بقلم: حنين أمين
أنا يا سيّدتي ...
نزعة الطوائف ..
أنا فلسفة البدايات..
أنا رصانة الضوء..
أنا يا سيدتي عالم بالتاريخ..
بفتح عمورية .. بتقسيم فلسطين ..
باندثار العرب .. كما اندثرت روحي..
أنا ثقافة الحضارات..
أنا يا سيدتي الغائب الحاضر عن وطني ..
أنا وجع العبارات..
انا الصامت الذليل في وطني..
أمتطي حزني الأسود.. أحمل سيفي البارد..
أعود بخيبة النهايات..
أنا رعشة الموت ..
أنا انبعاث الحياة..
إن كنتِ معي ..
صعدت السماء ..
وصلتُ القمر..
عانقتُ الملائكة ..
امتلكت الغيمات
إن كنتِ معي ..
أصبحتُ بوتقة القوة ..
شرّعتُ أبواب الريح ..
حللتُ كل الأزمات..
رتقتُ جراح المخيم ..
أحييتُ ضمائر العروبة..
وحّدتُ الدويلات ..
أنا يا سيدتي ..
نهارٌ إن لاحت خطوط شمسك ..
إن مرّ بواقعي المريض سلاف صوتك ..
ضائع من نفسي أنا ..
دفنتني المتاهات..
لملمي وجوهي الكثيرة ..
خبايا الدفينة ..
بسحر حبّك أنا يا سيدتي..
حزين .. ركيك .. ضعيف..
تعاونت على قتلي كل الظروف..
و جفّت في عروقي ينابيع الحياة..
أنا يا سيدتي .. بحاجة لأم ..
فأمّي كافحت و أبي ..
بكلّ الحروب ..
بدأتْ بالنكبات ..
تلتها النكسات ..
وراح أخي شهيد معركة..
أعادته للأرض .. للطين .. إحدى المركبات..
و راحتْ أمي بعد أن أنهكتها وراءه الحسرات
وكوارث الأرض البشرية والاستغاثات..
تعالي يا سيدتي ..
فقد تعبت روحي من المناجاة..
تعالي و كوني بطلة حكاياتي الأزلية..
أسطورة حياتي ..
لتواجهين معي .. فوهات البنادق.. وقصف الطائرات ..
و كاتمي صوتي .. وكاسري قلمي..
وكلّ الذين أشغلوني بالردّ على الرزايا
والخطايا
وتبديل جذور السجايا
وتسابيح اللغات
لنواجه معا بشطهم وغيهم
وجودهم وبقائهم
ونزعهم من جلنا كنزع
الأشواك الداميات
تعالي سيدي
نحطم كل القيود
نهدم كل السدود
تعالي لنمحو كل الحدود..
تعالي نوحد لون الرايات.