حصلت دولة فلسطين على العضوية الكاملة في محكمة التحكيم الدائمة، بعد حسم التصويت من خلال 57 صوت مع وامتناع 24 صوت وبدون أي معارضة.
وتقدمت دولة فلسطين لهولندا كدولة وديعة بطلب العضوية لتلك المحكمة، ودخلت عضوية فلسطين حيز التنفيذ العملي بعد مرور شهر على ذلك التقديم وتحديداً في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول الماضي، إلا أن الولايات المتحدة تقدمت باحتجاج كبير ضد تلك العضوية بعد انتهاء فترة تقديم الاعتراضات، واستطاعت بطرقها الملتوية الحصل على قرار من رئاسة المحكمة بتعليق عضوية فلسطين لحين مراجعة تلك العضوية من قبل لجنة مختصة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها، إن وزير الخارجية بعث رسالة احتجاج شديدة لنظيره الهولندي مطالبا إياه بالتراجع عن خطوة تعليق العضوية والتهديد بأخذ الموضوع للمحاكم المختصة، والتقى المالكي مع نظيره الهولندي على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف لإيجاد حل لهذه العضوية، حيث التزم الوزير الهولندي بالمساعدة في حل موضوع العضوية.
من جهتها، قامت بعثة فلسطين الدبلوماسية في هولندا بتحريك هذا الملف مع العديد من الدول الصديقة في المحكمة التي نسقت مواقفها، وطالبت بعقد اجتماعا خاصا لمناقشة عضوية دولة فلسطين، وعبرت غالبية الدول عن دعمها لتلك العضوية، بينما انبرت الولايات المتحدة الأميركية ومعها كندا وإسرائيل في تفنيدهم لرفض العضوية، وتقدمت تلك الدول بمقترحات كان هدفها تعطيل عضوية دولة فلسطين ومنعها من الانضمام للمحكمة تحت مبررات مختلفة بما فيها أن العضوية فقط للدول صاحبة العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، إلا أن غالبية الدول الأعضاء رفضت تلك المبررات وأصرت على أحقية فلسطين في عضوية المحكمة.
وأضاف البيان أن غالبية الدول جاءت بموقف قوي يدعو للتصويت على العضوية، رغم أنها المرة الأولى في تاريخ نشأة المحكمة أن يتم اعتماد عضوية دولة عبر إجراء التصويت، إلا أن غالبية الدول لجأت إلى هذا الإجراء لحسم موضوع العضوية وإخراجه من التسويف الأميركي.
وأوضح أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة كانت ضد التصويت لأنها كانت تعي أنها ستكون ضمن الأقلية القليلة التي تقف ضد عضوية دولة فلسطين، إلا أنها تأكدت أن عملية التصويت ليست في صالحها وكذلك نتائج التصويت، وعندما فشلت في منع التصويت اضطرت الانسحاب كليا من قاعة الاجتماعات احتجاجا، بينما امتنعت بعض الدول عن التصويت تحت مبررات إجرائية رغم تأكيد تلك الدول على دعمها لعضوية فلسطين.
ولفت البيان إلى أن إسرائيل وكندا امتنعتا عن التصويت تحت المبرر الإجرائي ولم يقمن بالانسحاب أسوة بالموقف الأميركي الوحيد أمام اندهاش بقية الدول، وهكذا نجحت فلسطين في استرداد عضويتها في محكمة التحكيم الدائمة.
وأمام تصفيق الدول الأعضاء، تم دعوة سفير دولة فلسطين لدى هولندا نبيل أبو زنيد لأخذ مكانه ممثلا لدولة فلسطين كعضو مثبت في محكمة التحكيم الدائمة، معبرا عن شكره لكافة الدول التي وقفت مع دولة فلسطين وحقها في العضوية، واستعداد دولة فلسطين للتعاون مع المحكمة وفي الالتزام الكامل بقوانينها والعمل على رفعة شأنها.