سيدي الشهيد علي جمال طقاطقة

unnamed
حجم الخط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدا حديثي فأقول اجل أيها القمر المسافر في الوجع المشرئب ، فأنت حي عند رب العرش العظيم تنعم في جنة الخلد بإذن الله مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أخبرتنا في الرؤية – أكثر من مرة - بأنك في الفردوس الأعلى مع حبيبنا المصطفى وأنت تنعم بخير صحبة في الدنيا والآخرة ... هكذا اصطفاك التيار الصاخب فتى يرتدي حلة من عذاب التين والنخل والزيتون .... يترك قمصانه للعيون تغسل أوجاعه ...وزهر الياسمين الثمل بأشرعة الصمت يهدر بين النهر والبحر ، وتدور الفصول ... تحط النسور عند ضريحك ... وتتأهب للحوم مأخوذة بالحنين إلى هذا البلد الأمين فلسطين ..
سيدي الشهيد علي جمال طقاطقة ابن مريم خليل .. يا نبض الفؤاد ، يا نسيم الروح .. ياحبيب والدك .. 
يا سليل الصحابة الشهداء .. وأنت تلتقيهم بإذن الله في دار الخلد منعما مكرما .. فإننا نفخر بان تكون من عائلة شهداء وأصحاب للمساكين والفقراء والأيتام والأرامل والباحثين عن النور والعز ورفعة دين الله ونصرة الأمة التي جعلها الله خير امة أخرجت للناس ..
أيها الساكن داراً خيراً من دارنا ،أيها الأكرم منا جميعا .. هل يحق لي أن أرثيك وكيف وأنت الشهيد ؟ .. أي لسان يوفيك حقك وقد سماك الله شهيداً.. واسمك على اسم حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ..

فقد نلت كل معنى من العلياء يا علي .. يا سيدي الكبرياء في الزمن المأسور بالصمت .. أيها الصاعد إلى عالم الانعتاق .. أيها التارك للزوال إلى البقاء .. أي دمٍ رائعٍ هذا الذي منك قد سال .. أي عبق هذا الذي منك قد فاح .. أبيت إلا الصــعود فوق القمم .. أبيت إلا مكاناً فوق النجوم .. وقفت والشمس في موضع ، تشرق فينا بإشراقها وتغرف عنا بغروبها .. شروقك فينا نور لا يفنى ، وغروبك عنا ذكريات لا تنسى ..
يا شهيد يا سيدي ، في مقامك هذا لات حين بيع الرثاء منا بطولتك ، شجاعتك ، إقدامك ، إيثارك ، صبرك ، فداؤك كلها ترثيك في اليوم ألف مره .. أقسمت أنك أقوى من زمانك ، أعظم من جراحك ، أحلى من حياتك ، أسبق من فواتك ..
يا سيدي بطلاً مقداماً محباً لدينك ووطنك وشعبك وأمتك عاشقاً لآخرتك ساعيا لها بما سخرت الدنيا في طاعتك وعبادتك وعملك كي تنال حظك الأوفى في الآخرة من الدنيا وما فيها من مباهج والآم وأحزان وترف زائل ..
يا سيدي الشهيد أيها البطل نذرت نفسك أن تموت في فلسطين من اجل قتال الصهاينة مثل كل شهداء فلسطين في معظم حروب العرب والمسلمين ..
أي شهيدٍ أنت يا علي أي شعاع من الشمس أنت تضيء مدارج الصاعدين خلفك؟!
متَّ صامتاً إلا من صوت الرصاص يخترق أجساد عدوك ..
دمك الأحمر لوّن أماسينا بجمره الحنون وأضاء الوطن بأمل الانتصار ..
دمك الأحمر لن ينسى ومظلمتك لن تبلى .. دمك الأحمر في رقابنا قلادة من أمانة ، فإن نسيناه فقد خنا الأمانة .. 
يا سيدي الشهيد فارفع جبينك فوق ضوء الشمس فما زلت حياً لم ترحل ، فصبحك ينبت ألف صبح ، ودمك ينبت في الميادين الزهور .. أنت في ضمير الأحرار ، والمجاهدين والأبطال حي .. وفي ضمير التاريخ صفحة مشرقة وهاجة .. أنت للحق المغتصب جولةً وصولةً وقوةً .. 
طهارتك جزءٌ من طهارة عرضك وأرضك ووطنك .. عظمتك جزء من عظمة دينك ورسولك وأمتك .. كل من يعرف عنك شيئاً ظن أن الطيور في السماء تغرد فرحاً باستشهادك وتخفق إعجاباً لصبر أبيك وأمك وإخوتك واحبابك من اجل الوطن الغالي فلسطين ..
زفتك النساء والرجال والشيوخ والأطفال ، حتى الطيور والأشجار والأزهار .. 
لقد اختارك الله في يومه المبارك فكان رميك على عدوك مبارك فبوركت يا بطلاً شهيدا بين الشهداء وبورك البيت الذي شع نورك منه لتكون أهدافك التي خرجت من اجلها أملا ونوراً لا تبدده الأيام ..

جاء موعد اللقاء فنزلت الملائكة واصطفت لاصطحاب روحك الطاهرة إلى بارئها ، فيما تزينت الحور العين لاستقبال زوجها البطل ، وتجهزت الطيور الخضراء لتسكنك حواصلها ، هكذا وليسدل الستار على أخر صفحة من صفحات جهادك الخالد وحياتك الدنيا أيها العملاق ، وتبقى ذكراك حية ترتعش في قلوبنا ووجداننا ، وتبقى ملامحك ترتسم أمام عيوننا في كل حين ..
إلى جنات الخلد يا علي ابن مريم ولك من فلسطين ومن شعبك وأمتك وإخوانك في الدين ومني ومن أمك وإخوتك خير السلام ..