النواب العرب في الكنيست يفتحون النار : ابو مازن يعتقد انه اذا كان هادئاً فهذا سوف يهدئ الإسرائيليين

20151221184239
حجم الخط

ردّ أعضاء الكنيست عن التجمع في القائمة المشتركة حول توجه النائب أيمن عودة رئيس القائمة للصوت المعتدل، محاولاً تقليل حدة التوتر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويسعى لفتح قنوات حوار بين الأطراف، بأنه ليس القائد انما رئيس القائمة فقط، وأن هناك اختلافات عميقة بالرأي فيما بينهم، خلال مقابلة ثلاثية أجرتها صحيفة هآرتس مع النواب د. جمال زحالقة ود. غطّاس وحنين زعبي، في اعقاب قرار إبعادهم عن الكنيست بعد زيارتهم لعوائل منفذي العمليات ضد اسرائيليين في القدس.

في هذا السياق، قال د. غطّاس: "سيأخذ ذلك بعض الوقت، لحين يعلم أيمن عودة ايضًا ان محاولاته لأن يكون لطيفًا وجيدًا ويكسب الود لن تجدي نفعًا في ظل الواقع الحالي الذي نعيشه، عندها سوف يستيقظ".
فيما أضاف د. زحالقة :"طريقته التي اظهرت العرب وكأنهم واحدة من بين المجموعات المضطهدة في البلاد خاطئة، ولم تعجبني، مشكلتنا ليست كمشكلة اليهود الأثيوبيين، الشرقيين والروس، ومن غير المعقول ان يلوّح دائمًا بالتعايش المشترك فمن أجل التعايش يجب ان يكون هنالك وجودين، وجودًا لي ووجودًا لك، واذا كان لي نصف وجود فلن يكون هنالك تعايش!... بل كذب".


موضحاً أنه أراد أن يكون "عودة" قاطعاً في تصريحاته السياسية، فخلال المقابلات معه لم يقل حرفًا حول الاحتلال!، وهذا ليس جيدًا، مضيفاً ، عودة يعتقد أننا إذا غيرنا طريقة تصرفنا فإنهم سيتقبلوننا وهذه التصورات هي ساذجة و نحن لا نريد ان نقمع هذه الأصوات الشابة الجديدة، وقد أكون مخطئًا ولكن أبو مازن أحب كثيرًا طريقة أيمن عودة!".

وفي ردها على سؤال اذا ما كان ايمن عودة يقع في خانة "العربي الجيد" من وجهة النظر الإسرائيلية حسب تعريف سابق لحنين زعبي قالت: "انا لا اريد حوارًا يتركنا في نفس النقطة، وهكذا يفعل ايمن عودة، و اعتقد ان تصرفاته هذه هي استراتيجية معينة، ولكن معتقداته تتشابه بنسبة 95% معي، بما في ذلك تطلعاتنا لدولة جميع مواطنيها، قد يتهرب ايمن عودة من الإجابة عندما يسأل عمّا اذا كان يعترف بدولة يهودية، لأنه في الحقيقة يعارضها بشدة!".

وفي ردٍ على تساؤلات اخرى لصحيفة بالسبب المباشر للأوضاع الأمنية المتدهورة، فيما اتهموا السلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن بعدم التوصل الى اقامة الدولة الفلسطينية حتى يومنا، قال " زحالقة ":" ان استراتيجية ابو مازن فشلت، كان عليه ان يتوجه للأمم المتحدة ويطلب حلًا ملزمًا يفرض على اسرائيل انهاء الصراع، وان يطلب من الامم المتحدة ان تنفذ جميع قراراتها بما في ذلك عودة اللاجئين، ولكن ابو مازن يعتقد انه اذا كان هادئاً فهذا سوف يهدئ الإسرائيليين والأمريكيين، ولكن على ارض الواقع هو لم يحقق اي انجاز، بل يتحدث وكانه رئيس لبلدية، نريد للمواطنين ان يعيشوا بطريقة طبيعية،  ولكن المفارقة تكمن في ان كلما كانت السلطة الفلسطينية ناجحة، كلما تبتعد امكانية اقامة الدولة، السلطة تظهر استقرارًا وهميًا، ومن المفترض على ابو مازن اليوم ان يضع حدًا زمانيًا وان يقول اذا لم يتغير الوضع الراهن، فسأذهب الى البيت واسلم مفاتيح السلطة لإسرائيل، فلتفعل حكومتها ما تريد، وحينها ستحدث الفوضى".

وقال نواب التجمع ان التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية مع الشاباك والجيش الاسرائيلي خاطئ، وان على اسرائيل ان تهتم بوقف العمليات ضدها، وذكر زحالقة:"كل من يقتل خلال الصراع، ان كان فلسطينيًا او مجندًا اسرائيليًا ام شرطيًا او اذا كان مستوطنًا جميعهم ضحايا الاحتلال، ويجب ان نصل الى وضع لا يقتل فيه احد، لأن حياة كل انسان ثمينة لي، ولا اريد ان اتحدث عن الموت بل عن الحياة".

فيما دافع نواب التجمع ايضًا عن زعيم الحزب الروحي ومؤسسه د. عزمي بشارة، بحيث قال النائب باسل غطّاس :"عزمي بشارة لم يهرب بل نُفي"، وتساءل غطاس :"اذا كان يعلم نيلسون منديلا قبل شهر واحد من سجنه انه سوف يسجن لهرب ايضًا، من يريد السجن؟! فجميع من استشرناهم من كبار المحاميين الجنائيين العرب واثنين يهود على الأقل قالوا انه قد يسجن لثلاثين عامًا على الأقل".
وقال زحالقة :"اجتمعنا مع عزمي بشارة في عمّان، مع عدد من المحامين من اجل تقييم الوضع، حينها قال :" اذا كان هنالك احتمال ان اسجن لأقل من خمس سنوات فسأعود الى البلاد".

وكانت النائبة حنين زعبي قد تركت اللقاء الثلاثي مع مراسلّي صحيفة هآرتس بعد ان استشاطت غضبًا لكثرة الأسئلة والتساؤلات حول عزمي بشارة، بحيث اضطر الصحفيان لأن يكملا مقابلاتهما بشكل منفصل مع الثلاثة على حدا، بعضها هاتفيًا، الأمر الذي اضفى على السطح وجود ما اسمته الصحيفة "اختلافات اسلوبية في وجهات النظر عديدة، التي لا يعرفها الجمهور، فمن جهة هنالك توترات شخصية بين زحالقة وغطّاس، وزعبي وزحالقة اقرب الى بعضهما".

كما اشارت الصحيفة الى ان "زحالقة هو الأقل تواصلًا مع عزمي بشارة من بينهم".

وأكد النواب التجمعيين خلال اللقاء انهم ليسوا نادمين على لقائهم مع العائلات المقدسية الذين نفذ ابناؤهم عمليات ضد اسرائيليين" وقال زحالق ة:"اذا كان لقاءنا معهم سيعيد جثث ابنائهم اليهم فسألتقيهم مرارًا وتكرارًا".

وعن استنكارهم لقرار دول الخليج اعتبار حزب الله تنظيمًا ارهابيًا قال غطّاس :"بنظرنا، حزب الله هو ليس تنظيمًا ارهابيًا، انما تنظيم عادي، له تمثيل برلماني في دعم شعبي، ومجرد انه تنظيم مسلح لا يجعله ارهابيًا، كما ان اعتباره كذلك من قبل السعودية فهذا جزء من الصراع بإيران ومن شانه ان يزيد من حدة الصراع السني الشيعي في المنطقة".