يؤكد الطبيب النفسي الأميركي دان سيجل صاحب العديد من الأبحاث الشهيرة في الوعي الذهني أن “ما نتعلمه في الصغر، نفعله في الكبر؟”
ويشرح سيجل، أن العادات التي نتعلمها من آبائنا ، يمكن أن يصعب للغاية كسرها. فعقولنا سريعة التأثر خلال السنوات المبكرة ولهذا تصبح الأشياء التي نتعلمها راسخة. “لأن تغيرات المرونة العصبية تلك عميقة في المخ، تتضمن المناطق الحوفية أسفل القشرة، ويمكننا غالباً أن نشعر بأنها خارجة عن السيطرة”، على الرغم من إمكانيتنا لتغييرهم في الواقع”.
ربما تنشأ مع أم فوضوية للغاية وتجد غرفتك دائماً في فوضى مستمرة، حتى بعد أن أقسمت “ألا تكون أبداً مثلها!” ربما شاهدت والدك يفرط في تناول الطعام وتواجه مشاكل مع الأمر بنفسك.
ولكن قبل أن تنتقل إلى لوم أبويك على كل شيء، تذكر أن الأمر ليس بهذه البساطة. هناك فرق بين سمات الشخصية (موروثة) والعادات (سلوكيات متعلمة).
هناك مكونان للشخصية يحددان إذا ما كنا سنقلد عادات آبائنا السيئة: التجربة، والطباع.
الأول هو التجارب مع العائلة والأصدقاء، على سبيل المثال، والتي تشكل الطريقة التي يتطور بها عقلنا وهكذا يتكون حجر الأساس لطريقة نشأة مخنا مع الوقت، كيف نشعر، نفكر ونتصرف.
والثاني هو العادات التي نستوعبها مبنية على الطبع الذي ولدنا به، والتجارب، وبسبب الطبع، يكون بعض الأشخاص أكثر قابلية لتبني العادات السيئة من الآخرين. هذا لا يعني عدم تمكننا من تغيير العادات السيئة.
سيجل، الذي كتب العديد من الكتب بشأن كيفية القيام بتغيرات حياتية فعالة، يقول أن أفضل طريقة لتصحيح أي نوع من السمات السلبية هو رؤية الذات.
“أن تكون مدركاً لحياتك الداخلية، يحتاج ذلك وقتاً، ليسمح لنا بإدراك أنماط كانت في السابق خفية على العقل. بمثل تلك الرؤية الجديدة، يمكننا تصور طرق جديدة للتفكير، الشعور والتصرف. لكن ببساطة، يمكن للوعى أن يعزز الخيار والتغيير”.
إذا كنت والدا، فالطريقة الوحيدة الأكيدة لمنع أطفالك من تبني عاداتك السيئة هي ألا تمثل تلك العادات. بالتأكيد، لا أحد مثالي، لكن أن تكون مدركاً لعاداتك الخاصة قد يساعد على منع نقل عادات السيئة لأطفالك.
تكرر جينيفر تراشتينبيرج، أستاذ مساعد بعيادة مدرسة طب ماونت سيناي ومؤلفة كتاب “أطفال جيدون، عادات سيئة: دليل العصر لتنشأة أطفال أصحاء”، بأن الأطفال الذين ينشأون بعادات غير صحية يصبحون بالغين بنفس تلك العادات.
“العادات التي تكونت في الطفولة تستمر لحياة البلوغ ويمكن أن يكون لها تأثيراً كبيراً عى صحتنا وسلامتنا.. يحتاج الأمر لحوالي 90 يومأً لتحويل تغيير كبير لعادة حقيقية. إذاً، يمكن لكسر عادة سيئة أو تكوين عادة جيدة أن يأخذ بعض الوقت”.
طورت جينفر أربعة مفاتيح ليواجه الأهل أنفسهم وبالتالي عادات أطفالهم، الجيدة والسيئة:
# حدد العادة التي تحتاج لتبنيها أو تعديلها.
#اشرح لماذا تلك العادة حيوية وضرورية لصحتك وسعادتك.
# ساعد طفلك على تطوير وإتقان العادة.
#عزز العادة بالتذكير والدعم (حتى تصبح داخلية وجزء من الروتين العائلي).
من السهل أن نعتبر عاداتنا السيئة عيوب شخصية أو ورثناها عن الآباء، إلا أنه من السهل تغييرها بدلا من الانسياق إلى لعبة لوم الذات.