ظهور اليمين الاستيطاني الإسرائيلي .. خطر يهدد هيمنة نتنياهو !!

11998781_10207290658237942_1019437167_n
حجم الخط

طرحت عدداً من وسائل الإعلام العبرية استطلاعات رأي، حول الشخصية الإسرائيلية الأبرز لتولى منصب رئاسة الوزراء، و أظهرت مجمل تلك الاستطلاعات بأن نتنياهو هو صاحب النفوذ الأكبر على الساحة الإسرائيلية مع صعود شعبية بعض القيادات السياسية الأخرى.

ومجمل الأحداث و التطورات التي تشهدها الساحة الإسرائيلية خلقت العديد من التساؤلات، هل سيتولى  منصب رئاسة الوزراء الإسرائيلية شخصية غير نتنياهو ؟ أم سيتولى المنصب شخصية جديدة؟

و في هذا الإطار قال المختص في الشؤون الإسرائيلية  الدكتور عدنان أبو عامر لـ "وكالة خبر"، إن الواقع الإسرائيلي ليس واضحاً حتى اللحظة و الحديث عن انتخابات مبكرة ليس مقترحاً، وذلك بسبب قوة حكومة نتنياهو وهيمنتها.

 

و أضاف، بأن الخلافات القائمة لا تشكل خطراً على الحكم في إسرائيل، مشيراً إلى أن نتنياهو مازال يتربع على الحكم، و لا يوجد قيادة سياسية عسكرية تستطيع أن تواجه نفوذه مهما كانت الأسباب و الدوافع .

و اعتبر أبو عامر، أن ظهور تكتلات يسارية في الآونة الأخيرة تهدف إلى إسقاط نتنياهو عن كرسي الحكم، موضحاً بأن جملة هذه الجهود أخفقت في اسقاطه، و ذلك لحنكة نتنياهو في قيادة المجتمع الإسرائيلي، و ادراك  الرأي العام الإسرائيلي بعدم وجود شخصية قيادية قادرة على انقاذ الدولة الإسرائيلية سوى نتنياهو.

و في إطار إعلان وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كاحلون، من حزب "كولانو"، أنه سيوافق على تقديم مشروع ميزانية عامة لعامين قادمين، مما يوفر عناءً على نتنياهو ويضمن له استقرار ائتلافه الهش لعامين إضافيين، بدلاً من الخوض في متاهات مطالب جديدة من شركائه الائتلافيين، أو تهديد بإسقاط الحكومة .

أشار أبو عامر إلى أن ذلك الاعلان لم يأتي من الفراغ، و ذلك لكونه يرى في نفسه شخصية قادرة على قيادة الحكم خلال الفترة القادمة، موضحاً بأن الواضح ضعف فرصته، و يبقى برنامجه الانتخابي الذي يركز على المقومات الاقتصادية نقطة قوته الوحيدة.

و في ظل هذا التوتر الذي تشهده الساحة القيادية الإسرائيلية، رأى المختص بالشؤون الإسرائيلية الدكتور فريد قديح،  أن استطلاعات الرأي التي تقوم بها الصحف الإسرائيلية و التي أظهرت التقارب في الأصوات بين نتنياهو و لبيد، تتغير من فترة لأخرى وبقى نتنياهو هو المهمين و الأقوى على الساحة حتى اللحظة.

و أشار قديح، إلى أن ما يجعل نتنياهو الأقوى هو توجه المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين المتطرف، وذلك لكونه الأكثر تفهماً لمتطلباته، و ذلك على الرغم من وجود يمين جديد ظهر على الساحة و يترأسه  شخصيات قيادية بشكل قوى وهو اليمين الاستيطاني، و الذي يمثل المستوطنين ويرسم السياسات العامة للحكم من قرارات سياسية و تشريعية و هذا ما يجعله الأخطر على الساحة الراهنة.

و اعتبر أن المنافسة الحقيقة خلال العشر سنوات القادمة، ستتكون ما بين نتنياهو كممثل لليمين المتشدد، و نفتالي بينيت اليميني المتطرف الذي يمثل المستوطنين والتيار الديني الوطني، يذكر أن الكثير من المحللين الإسرائيليين، أشاروا إلى أن المواجهة القادمة ستكون صعبة و غامضة فيما بين اليمين المتشدد و اليمين المتطرف.

و أضاف قديح، بأن هذه المتغيرات أدت إلى حصول تغيرات في النخب الإسرائيلية، موضحاً بأن الأمر لا يقتصر على النخب الإسرائيلية بل على المستوى الأمني أيضاً.

 وأشار إلى أن سكان مدن الساحل كانوا يسيطرون على رأس هرم الحكومة، أما الأن ومع بعض المتغيرات أصبح المستوطنون هم من يتحكم بالمجريات و الدليل على ذلك تواجد خمسة وزراء في الحكومة الحالية.

و أوضح قديح، بأن فشل لبيد في طرح برنامجه السياسي جعل الطريق مفتوحاً أمام البرنامج السياسي الاستيطاني، مشيراً إلى أن الحكم الحالي يشهد حالة من التأكل الواضح في ظل افتقاده لشخصيات تمثله، فيما يبقى نتنياهو الشخصية الأخيرة التي تمثل اليمين المتشدد.

وحذر قديح، من المخططات التي يرمي إليها اليمين الاستيطاني وذلك لكونه من يتحكم في زمام الأمور، ويتم تقديم متطلبات المستوطنين وكل ما يريدونه على الساحة، وهذا ما نشهده بالفعل من إصدار أحكام بحق الفلسطينيين كل أسبوع.

و نوه إلى أن التناقض الذي تعيشه تصريحات نتنياهو لم تأتي من الفراغ، وذلك لكونه يسعى إلى كسب كافة الأطراف الدولية و الإقليمية، ليضمن بقاءه على رأس الحكم و يعمل على إظهار المقاومة الفلسطينية  على أنها جماعات إرهابية.

و اعتبر قديح، أن نتنياهو قد نجح في كسب الأطراف الدولية،  وذلك لكونه قد حصل على تأييد إفريقي جديد لإسرائيل، و تحقيق كافة مطالبه في المنطقة،  و هذا ما يجعله حلقة قوية في إسرائيل، نظراً لعلاقاته الدولية مع العديد من الدول، فيما يفتقر اليمين الاستيطاني إلى ذلك.