نتنياهو لا يملك إجابات حقيقية

نتنياهو
حجم الخط

بقلم: ران أدلست  
في نهاية الأسبوع، في الأخبار على القناة 2، طرحت رينا متسليح موضوع تهرب رئيس الوزراء من إعطاء أجوبة مباشرة للشعب. 
فالرجل غير قادر على أن يجيب عن السؤال البسيط «ماذا لديك لتطرحه في مواجهة الوضع». 
هذا المطلب هو بالطبع موضوع عبثي، وذلك لان بنيامين نتنياهو ليس لديه جواب حقيقي عن أي سؤال حقيقي.
المشكلة هي أن أحدا لا يفعل الحد الادنى كي يدفع الى الحائط بالرجل من شارع بلفور. 
فعندما يسافر صحافي في طائرة رئيس الوزراء فانه لا يسأل أسئلة غير لطيفة، لانه لن يقلع بعدها في الرحلة الجوية التالية، ولكن ثمة غير قليل من الكمائن التي يمكن نصبها وعرضه بوساطتها على الأقل كجبان.
قبل اسبوع استغل نتنياهو العملية في تركيا كي يجمع بعضا من التعاطف معه ودس رسائله. فقد عقد في اللحظة الاخيرة مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن الحدث بمستوى مراسل «إسرائيل اليوم»، ودس السبب الذي يبرر الاحتفال: «نحن نستوضح استخباريا اذا كانت هذه العملية موجهة ضد الاسرائيليين». 
كان هذا نتنياهو الكلاسيكي: ليس واضحا بعد ما حصل، ولكن الحيلة هي خلق حالة وعي يضرب فيها الارهاب الاسرائيليين واليهود فقط.
فهو ليس أول من يلاحظ الارهاب بل ايضا من ينقذ المصابين والناجين («وجهت تعليماتي لإرسال طائرتين»). 
من هنا فصاعدا هناك تلاعبات مصلحية للاتراك او الاسرائيليين.  
لا أعرف من أين خرج النص العسكري – الديني – الرسمي عن مسار الإقلاع حين تكون في الخلفية المآسي الانسانية – بمثابة محاولة تكرار عنتيبة – ومن المشوق أن نعرف من أمر بها.
طلب متسليح من نتنياهو أن يقف أمام الاسئلة الحقيقية بُثّ قبل نحو ساعة من ذاك المؤتمر الصحافي العاجل الذي نُقل بالبث الحي والمباشر. 
والعقل يقول إن هذه بالضبط الفرصة لحشر الرجل في الزاوية في أسئلة تتجاوز مناورات العلاقات العامة السهلة. كان هذا كمينا متوفرا وكان يمكن التوقع من عصبة الصحافيين أن يسرب أحد ما سؤالا أو اثنين في كل تلك المواضيع التي يهرب رئيس الوزراء منها. 
من الواضح أنه ما كان سيأتي أي جواب حقيقي، بل إن الأمر هو الامساك بالارنب وهو يقف بعينين متلاعبتين امام النور الساطع للسؤال ويتلعثم بأمر ما ليس مهماً ما هو. ولكن هذا لم يحصل.
يوم الاحد التقينا نتنياهو وهو يرتدي السترة الواقية في جلسة حكومة، ليهذر بسلسلة اخرى من الشقاق ضد «نحطم الصمت». 
فقد قال في اعقاب «تحقيق» القناة 2 عن «نحطم الصمت» ان «محاولة جمع معلومات استخبارية عن الجيش الاسرائيلي هو أمر لا يطاق، وهذا تعالجه المحافل المخولة بذلك». 
لا حاجة لاجراء تحقيق مضاد كذاك الذي أجراه اللواء احتياط عميرام لفين لدى غازي بركائي من اجل دحض نتائج التحقيق المتحيز في القناة 2.
لعلم وزير الدفاع، الذي انجرف إلى «الخيانة» و»جمع الاسرار»، فان اجراء التحقيق يشمل مادة خلفية لاسناد الادعاء المركزي. 
يجدر به ان يفهم أن المشكلة ليست من يحطم الصمت لصالح الجيش وجنوده بل من لا يحطم الصمت ولا يقدم لمواطني الدولة أجوبة حقيقية بينما تسفك دماؤهم في الشوارع.

عن «معاريف»