على غرار برنامج Arabs Got Talent "مواهب العرب"، خرجت فكرة وعرضٌ Students Got Talent قبل عام في جامعة النجاح، وفي هذا العام خرجت بـِمُسمى جديد، ألا وهو An-Najah Got Talent، ليُنمي موهبة طلبةٍ لم تظهر بعد على الملأ، وسط احتشادٍ كبير وضخم من الطلبة على مدرجٍ يتسع لـِ400 طالب وطالبة فقط في الحرم الجامعيّ القديم.
An-Najah Got Talent فكرةٌ طلابيةٌ تُنفذها مجموعة طلاب النجاح التطوعية بالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، وتبدأ هذا العام بـِمُسماها الجديد، بهدف إظهار المواهب، وبث روح التنافس فيما بينهم، وتنمية مواهبهم.
ونقلت إذاعة راية المحلية عن صاحب الفكرة أحمد عودة "قوله ان الفكرة ليست حديثة، بل كانت موجود من قبل بمُسمى آخر، لكن مع ظهور موسم جديد من برنامج مواهب العرب، فكرت بالأمر جدياً، وأيقنت على ضرورة نقله إلى واقع حياة جامعتنا، لإظهار مواهب مخفية، تستحق أن تكون موهبة فلسطينية بامتياز، ولذلك بدأت ومجموعة طلاب النجاح التطوعية بالإجراءات من ناحية التنسيق مع عمادة شؤون الطلبة، وجمع الطلبة الموهوبين، وألا يقتصر جميع المشاركين على موهبة واحدة، بل تتعدد وتتنوع".
ولهذا العرض هدف واضح، ألا وهو عرض مواهب مخفية في جامعة النجاح، وإظهارها أمام الجميع، وذلك لتشجيعهم على تطويرها، واختيار المواهب كان من خلال إعلاننا عن المسابقة، ومراسلتنا، ومن ثم إطلعنا على المواهب التي قدمت لنا، لنُقرر إذا كانت تصلح أم لا، بحيث تتنوع ما بين غناء الطرب، والراب، ورقص الهيب هوب، ورقص البوبينج، والرسم، والتمثيل، وعروض السيرك، والعديد العديد.
ويُضيف "لم يكُن العرض على مراحل كعادة برنامج مواهب العرب، لأننا في جامعة، ولذلك تم تحديد ساعتين تقريباً لعرض المواهب، ومن ثم قام الجمهور بالتصويت على أفضل موهبة يراها، وكانت لـِصالح الطالب الرسام أشرف الحاج قاسم، حيث رسم لوحة فنية على ورق مُقوى مُقطع للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وعمل على تجميعها، لتخرج اللوحة بالشكل المُراد".
ولم يحمل القائمون على هذا العرض سوى رسالة واحدة، ألا وهي "رغم الاحتلال، وما نُواجه من صعوبات ومعقيات في حياتنا، إلا أنَّه لدينا مواهب تُريد وتبحث عن فرصة للظهور، وإظهار ما في جعبتها، وتُريد فرصة لتُثبت نفسها، وتُنمي موهبتها، وتُظهرها للجميع، لتكسب الدعم، والتأييد، والاهتمام".
ويُبين أنَّه قد يقول البعض بأن جامعة النجاح هي صرح تعليميّ شامخ، ولا يجوز وجود هكذا برامج وعروض فيها، إلا أننا نقول أنَّه وفي كل جامعة يوجد أنشطة "لامنهجية"، ويوجد أنشطة ترفيهية، وفي إطار دعم الطالب، من الجميل جداً أن يخرج الطالب عن جو الروتين المعتاد عليه بنوعية الأنشطة الجامعية، وهذا بما لا يتعارض مع طبيعة وواقع الجامعة، ومثلاً عندما تُقيم الجامعة حفلاً فنياً، من المُمكن أن تستعين بأحد المشاركين والموهوبين في مجال الغناء، وتُعطيه فرصة، وبذلك هي دعمته في جانبه الذي يشعر بوجود موهبته فيه.
ويُوضح الفائز بهذه المسابقة أشرف الحاج قاسم من كلية الفنون في جامعة النجاح "موهبتي هي البحث عن طرق جديدة بالرسم، وبطريقةٍ إبداعية، واليوم رسمت الشاعر محمود درويش، لأنَّه شخصية معروفة للجميع، وهو شخصية محبوبة ومثقفة، ولم تكن مشاركته إلا حُباً لإظهار موهبته، ولأنَّه من الجميع أن تُشارك في مسابقة على مستوى جامعة، لأنَّها حتماً ستكون بذرة الانطلاقة، ويُنهي حديثه برسالةٍ "كن واثقاً بما تملك، وتوكل على الله، وسوف تُبدع".
وأما المُشارك أحمد أبو صيام من قطاع غزة، والذي يدرس في كلية القانون بجامعة النجاح قدم عرضاً مسرحياً تمثيلياً يُحاكي الواقع الفلسطيني، وحال الانقسام الذي تشهده فلسطين منذ عشر سنوات تقريباً.
ويُشير إلى أن موهبة التمثيل لديه بدأت منذ تسع سنوات، وشاركت في هذه المسابقة لأجعل بداية الحلم والمشوار من هنا، علماً أن كافة تمثيلياتي تحتوي على رسالةٍ ثقافية أو اجتماعية بأسلوبٍ درامي أو كوميدي، لأنَّ الابتسامة هي التي بمقدورها إيصال الرسالة إلى الجميع، مُضيفا ً"ما قدمته اليوم كان من قلبٍ صادق، لأنَّه عبارة عن واقع نُعايشه".
في حين تؤكد إدارة جامعة النجاح الوطنية، وعمادة شؤون الطلبة فيها على دعمها لأي نشاط يقوم به الطلبة، وأي فكرةٍ يبتكرها الطلبة ويسعون إلى تنفيذها، فنحن دوماً بجانبهم وحتى النهاية، وذلك لإكمال المسيرة التعليمية على أكمل وجه، والوقوف إلى جانب الطلبة في الأنشطة اللامنهجية بالجامعة.