الشعب الفلسطيني أعطى كل ما يملك من تضحيات من أجل النصر وتحقيق حقه في العودة لوطنه وإقامة دولته الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
هذه المسيرة هي جزء من تاريخ الشعب الفلسطيني المكافح، وعبرت هذه المعركة عن التحول الكبير في المسار الفلسطيني والعربي بعد أن عجز الانتصار في المنطقة العربية عام 67
معركة الكرامة سجلت أروع صفحات النضال في تاريخ الشعب الفلسطيني، نستذكر في هذه المعركة الموقف الشجاع للقيادة الحركية الفتحاوية عندما قرروأ أن نخوض المعركة بشكل واضح رغم التهديدات التي وصلت عبر كل الوسائل للقيادة الفلسطينية إن معركة الكرامة تستهدف تدمير الفدائيين والقواعد الفدائية في الأردن لو إستجبنا لنداءات بعض فصائل منظمة التحرير لما كنا خضنا المعركة لكن فتح قررت بإرادة قوية وعزيمة وبتنسيق مع الجانب الأردني عندما نقل المعلومات حول النوايا الإسرائيلية فقررت القيادة الفلسطينية بشكل واضح لا بد من خوض المعركة مهما كانت التحضيرات والخسائر.
ان معركة الاستقلال بدأت ولم تنته إلا بالانتصار وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وتجسيد السيادة على كامل حدود دولة فلسطين التي احتلت عام 1967 بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية .
اليوم هو يوم الكرامة الفلسطينية ... اليوم وبمناسبة الذكرى الـ (48) لمعركة الكرامة ان شعبنا الفلسطيني اثبت من خلال سنوات كفاحه الوطني المستمر على الطريق الثورة والهبات الجماهيرية البطولية العارمة بأنه شعب لا يعرف الهزيمة وكله عزيمة واصرار على المضي قدماً على طريق الثورة والنضال والشهداء وعلى طريق معركة الكرامة البطولية حتى تحقيق النصر وانهاء الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على ارضنا الفلسطينية المحتلة .
ان معركة الكرامة اعادت الاعتبار والعزة والكرامة للأمة العربية ولشعبنا الفلسطيني بعد هزيمة حزيران عام 1967 واوقفت الزحف الاسرائيلي الاحتلالي التوسعي نحو الدول العربية مشيراً إلى ان الانتصار الفلسطيني في معركة الكرامة شكل نقطة انطلاق نحو تجسيد الهوية الفلسطينية والحفاظ على حق العودة واسقاط مشاريع التوطين وتحقيق الانتصارات السياسية والدبلوماسية التي كان أبرزها قبول فلسطين دولة عضو مراقب في الامم المتحدة ورفع العلم الفلسطيني في مقراتها .
ان معركة الكرامة حطمت اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر بإلحاق الهزيمة به ليعود إلى ادراجه يجر ذيول الخيبة والفشل والانكسار ، لافتاً الى ان الاحتلال الاسرائيلي مهما بلغت سطوته وجرائمه وعدوانه بحق شعبنا سوف يقهر أمام ارادة الصمود والتحدي وقوة الحق الفلسطيني
ان شعبنا الفلسطيني وهو يخوض غمار هبته الشعبية المتواصلة منذ اكثر من اربعة شهور ويتصدى للعدوان والتصعيد العسكري الاسرائيلي والاستيطاني قادراً على الحاق الهزيمة بالعدوان وسياسته الإرهابية ودحر قوات الاحتلال الاسرائيلي بكافة اشكاله العسكرية والاستيطانية وتحرير الأراضي المحتلة وسينتصر على سياسة القتل والاعدامات الميدانية والاستيطان والتهويد والتطهير العرقي والترحيل القسري التي تستهدف الأرض والانسان الفلسطيني .
في ذكرى معركة الكرامة نؤكد على اهمية وضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول الرئيس ابو مازن ومنظمة التحرير الفلسطينية وهما يخوضان المعركة السياسية نحو انهاء الاحتلال لمواجهة كل الضغوطات التي تمارس على القيادة الفلسطينية وكل التحديات التي تواجه قضيتنا الفلسطينية ومشروعنا التحرري والمؤامرات التي تستهدف منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني
اننا نؤكد علي اهمية العمل في نطاق المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وانصاف الشعب الفلسطيني برفع الظلم التاريخي الواقع عليه والضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها وتصعيدها العسكري وجرائمها البشعة ضد شعبنا وانهاء احتلالها بكافة اشكاله العسكرية والاستيطانية للأراضي الفلسطينية المحتلة وفك الحصار المفروض على شعبنا وانصياعها لإرادة الشرعية الدولية وارادة شعبنا الفلسطيني بنيل حريته واستقلاله الوطني وتمكينه من اقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
وتبقي بوصلة فلسطين هي بوصلة الكرامة والانتصار والحرية وتقرير المصير ..
انها فلسطين كرامة العرب وكرامة العالم ..
الخزي والعار لمن يصنع الإنقسام