حماس تتبرأ من تصريحات “أحمد يوسف” بعد كشفه تفاصيل زيارة القاهرة والأخير يرد

c6e4cd1670ef8ac3c9bab84403e6e151
حجم الخط

 

في خطوة نادرة ما تحصل في أروقة حركة حماس التي تنتهج السرية في الخلافات الداخلية، تبرأت الحركة، وفي تصريح صحفي رسمي وزعته على وسائل الإعلام، من تصريحات للسياسي أحمد يوسف، الذي كان شغل في أحد الفترات مسؤول العلاقات الخارجية لحكومة الحركة في غزة، إضافة لعمله مستشارا سياسيا لرئيس الحركة في غزة إسماعيل هنية.

حركة حماس في بيانها الرسمي تبرأت من تصريحات يوسف حول زيارة وفدها القيادي الرفيع الذي يزور القاهرة.

والدكتور أحمد يوسف لم يلتزم على الأرجح بالسرية التي تفرضها حركة حماس على زيارة الوفد، وأدلى بتصريحات حول الزيارة وهدفها والملفات التي تناقش مع القاهرة، وكشف عن الوسطاء الذين تدخلوا لإقناع مصر باستقبال الوفد، بعد أن كادت أن تلغى هذه الزيارة، في أعقاب ما وجه للحركة من اتهامات من الداخلية المصرية بالاشتراك في اغتيال النائب العام.

وقالت حماس في بيان لها إن ما صدر عن د. أحمد يوسف في تصريحه للصحافيين حول زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة “يفتقد إلى الصحة، ولا يمثل حقيقة تحركات الوفد”.

وفي لغة ودودة للحفاظ على المشاعر والجو العام، وصف التصريح أحمد يوسف بـ “الأخ”، لكنه الوصف تلي باعلان حماس انه لا يمثل موقف الحركة الرسمي، وأن هذا الموقف يأتي من خلال بياناتها وتصريحاتها الرسمية وقيادتها السياسية، وبذلك تكون حماس قد رفعت عنه صفه القيادي السياسي في الحركة كما توصفه وسائل الإعلام.

يذكر بأن تصريحات يوسف التي أثارت هذه الخلافات داخل حركة حماس، كشف من خلالها بأن الزيارة كانت مقررة منذ أكثر من أسبوع، إلا أن الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية المصري اللواء ماجد عبد الغفار لحركة حماس أجلت الزيارة إلى حين تهدئة الأوضاع مجدداً.

وبين أن هذه الاتهامات كادت أن تقضى على كل الترتيبات والتفاهمات التي تم الاتفاق حولها لزيارة الوفد الذي يمثل قيادات حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج.

وقد رد د. أحمد يوسف عبر تدوينة له على الفيسبوك مطالباً وسائل الإعلام الفلسطينية بتحري الدقة في نشرها للتصريحات الصادرة، دون المبالغة والإثارة، وكانت تدوينته حرفياً: 

" عندما تغيب المصداقية الإعلامية ويتعمد البعض أسلوب التهويل...

في الكثير من وسائل الإعلام العربية يلجأ المراسلون إلى اعتماد أسلوب المبالغة والإثارة ووضع عناوين للمقابلات قد تجافي الحقيقة ومجريات الحوار، بهدف لفت الأنظار وتسجيل موقف يلقى الاستحسان لدى الجهة التي يعمل معها.

الأسبوع الماضي وعلى إثر مغادرة وفد حماس للقاهرة كثرت الاتصالات من جهات إعلامية مختلفة داخل الوطن وخارجه، للاستفسار عن الزيارة من حيث أهدافها والشخصيات المشاركة فيها، والموضوعات التي سيثار حولها النقاش، وهل موضوع كذا أو كذا ضمن الأجندة، وكيف تمَّ الترتيب للزيارة ومن هي الجهة المبادرة بالاتصال ...الخ

ونظراً لأهمية الزيارة وحساسيتها وتوقيتها فقد انشغل الجميع من مفكرين ومحللين سياسيين في تقديم إجابات أو إيضاحات تعين على إشفاء غليل الشارع المتشوق لسماع أخبار تنهي معاناته وتفك قيد تحركاته المشلوشة بسبب إغلاق معبر رفح.

أجزم أن كل الذين تحدثوا لا يملكون إجابات حقيقية لتلك الأسئلة ولكن هناك من بين هؤلاء من لديه بعض المعلومات وعنده تقديرات موقف وقدرة لطرح ما يعتبر توقعات.. وهؤلاء يتفاوتون في الذكاء، وحتى في تحليل المعلومة والبناء عليها.

على المستوى الشخصي تلقيت العشرات من الاتصالات من إعلاميين من داخل الوطن وخارجه وحاولت بجهد الاستطاعة سد بعض الثغرات وتقديم إجابات لعدد من تلك الأسئلة، حيث إن فرص التهرب من المسئولية لا تليق بشخصٍ مثلي.. حاولنا بما لدينا من معلومات محدودة ورؤية استشرافية التجاوب مع البعض والإعتذار لآخرين. ولكن للأسف هناك من يفتقد إلى المهنية ويتعمد المبالغة والتهويل وحتى الافتراء ومجافات الحقيقة، ربما لإرضاء الجهات التي يعمل لها. ولقد أصابنني جراء غياب المصداقية عند البعض شيء من اللغط ما اقتضى التوضيح من المكتب الإعلامي للحركة.

وكان أحد هؤلاء مراسل أحد المواقع الخليجية، حيث ذكر في العنوان أو المانشيت العريض أن اللقاء في القاهرة تم بمبادرة سعودية، وهذا في الواقع هو تجني على الحقيقة ويفتقد للمصداقية؛لأن المبادرة تمت خلال اتصالات جرت بين حركة حماس والإخوة في المخابرات العامة... هذه هي الحقيقة، ولكن جاءت اتهامات أمن الدولة لحركة حماس فيما يخص عملية اغتيال النائب العام هشام بركات لتجميد اللقاء. ومع لقاء الرئيس السيسي مع الملك سلمان وبعض الزعماء العرب قلنا: ربما كان هذا اللقاء هو من عجَّل بعودة التواصل مع الحركة.. للأسف اجتهد المراسل عن قصد أو بغرض تسجيل إشادة للدولة التي يعمل لحسابها أن يبالغ في القول وليِّ عنق الحقيقة.

أكرر قولي ونصيحتي لإخواننا من الصحفيين العاملين في قطاع غزة ضرورة تحري الدقة فالعمل الإعلامي هو أمانة ومسئولية تتطلب المصداقية والابتعاد عن الكذب والتهويل؛ فالمبالغات حبلها قصير وتطيح بصاحبها ولو بعد حين، وتفرض علينا أن نضع البعض تحت طائلة المسائلة وحرج السؤال: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟).

ومن باب النصيحة أيضاً أقول للجميع تحروا الدقة وانشدوا الحقيقة من مصادرها بتجرد، وفي سياق التغطية الحقيقية للزيارة يجب أن تأتي المعلومات التي تمثل القول الفصل من الناطقين الرسميين للحركة ثم بعد ذلك من المحللين والكتَّاب وأصحاب الرأي.. ونحن في قيادة الفصائل الوطنية والإسلامية لنا دور في الإسهام بتنوير الرأي العام، ولكن ليس كل ما نقول هو حقائق وتأكيدات قطعية الدلالة . نحن نجتهد في أقوالنا وتقديراتنا للأمور، ولكن عليكم دائما اعتماد ما يصدر من تصريحات من الناطقين أو البيانات التي يتم اصدارها عن الحركة.

من هنا اقتضى التوضيح والبيان، دمتم".