أمّي .. ويكفيني شرفا أنك أمّي

30196_1_1434792579
حجم الخط

الكاتب: صادق الخضور

يا وادعة، يا حانية، يا حالمة، يا معطاءة......أي وصف بك يليق؟ أنت كل هذا وذاك، وأنت التي رسمتِ ملامح الكبرياء بخيوط حنانك، وجعلت من وجدانك عالما يتسع لكل الأماني، فلك خالص الحب والعرفان.

حمالك الله وأطال في عمرك، وحفظك لنا درّة مازها التاجر من بين الدرر، فقد وهب الله كلّ واحد منّا أمّا لطالما عالجت أملا، فكانت بلسما وشهدا في آن واحد.

أمّي ويكفيني شرفا أنك أمّي، فقد كنت الشاهد على بدايات تكويني، رعاية بدأت مذ كان الواحد فينا جنينا، ثم سرعان ما غدت العلاقة وغدوت معها حاضرة على كل جبين، فدمت بخير، وحماك الله ورعاك.

أمّي ويكفيني شرفا أنك أمّي، وكل أمّ بأمّة، وكل أمّة تكتسب معناها من عطاء الأمهات الباقيات على العهد، المواصلات دورهن، الحافظات عهدهنّ، الباعثات وهجهنّ، المرسلات عبقهنّ، الناثرات عبيرهنّ، الكاتبات اسمهنّ في صحائف مجد ليست تتوارى.

أمي ويكفيني شرفا أنك أمي، فدعاؤك سرّ حافظ لكل أمانيَّ، وكلما كبرنا، اكتشفنا أننا لا زلنا نحتاجك، وأنك لا تفقدين بريقك مهما تقادم زمن أو توالت سنوات، فأنت الحاضرة التي لا تغيب، وكثير من صحبي توارى حضور أمهاتهم جسدا لكنهنّ بقين ماثلات عصيّات على النسيان أو التناسي.

عظيمة أنت، كبيرة بمواقفك التي لا تشيخ وإن شاخ الزمن ذاته، واثقة أنت وثقتك المطلقة كانت ولمّا تزل مبعث اطمئنان.

راقية رقي الرقي ذاته، معطاءة، فأنت الأنموذج الأمثل والأروع، وأنت كلّ ما يعترينا من مشاعر الفخر، وأنت مصدر الأمان مهما تقاذفتنا أمواج الحيرة.

قديما وحديث وفي كل زمان، ظلّت الأم بالنسبة للعربي دلالة فخار وعزّ لا تدانيها دلالة، بها وصّانا الهادي عليه السلام، فظلّت الوصية ماثلة في كل حين.

قد تكون للإنسان أكثر من حبيبة، أكثر من وجهة، أكثر من خيار، لكن وحين يتعلق الأمر بالأم فهي فقط، وفقط هي: الحبيبة، والوجهة، والخيار، وواهم من يظن غير ذلك.

الحديث عن الأمهات، حديث عن النبالة والأصالة والطيبة والوفاء، وعن الصدق والشموخ والكبرياء، وعن كل ما يرتبط بالقيم إيجابا من علاقات، فهي الجامعة معها كل دلالات القيم، وهي المقترن حضورها دوما بالقمم، وهي أصل كل المناقب وأفضل الشيم.

لكِ في يومك أمّي أجدد التحية، فظلّي وكل الأمهات كعهدنا بكنّ: عهد مع العهد في أروع تجلياته.