حفاظاً على أمن الاحتلال.. قوات حفظ السلام تعود إلى الجولان

b66bc59337
حجم الخط

بعد أكثر من عام ونصف على سحب الأمم المتحدة لقوات حفظ السلام التابعة لها، من منطقة الجولان في الأراضي السورية بسبب اشتداد الحرب هناك، وتصاعد الصراع أكثر فأكثر، بدأت المنظمة بعمليات تمهيدية لإعادة نشر قواتها المعروفة اختصاراً باسم "أوندوف" في الهضبة.

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فقد وصلت قوات تابعة للأمم المتحدة إلى منطقة الجولان من الجانب السوري للحدود، وقامت بجولات عدة في المكان، كما توجهوا وزاروا المقرات والمنشآت التي عملوا منها سابقاً قبل الانسحاب.

وفي هذا السياق، يذكر أن نشر قوات حفظ السلام في الجانب السوري من أراضي الجولان جاء تطبيقاً لقرار وقف إطلاق النار مع انتهاء حرب 1973، لكن الحرب في سوريا والتهديدات التي شكلتها على حياة أفراد قوات حفظ السلام دفعت الأمم المتحدة لسحبهم حتى إشعار آخر، الأمر الذي أثار حفيظة دولة الاحتلال الإسرائيلي ودفعها للضغط باستمرار لإعادة القوات.

وعلى ما يبدو فإن عزم الأمم المتحدة إعادة إرسال الفرق المكونة من جنود يحملون رتباً مختلفة، وينتمون إلى خمس دول مختلفة، جاء نظراً لعدة عوامل؛ منها الضغط الإسرائيلي المستمر، بالإضافة إلى العملية السياسية الدولية الحالية التي تسعى لإنهاء الحرب في سوريا، وإيقاف القتال بالتوصل لحل سياسي.

وهنا يذكر أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تهتم بعودة هذه القوات الدولية لعدة أسباب متعلقة بأمن الحدود ومنع الهجمات ضد أهداف إسرائيلية، خاصة بعد أن تعاظمت المخاوف في السنوات الأخيرة بأن تسيطر قوات "حزب الله" على منطقة الجولان، وتستغل الفراغ الأمني والفوضى لتنفيذ عمليات في بلدات إسرائيلية، والتي قد تصل- بحسب تقديرات الأمن الإسرائيلية- إلى حفر أنفاق هجومية، والسيطرة على بلدة إسرائيلية حدودية لفترة من الزمن.

وعليه؛ وحفظاً على أمن الحدود وتقاسم المسؤولية، يرى الاحتلال في عودة الأمم المتحدة إلى مراقبة الحدود ضرورة لا غنى عنها، فبذلك سيكون لإسرائيل عنوان رسمي تتوجه إليه في حال اقتربت الحرب السورية من الأراضي الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي.

إلى جانب ذلك، من شأن وجود القوات الدولية أن يمنع الفصائل المسلحة في سوريا من تنفيذ هجمات أو القيام بنشاطات عسكرية ضد الاحتلال، أي إنه سيعيد موضوع أمن دولة الاحتلال إلى سلم أولويات الأمم المتحدة، بعد أكثر من عام ونصف قامت به أجهزة الأمن والجيش الإسرائيلية بتحمل مسؤولية حدودها وحدها.

وبالحديث عن الضغط الإسرائيلي المستمر على الفاعلين الأساسيين من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يذكر أن موضوع إعادة قوات حفظ السلام كان من المواضيع الأساسية التي ناقشها رئيس دولة الاحتلال، رؤوفين ريفلين، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الفائت أثناء زيارته لروسيا عقب انسحابها الجزئي من الأراضي السورية.

ووفق ما جاء في صحيفة "هآرتس" العبرية، طالب ريفلين بوتين بأن يفعل ما بوسعه لإعادة القوات الدولية "أوندوف"، لهضبة الجولان، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة في سوريا.

وأوضح ريفلين أن من شأن إعادة القوات أن يعيد الوضع الأمني على الحدود إلى ما كان عليه قبل الثورة السورية، مؤكداً بعد ذلك أن طلبه لاقى "تفهماً كبيراً" من بوتين، وأوضح ريفلين أن الطلب الإسرائيلي نابع من تخوفات أن يعزز الفراغ الأمني النفوذ الإيراني ووجود "حزب الله" على الحدود الإسرائيلية.