المجدلاوي يدعو لعدم المبالغة في التعويل على الخطاب الأمريكي

المجدلاوي
حجم الخط

قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جميل المجدلاوي، مساء الثلاثاء إن "الحديث عن تغيرات في الموقف الامريكي اتجاه إسرائيل يأتي في سياق العلاقات العامة"، داعياً الى عدم المبالغة في التعويل على الخطاب الأمريكي الجديد والمعلن.

وذكر المجدلاوي وهو قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن"التجربة تؤكد على أنه في كل مرة كان يحدث فيها تباين بالموقفين (الأمريكي والإسرائيلي) اتجاه الصراع مع الإسرائيليين وأزمة الشرق الأوسط بشكل عام، كانت الأمور تحسم لصالح إسرائيل في النهاية." وأضاف :" الأمريكان إن اختلفوا مع الإسرائيليين يبقى ذلك في سياق رؤيتهم".

وكان كبير مساعدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما دينيس مكدوناف دعا، يوم الإثنين، إلى ضرورة انتهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وأن تكون الحدود بين إسرائيل و"فلسطين المستقلة" على أساس خطوط العام 1967.

وقال مكدوناف وهو رئيس موظفي البيت الأبيض، خلال كلمة بمؤتمر "وجي ستريت" وهي جماعة ضغط (لوبي) ليبرالية لليهود الأمريكيين إن "الولايات المتحدة تتوقع أن تنهي الحكومة الإسرائيلية المقبلة قرابة 50 عاما من الاحتلال وأن تفسح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية".

ووسط هتافات من اعضاء جماعة "وجي ستريت" التي تسعى لتعزيز دور القيادة الأمريكية لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والعرب من جهة والاسرائيليين من جهة أخرى تعهد مكدوناف بحماية إسرائيل فيما انتقد تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية اثناء حملته الانتخابية هذا الشهر.

ويعمل نتنياهو على تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل في إسرائيل بعدما فاز حزبه "ليكود" في انتخابات الكنيست التي جرت يوم 17 آذار الجاري.

وحول امكانية استفادة الفلسطينيين من التغير بالموقف الأمريكي قال المجدلاوي: إن "مبدأ الاستفادة من التناقضات في معسكر الأعداء والخصوم صحيحاً، ولكنني أعتقد أن الوضع الفلسطيني المنقسم يحد كثيراً من الاستفادة من تلك التناقضات إضافة إلى أن ضعف الموقف العربي بشكل عام  لا يمكن من البناء على تلك التناقضات".

وأوضح أن العودة إلى ذاتيتنا كفلسطينيين أمراً غاية في الأهمية في الوقت الحالي، مبيناً أن الترابط الفلسطيني مع البعد القومي والنجاح في تعزيزه يمكن أن يساهم في الاستفادة من تلك التناقضات.

وحول اعتماد قيادة السلطة الفلسطينية على الخطاب الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، أشار المجدلاوي إلى أن تلك القيادة ستراهن على ذلك الموقف بناء على الخط السياسي الذي رسمته منذ البداية. وقال :" من الطبيعي أن يعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن المواقف الأمريكية المعلنة تنسجم مع رهانه السياسي."

وذكر في ختام حديثه أنه من غير المجدي أن يكون تغير الخطاب الأمريكي له نتائج ملموسة على الواقع الفلسطيني، قائلاً بإشارة الدعوة " هناك ضرورة لاخضاع تلك المواقف إلى  الحوار واختبارات الحياة بما يبقي أبواب الوحدة وإنهاء الانقسام مشرعة أمامنا".

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قدر رحبت بدعوة كبير موظفي البيت الأبيض إلى ضرورة انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وأن تكون الحدود بين إسرائيل وفلسطين على أساس خطوط عام 1967.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير تيسير خالد ، "نرحب بأي تطور بالموقف الأمريكي، الذي طالما بقي متطابقا وداعما لإسرائيل"، مضيفاً أن تطابق الموقف الأمريكي مع إسرائيل أدى إلى تعقيد المشهد السياسي وتعطيل العملية السياسية."

وأضاف خالد أنه" إذا كانت الإدارة الأمريكية جادة في توجهاتها فعليها التوقف عن توفير الحماية السياسية والديبلوماسية لدولة اسرائيل في الامم المتحدة والمحافل الدولية وعن استخدام الفيتو في مجلس الامن الدولي لصالح اسرائيل وسياستها العدوانية التوسعية والاعتراف بدولة فلسطين على الحدود المحتلة عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها وفقا للقرار الذي صدر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي ، واحترام قرارات الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية.

وعبر عن أمله أن يكون الموقف الأمريكي جاداً، "رغم أنني لست متفائلاً بتغيير جوهري في العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ".

وفي تطور لاحق لموقف البيت الأبيض قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الثلاثاء، إن "خلافه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عملية السلام في الشرق الأوسط هو خلاف حول مسائل أساسية وليس خلافا شخصيا."

وصرح أوباما للصحفيين "هذه مسألة تتعلق بكيفية حل خلاف سياسي معقد له تبعات كبيرة على البلدين والمنطقة"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال الرئيس الأمريكي إنه "من الصعب تصور كيف يمكن اقامة دولة فلسطينية بعد التصريحات السلبية لنتنياهو اثناء حملته في الانتخابات الاسرائيلية الاسبوع الماضي."

وسعى نتنياهو للتراجع عن التصريحات التي ادلى بها عشية انتخابات 17  آذار عن انه لن تقام دولة فلسطينية طالما بقي رئيسا للحكومة، غير ان أوباما قال انه حتى بعد ذلك "التصحيح" تبدو الفرص ضئيلة للتوصل لاتفاق لقيام دولتين كحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني."