغ الرابعة والسبعين من العمر في حزيران/يونيو المقبل، وزيرا لخارجية مصر في عام 2004 وبقي في موقعه حتى اذار/مارس 2011 اذ احتفظ بحقيبة الخارجية في حكومة تسيير الاعمال التي شكلت فور اسقاط مبارك في 11 شباط/فبراير العام نفسه.
وظل ابو الغيط على ولائه لمبارك حتى بعد اندلاع الثورة ونزول الملايين الى الشوارع للمطالبة برحيلة.
وقد ادلى بتصريح شهير أثار في ما بعد حملة سخرية على شبكات التواصل الاجتماعي اذ سئل قبل ايام من اندلاع ثورة 25 كانون الثاني/يناير اذا كانت عدوى الثورة في تونس يمكن ان تنتقل الى بلاده فرد بحسم "مصر ليست تونس" مضيفا "هذا كلام فارغ".
الا انه غير موقفه قبل ساعات من اعلان تنحي مبارك عن السلطة وتسليمها للجيش، اذ قال في مقابلة بثتها قناة "العربية" في العاشر من شباط/فبراير 2011 ان بلاده تعيش حالة "احتقان" لعدة اسباب بينها "تقدم الرئيس في السن وعدم معرفة خليفته والحديث عن توريث" الحكم لابنه جمال مبارك.
كما انتقده في مذكراته التي نشرها عام 2013 تحت عنوان "شهادتي .. السياسة الخارجية المصرية 2004-2011" اذ كتب انه "تفاجأ في بداية عمله معه" بأنه "شخص متقدم في السن اخذ حزمه وتركيزه يتناقصان مع مرور الاعوام التالية"، مضيفا ان "الهاجس الامني والملل الرئاسي كانت اقوى من اي محاولات لاعادة الرئيس الى قلب الاحداث".
طويل القامة ونحيفها، يتميز ابو الغيط بهدوء الدبلوماسي المحنك فيتحدث دائما بصوت منخفض، لا يخرج عن النص ولا يميل الى التصريحات الحادة او المثيرة للجدل وان كان خرج عن هذه القاعدة في احيان قليلة خصوصا عندما هاجم حماس عام 2008 محملا اياها مسؤولية الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزه انذاك.
تدرج ابو الغيط في وزارة الخارجية التي التحق بها في العام 1965 بعد عام واحد من تخرجه من كلية التجارة بجامعة عين شمس.
وشارك عندما كان لايزال دبلوماسيا شابا في الفريق الذي اجرى مفاوضات كامب ديفيد مع اسرائيل في العام 1978.
وتنقل خلال مسيرته المهنية في عواصم عدة بينها روما وواشنطن وموسكو حتى اصبح مندوبا لمصر في الامم المتحدة في العام 1999 قبل ان يتم استدعاؤه ليصبح وزيرا للخارجية في تموز/يوليو 2004 ثم تقاعد بعد تركه منصبه الوزاري.
لم يحظ ابو الغيط بحضور كبير كوزير للخارجية والتزم تماما بتنفيذ السياسة الخارجية لمبارك.
وفي مذكراته، دافع ابو الغيط عن هذا الالتزام مؤكدا انه منذ اسقاط الملكية في مصر عام 1952، فان دور وزير الخارجية اقتصر على تنفيذ السياسة التي يضعها رئيس الدولة.
وكتب "كنت ارفض، ومازلت، ادعاء بعض وزراء الخارجية المصريين ان سياستهم الخارجية كانت لا تستهدف هذا الامر او ذاك، او ان هذه السياسة الخارجية التي وضعوها حققت كذا او كذا فهي مقولات اراها خاطئة تماما وتشوه حقيقة الامور فجميع وزراء الخارجية قاموا بتنفيذ وادارة السياسة الخارجية مثلما وجه بها الرؤساء".
وابو الغيط متزوج وله ابنان.