أكدت دراسات حديثة أنّ النكد يعتبر عاملاً رئيسياً من عوامل الطلاق في المجتمعات الحديثة. وللغرابة، فإنّ النكد لا يعود وسيلة أو أسلوباً أو حتى تكتيكاً يلجأ إليه أحد الزوجين بهدف حلّ مسألة عالقة أو مشكلة، بل يتحوّل هو نفسه إلى بنية أساسية وليس مجرد ظرف. في هذه الحال يصبح النكد هو المشكلة التي يتعارك الزوجان عليها وينسيان غالباً المشكلة التي لجأ أحدهما أو كلاهما إلى النكد في تداولها.
هذه النظرة يؤيدها أستاذ علم النفس في “جامعة دينفر” الأميركية هوارد ماركمان، الذي يبحث منذ 35 عاماً في العلاقات الزوجية والصراعات الناجمة عنها. يقول ماركمان إنّ طرفي العلاقة غالباً يستخدمان النكد في وقت معيّن، مع ذلك، فإنّ الشركاء الذين يتنبّهون لذلك ويحاولون كبح جماح نكدهم المتبادل، يمكنهم أن يحافظوا على مسار علاقتهم، وحتى على الحبّ الذي بُنيت عليه العلاقة. أما من يسيطر النكد على علاقتهم، فمصيرهم الانفصال غالباً.
أجرى ماركمان دراسة حول الموضوع شملت مئات المشاركين من النساء والرجال طوال سنوات من البحث الذي استخدم فيه المقابلات الوجاهية واستطلاعات الرأي. وتوصل في هذه الدراسة، مع كثير من النتائج الأخرى، إلى أنّ الأزواج الذين يفقدون سعادتهم بعد خمسة أعوام على زواجهم يزداد لديهم التواصل السلبي، أي النكد، بنسبة 20 في المائة أكثر من غيرهم.