نوال الهوتي، مصممة أزياء عمانية ذات أسلوب مميز، تمزج بين الخطوط التقليدية والمعاصرة بكل براعة، لتقدم ما يناسب المرأة التي تقّدر التفاصيل المتقنة، والخامات الفاخرة.
تلقب الهوتي بسفيرة الأزياء العُمانية، وتسعى من خلال عروض الأزياء التي تقيمها في عمان وخارجها، للتعريف بالموضة الشرقية ذات الخطوط المترفة.
أنا زهرة التقت المصمممة العمانية التي ترى أن الأناقة لا ترتبط بلبس الغالي من الثياب، أو تلك التي تحمل أسماء المصممين الكبار، بل تتعلق بالأسلوب الشخصي.
١- متى كانت بداياتك، وكيف دخلتِ عالم الموضة؟
المناسبات العائلية كان لها الدور الأكبر في الشغف الذي كان يزداد لتجريب كل شيء ، أعتقد هنا كانت البداية إلا أن الممارسة الفعلية للتصميم فقد جاءت بعد ذلك من خلال التجارب التي كان لها وقع خاص من قبل المحيطين بي من العائلة والذي كان له أثر إيجابي في الإستمرار من خلال تشجيعهم.
من خلال ما سبق وجدت نفسي أميل كثيرا إلى التصميم وتنفيذ الأفكار الكثيرة التي كانت تتزاحم في عقلي، بعدها تعددت الأعمال التي كانت مقصورة فقط على نطاق العائلة إلى الأقارب والأصدقاء حتى أقمت أول عرض أزياء في فندق قصر البستان- سلطنة عمان، من هناك كانت الأنطلاقة الأولى لعالم الاحتراف.
٢- لمن تتوجهين بتصاميمك؟
أستطيع أن اقول أن جميع الفئات الآن لها نصيب كبير في إقتناء أزيائي، العمانيات بحكم أن مؤسستي في عمان ولي من العملاء كم كبير ومميز حيث أنني اتخذت منهجي الخاص وهو أن القطعة لدي لا تتكرر لذلك فإن هذا النوع من المنتج لا يقتنيه سوى النخبة، و وجدت أن هناك ملاحظات كبيرة تأتيني من المقربين أن الكثير يرغب في أن يلبس من أزيائي وأنني لا أتعامل إلا مع فئة معينة، وهذا بالتأكيد لم يكن مقصوداً تماماً، لذلك أوجدت خطاً آخر للإنتاج خاص بمن يريد أن يلبس من تصاميمي، ولله الحمد كسبت هذه الفئة أيضاً، أما بالنسبة للخليجيات فهناك طلبات تأتيني بشكل خاص بالإضافة إلى العربيات والأجنبيات وذلك من خلال العروض التي أقدمها والتي بتوفيق من الله غالباً ما تنفذ تلك الأزياء مباشرة في تلك الدولة التي أقيم العرض بها أو مباشرة بعد رجوعي عن طريق الإتصال المباشر لمن شاهد ذلك العرض.
٣- أي الأساليب تستهويك؟
الأساليب والأفكار لا ترتبط بشيء ما، رغم أنها قد تتأثر بكل ما يحيط بنا من طبيعة وجمال ومشاعر. بالنسبة لي الفكرة مرحب بها في أي وقت، وقد لا تأتي رغم محاولة تهيئة الأجواء لها. قد تأتي في أصعب الظروف وأحلك المواقف واللحظات، هي نعمة من الله قبل كل شيء، بعد أن أجد الفكرة أبدأ مباشرة باستحضار الأفكار الخاصة، عمان تزخر بكل ما هو جميل، الطبيعة، التراث، الحضارة، التاريخ، طبيعة الشعب العماني أيضاً لها نصيب وافر من جانب الأفكار الخاصة بالتصميم لدي. أضف إلى ذلك اطلاعي على أحدث خطوط الموضة العالمية من خلال زياراتي ومشاركاتي في عروض عالمية وعربية كان لها الدور الأكبر في إضفاء اللمسة العالمية في الزي العماني لدي. باختصار استطيع القول ان الأسلوب يعكس بشكل كبير شخصية المصمم.
٤- كيف تعملين على المجموعات الجديدة، ومن أين تستمدين الوحي؟
العمل على المجموعات الجديدة تأتي بين العروض التي اقدمها، فبعد تركيز وعمل جاد يأخذ مني الوقت الكثير والجهد الأكبر في العرض، تأتي فترة النقاهة مغلف بطعم النجاح السابق، هنا يبدأ الحافز للتحضير للمجموعة القادمة مع الاستفادة من الهفوات البسيطة السابقة ومحاولة تعديلها في القادم، واقصد بالهفوات هو التعمق في دراسة المكان الذي سيقام فيه العرض أي البلد وتراثها وحضارتها والقراءة المستفيضة عنها، ما يجعلني أرسم خارطة طريق مناسبة لتحقيق النجاح.
٦- ما تعريفك للسيدة الأنيقة؟
السيدة الأنيقة ليس بالضرورة ان تلبس الغالي من التصاميم او أن تلبس لكبار المصممين، الأناقة هو كل ما يتناسب مع شخصيتي كسيدة، الألوان التي تتناسب مع لون بشرتي وشعري وطولي ووزني، مواصفات الجسد والشخصية والثقافة العامة ونظرة المجتمع وغيرها كل هذه الأشياء مجتمعة تحدد الزي الذي يعكس كل ذلك.
٧- كيف استقبل عشاق الموضة خبر تواجد تصاميمك لدى بوتيك كازا مودا في دبي؟
ما حدث في دبي وتحديدا في كازا مودا كان مبهراً بحق، التنظيم كان رائعاً والحضور من مختلف الفئات المجتمعية كانوا في قمة الرقي، ما شدني واسعدني كثيراً هو رؤية ملامحهم وهم سعداء جداً لحضورهم وانبهارهم بما شاهدوه من تصاميم سواءً على صعيد الأزياء أو المجوهرات. وهنا انتهز الفرصة لأشكرهم جزيل الشكر على تشريفهم لنا.
٨- مالفرق بين عالم الموضة في عمان وفي الإمارات؟
عمان والإمارات والخليج بشكل عام وطن لا يمكن تجزئته، نحن تاريخ وحضارة وتراث وعادات وتقاليد مشتركة، والأزياء أيضا تتقارب بشكل كبير. كل له شكله وذوقه وحسه وتاريخه، الأزياء الخليجية لها تميزها أيضاً، إلا أن الزي العماني له من الأشكال والاختلافات من منطقة وأخرى في عمان ما يميزه عن المناطق الأخرى فما بالك الدول الخليجية الشقيقة. هناك الزي الظفاري، زي الشرقية، الباطنة، مسقط، مسندم، الوسطى، وغيرها، كل له ميزته وتصميمه وهويته وجماله الخاص. ولمجرد أن تزاوج بين زيين فقط تحصل على تصميم خاص دون أن تخل بعراقة زي على حساب الآخر.
٩- كيف تصفين نفسك؟
أنا ما زلت حالمة.. التصميم عالم لاحدود له، والخيال أساس تصميم كل شيء جديد ومميز، والبيئة والتاريخ والحضارة والثقافة عوامل مساعدة لتعزيز أصالة التصميم، مسمى مصممة ما هو إلا تأطير وتوصيف لهذه المهنة، رغم أنني لا أعترف أنها مهنة، بل هي تحليق في عوالم الإبداع.