بدأ المبعوث الفرنسي الخاص لشؤون المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط "بيير فيمون" اجتماعاته أمس، مع كبار المسئولين الإسرائيليين وآخرين من السلطة الفلسطينية، بهدف بلورة ظروف متفق عليها لعقد المؤتمر الذي دعت إليه باريس لتحريك المفاوضات العالقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
شكك المحلل السياسي طلال عوكل، في نجاح عقد المؤتمر الدولي التي دعت إليه فرنسا، مضيفاً بأن المبادرة الفرنسية لاقت ترحيباً من الجانب الفلسطيني والعربي والإسلامي، في حين إسرائيل لم ترحب بها وتعاملت معها بطريقة استفزازية، كما أن موقف الإدارة الأمريكية أقرب إلى الموقف الإسرائيلي.
وأشار عوكل، إلى صعوبة عقد مفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، نظراً لأن إسرائيل لن تستجيب إلى الحد الأدنى من الشروط الفلسطينية.
وأيده المحلل السياسي جهاد حرب بقوله، إن إمكانية نجاح عقد المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا ضئيل، بسبب رفض إسرائيل دمج المجتمع الدولي في عملية إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر رياض العيلة لوكالة "خبر"، إن نجاح المبادرة الفرنسية يرتكز على موافقة الإدارة الأمريكية، نظراً لأن الإدارة الأمريكية تتبنى الموقف الإسرائيلي الذي رفض هذه المبادرة.
وأوضح عوكل أن الجانب الإسرائيلي يرفض أي تدخل دولي، لاعتباره بأن الحل يكمن في المطالبات الثنائية بينه وبين الفلسطينيين، مضيفاً أن انعقاد أي مؤتمر دولي يشكل فضيحة لإسرائيل، لأن المجتمع الدولي بات على قناعة بأنها المسؤولة عن تعطيل الحل السياسي على أساس رؤية الدولتين.
وأشار العيلة إلى أن رفض الجانب الإسرائيلي للمبادرة، يأتي من منطلق عدم رغبة إسرائيل بخروج الحل من سيطرة الإدارة الأمريكية.
وقال حرب إن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب بإشراف المجتمع الدولي على عملية إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، نظراً لانحياز المجتمع الدولي إلى القانون الدولي التي تخرقه، موضحاً بأن إسرائيل تفضل الإبقاء على الرعاية الأمريكية لأي مفاوضات بين الجانبين، وتجنب اتخاذ قرارات من شأنها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وحول استجابة فرنسا لطلب نتنياهو بوقف بث قناة الأقصى من خلال شركة القمر الاصطناعي الفرنسي، قال حرب، "إن كانت الحكومة الفرنسية تعتقد بأن ذلك سيساهم في تسهيل انعقاد المؤتمر تكون خاطئة، لأنهم لن يأخذوا من الإسرائيليين شيئاً"، موضحاً بأن هذا الأمر جاء لتجنب فرنسا الإحراج في سياق مكافحة الإرهاب، وفقاً للرؤية الإسرائيلية والأمريكية.
وأشار العيلة إلى أن إسرائيل دائما تبتز الدول التي تطرح مشاريعها حول عملية إحياء المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، حيث إن عملية الابتزاز التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية تأتي من أجل الضغط على هذه الدول للاستجابة الفورية.
وأوضح عوكل أن التحفظ الأمريكي على المبادرة الفرنسية هو محاولة أمريكية للتخفيف من شروط المبادرة الفرنسية لصالح إسرائيل، مشيراً إلى أن فشل المبادرة يعطي الفلسطينيين فرصة للتحرك على المستوى الدولي بشكل أقوى، وحثهم على تقديم مشاريع للأمم المتحدة كانوا قد ترددوا في تقديمها في السابق.
ولفت حرب إلى أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي، تأتي لإجهاض المبادرة الفرنسية، وتشير إلى عدم رغبته في التخلي عن رعاية عميلة السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
واعتبر العيلة أن الإدارة الأمريكية تنتظر موافقة الحكومة الإسرائيلية على المبادرة الفرنسية.
وأكد حرب على أن فشل المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي، سينتج عنه تحرك أوروبي فرنسي يسهل إمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيراً إلى إمكانية وجود تحول جديد في الاتحاد الأوروبي.