تصفية بدم بارد لشبان فلسطينيين .. وعمليات إعدام بالجملة ويبقى المجرم دون عقاب !!

12884522_10207373082898507_1018041166_n
حجم الخط

 

يمارس جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي عمليات إعدام بدم بارد لشبان فلسطينيين، بذرائع وحجج واهية، ومنذ انطلاق انتفاضة القدس الحالية مطلع تشرين أكتوبر/ تشرين الأول من العام المنصرم، فقد انتهج جيش الاحتلال سياسة جديدة تتمثل في إطلاق النار تجاه أي شخص لمجرد الاشتباه.

ولا يزال مشهد أحد شبان بلدة سعير في محافظة الخليل، الذي أُطلقت قوات الاحتلال عليه النار وهو يبعد عن جنود الاحتلال أكثر من (100 متر)، في منطقة سهلية ماثلةً للعيان، لتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة من الجرائم الإسرائيلية، وتؤكد دولة الاحتلال أنها دولة تمارس تصفيات خارج القانون. 

وحول دلالة إطلاق جيش الاحتلال النار تجاه المنفذين لمجرد الاشتباه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيزيت نشأت الأقطش لـ "وكالة خبر"، أن حالة الرعب والارتباك التي يعيشها الجيش الإسرائيلي، خاصة مع السمة  الطاغية  لعمليات الانتفاضة الحالية بأنها فردية، مما يصعب على جيش الاحتلال تعقب وإحباط هذه العمليات.

وشدد الأقطش، على أن جنود الاحتلال يتوارون خلف الكتل الاستيطانية خشية من عمليات فلسطينية مباغتة لا يستطيعون التنبؤ بوقتها.

واعتبر أن إغلاق إسرائيل للفضائيات التي تعتبرها محرضة على العمليات، وكافة العمليات التي تعتبرها إسرائيل وقائية، تقضي على مستقبل نتنياهو السياسي الذي يقوم منذ العام 1996 على  الأمن الشخصي.

وحول قيام دولة الاحتلال باعتقال الجندي الذي اطلق النار أول أمس الخميس على الشاب عبد الفتاح الشريف، بشكل متعمد وهو ملقى على الأرض ولا يقوى على الحركة وتوثيق عملية الإعدام وتداول النشطاء للفيديو، بالتزامن مع إدانة مبعوث الأمم المتحدة للسلام نيكولا ملادينوف لعملية الإعدام ببيان أصدره،  أوضح الأقطش أن إسرائيل لم تعد تكترث بالرأي العام العالمي، فقاتل الطفل دوابشة وكذلك الفتاة هديل الهشلمون، لا يزالوا خارج السجن .

واعتبر الأقطش، أن إرسال الطفل الدوابشة إلى نادي أوروبي، محاولة من إسرائيل لإظهار أن ما حدث مجرد حرب أهلية بين السكان، معتبراً أن هذا الأمر في غاية الخطورة ولا بد من التنبه له، ذلك لنفيه صفة الاحتلال، وتغيير الصورة أمام الرأي العام العالمي على أنها مجرد عمليات شغب بين السكان الفلسطينيين والإسرائيليين ، مما يبرر في ذات الوقت تسليح المستوطنين، وتدريبهم ومحاولة الاستيلاء على الأرض.

وأضاف، إن اعتقال الجندي لا قيمه  له طالما أن العقيدة التي يقوم عليها الجيش الإسرائيلي بأن "الفلسطيني خلق لكي يموت".

وقد أدان منسق عملية السلام نيكولا ميلادنوف، على عملية اغتيال الشهيد الشريف، واصفاً جريمة الاغتيال بالفعل الشنيع، والغير الأخلاقي، وستؤدي للمزيد من العنف وتصعيد الموقف المتفجر بالفعل.  

و طالب ميلادنوف، في بيان له، السلطات الإسرائيلية إجراء تحقيق على وجه السرعة وتقديم الجاني إلى العدالة.

وفي الحديث عن مباركة قيادات يمينية إسرائيلية للجندي القاتل ومطالبات ما يزيد عن 7 آلاف شخص داخل إسرائيل بالإفراج عنه، لم يستبعد الأقطش، أن يكون هذا الأمر "لعبة" من نتنياهو للإفراج عن الجندي، بذريعة ضغط الشارع الإسرائيلي.

وبالإشارة إلى انضمام فلسطين للمعاهدات والاتفاقات الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية، قال الأقطش، إنه مع حالة اختلاف البرامج فلسطينياً بين الضفة وغزة، فإن السلطة في الضفة تدافع عن نهج المفاوضات والتنسيق الأمني، معتبراً أن إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من حالة التشرذم الفلسطيني.

الجدير ذكره أن فرق الإسعاف لم تقدم المساعدة والعون للجرحى الفلسطينيين، خلال عملية اطلاق النار تجاههم، رغم مخالفة هذا الأمر للقواعد الإنسانية، ما يؤكد أن هذه الممارسات تأتي في إطار سياسة دولة بكل مستوياتها وشرائحها.